عقيلة صالح في حواره مع "سبوتنيك": ثقتنا في القيادة الروسية تدفعنا للترحيب بأي دور لها في ليبيا

قال المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إن روسيا يمكن أن تكون الأقرب لليبيا خلال الفترة المقبلة لأسباب عدة.
Sputnik

وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أن روسيا تتفهم طبيعة وخصوصية المجتمع الليبي، كما أن الرئيس الروسي حريص على احترام سيادة الدول، والتعامل معها بمبدأ الشراكة، وهو ما يجعل ثقة جميع الأطراف في ليبيا في روسيا أكثر من أطراف أخرى مرتبطة بمصالح ذاتية… إليكم نص الحوار:

قبل جلسة مجلس الأمن حول ليبيا... عقيلة صالح يوجه رسالة إلى الرئيس
في البداية معالي المستشار كيف ترى مخاطبة وزير الخارجية في حكومة الوفاق لمجلس الأمن ومطالبته بالتدخل بشأن الأحداث الأخيرة في طرابلس؟ 

طبيعي أن يدافع وزير الخارجية في ما يسمى بـ "حكومة الوفاق" عن الوضع القائم، خاصة أنهم سبب كل الأزمات في ليبيا في الوقت الراهن، وسبق لهم مخاطبة مجلس الأمن خلال عملية تطهير الجنوب الليبي من قبل الجيش الليبي.

ومن الغريب أنهم اشتكوا جيش بلادهم للأمم المتحدة، حين  كان يحارب الإرهابيين، وأذكر أن المندوب الروسي هاجم مندوب حكومة السراج، واستغرب من ممثل دولة ليبيا ومطالبته بالتدخل ضد الجيش الذي يحارب الإرهابيين، وهذا ما يتكرر الآن، على الرغم من اتضاح الحقيقة كاملة في الجنوب الليبي بعد تطهيره.

 وما الهدف من المذكرة التي تقدمتم بها لمجلس الأمن؟

فيما يتعلق بخطابنا لمجلس الأمن، نقول أن ما يقوم به الجيش الليبي في طرابلس، هو تنفيذ للاتفاق السياسي، خاصة أن أحد البنود في الاتفاق السياسي يؤكد إخراج المليشيات المسلحة من العاصمة طرابلس وفي عموم ليبيا، خاصة أن حكومة السراج استعانت بالجماعات والمليشيات المسلحة، وأصبحوا هم الحراس وأصبحت الحكومة أسيرة لتلك الجماعات التي نهبت المال العام ونفذت عمليات.

الكرملين: روسيا تستخدم كل الإمكانيات المتاحة لعدم إراقة الدماء في ليبيا
السبب الثاني هو قرار مجلس النواب من عام 2014، بحل الجماعات والمليشيات المتواجدة في العاصمة وإخراجها. 

السبب الأهم هو أن الدستور في كل دول العالم، يفرض على القوات المسلحة حمايته، وحماية الدستور تعني حماية الناس والملكيات العامة ومؤسسات الدولة، وبالتالي ما يقوم به الجيش يعد تطبيقا للاتفاق السياسي والدستور وقرار مجلس النواب الليبي.

كما أن حكومة السراج أفرجت عن عتاة المجرمين ومنحتهم الأموال للقتال في صفوفهم ضد قوات الجيش الليبي، على الرغم أن من بينهم مطلوبين دوليا.

ونحن أكدنا لمجلس الأمن والمجتمع الدولي أن حياة الليبيين وحرياتهم وحرماتهم وأملاكهم هي أمانة في عنق كل جندي ليبي، ولا يمكن اعتداء أي جندي على أي أسرة أو فرد، خاصة أن ليبيا من نسيج واحد ومذهب واحد. 

لماذا لا تعترفون بحكومة الوفاق حتى الآن؟ 

في الواقع أن أي حكومة ترفض لمرتين في مجلس النواب، يعاد تشكيلها من جديد طبقا للأعراف البرلمانية، وكان الاعتراض أن الشخص المكلف بتشكيل الحكومة غير قادر على إدارة الدولة، خاصة أنه مفروض من الخارج، ولم يرشحه أحد.

عقيلة صالح: حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج ضعيفة ولا يمكنها قيادة ليبيا
أما التساؤل الذي نطرحه نحن هو.. لماذا لم يستبدل السراج باسم أخر؟، على الرغم من رفض البرلمان لحكومته، وطبقا للعرف البرلماني والاتفاق السياسي، يجب أن يؤدي اليمين الدستوري، وينال الثقة من البرلمان، كما أن القضاء الليبي أكد عدم شرعية الحكومة، كونها لم تنل الثقة البرلمانية. 

ما هي السيناريوهات التي يمكن أن يتدخل من خلالها المجتمع الدولي بعد مطالبة وزير خارجية الوفاق؟

ليست المرة الأولى الذين يطلبون التدخل، وثبت وجود الجنود الأمريكان والهنود في طرابلس، وما يعني غرب ليبيا هو وجودهم في السلطة بأي حال من الأحوال.

لماذا لم يعرض قانون الاستفتاء على الشعب الليبي حسب ما نص عليه الاتفاق السياسي؟ 

أحيل القانون للمفوضية العليا للانتخابات التي أكدت استعدادها للعمل، إلا أن ما يسمى بـ "حكومة الوفاق" لم تمول المفوضية. 

لكن المجلس الأعلى للدولة اعترض على قانون الاستفتاء وقال أن بعض المواد أضيفت ولم تكن به من قبل؟

لا يصح للمجلس الأعلى للدولة الاعتراض على قانون الاستفتاء، السلطة الوحيدة التي لها حق ذلك هي السلطة التشريعية، وأمام القضاء، إلا أنه لا يجوز تعطيل عملية الاستفتاء بهذا الشكل، خاصة أنهم لا يريدون أي تغيير ومحاسبة الفاسدين، وذلك بشهادة ديوان المحاسبة، والسيد غسان سلامة المبعوث الأممي الذي تحدث عن ذلك علنا.

وهل هناك متابعة للأموال التي تنفق في الشرق؟ 

المجلس الأعلى للدولة يدعو لتفعيل أمر القبض على حفتر ووقف التعامل مع أي دولة تتواصل معه
نحن في الشرق لم يصلنا أي دولار واحد من دخل النفط، الذي يذهب للمصرف المركزي الموجود في طرابلس، تحت سيطرة حكومة الوفاق التي بقيت تحت سيطرة الإرهابيين.

كيف ترى المساعي التي تقوم بها بعض الدول لاتخاذ أي موقف من قبل مجلس الأمن؟

لا اعتقد أن الأمر قد يصل إلى التدخل العسكري، كما أن أي تدخل سيزيد الأوضاع تعقيدا، وما أريد قوله للعالم: "هل يرضى أي منكم أن تحتل مجموعات مسلحة قرية في أوطانكم؟.. فما بالكم بالعاصمة الليبية، ولماذا لم يتخذ مجلس الأمن قراره بإخراج المليشيات من العاصمة وينتهي الأمر".

لكن حكومة الوفاق تقول أن الكتائب الموجودة في الغرب هي أجسام شرعية؟

الجواب يعرف من عنوانه، وليرى العالم هيئتهم والمطلوبين في قضايا إرهابية بينهم، وهل يعقل أن أي حكومة معتمدة من المجتمع الدولي تعتمد على عناصر إرهابية ومجرمة.

كيف ترى الدور الروسي في المشهد الحالي في ليبيا خاصة أن العلاقات بين البلدين تتسم بالكثير من الإيجابية؟

سياسة روسيا هي سياسة متوازنة، خاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دائما ما يذكر المجتمع الدولي حال أي مناسبة لبحث التدخلات، يذكرهم بما حدث في ليبيا، ويقول لهم أنه لا يجب أن تفسد سوريا والعراق واليمن، كما أفسدتم ليبيا، وهو مقتنع منذ البداية بأن أي تدخل في الشأن الداخلي يفسد أكثر مما يصلح، والموقف الروسي واضح كما حدث مرات عدة في مجلس الأمن، وهم دائما ما يدعمون الشرعية ولا يعترفون بغيرها.

وبالمناسبة أوجه التحية للرئيس الروسي الوفي، خاصة على كلمته الشهيرة: "حين قال أفضل أن أعاقب على أماني ولا أكرم على خيانتي"، وبالتالي نحن متأكدون من الموقف الروسي الحقيقي والواضح، ومطلبنا واضح، هو أن تخرج الجماعات الإرهابية من العاصمة.

ما حقيقة الدور العربي وراء العملية الأخيرة كما تردد؟

الدول العربية  يدعمون الشعب الليبي للخروج من الأزمة، وأرد على ما يردد بأنهم يعطون الأوامر للجيش، أن القرار يأخذ من الداخل الليبي، وأذكر أن عمليات الجيش بدأت من بني غازي بقرار ليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، كما  في عملية تحرير درنة، وأؤكد أننا نقبل النصائح ولا نقبل التعليمات.

هل يمكن أن تطلب ليبيا من موسكو القيام بأي دور في الأزمة الليبية؟

ليبيا... السراج يتعهد بإحالة مرتكبي جرائم الحرب للجنائية الدولية
 نحن نرحب بأي مساعي لتقريب وجهات النظر وحل الأزمة الليبية، وخاصة روسيا، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن روسيا ليس لديها مصالح خاصة في ليبيا، إلا المصالح المتبادلة بين الدول، وبالتالي فإن سياستها المتوازنة القائمة على الشراكة والندية واحترام سيادة ليبيا، وإذا كانت روسيا لديها القدرة والفرصة لرعاية تلك العملية، فإننا نؤيد أي دور روسي وبقوة، لثقتنا في القيادة الروسية، خاصة أن مندوب روسيا دائما ما يؤكد على ضرورة احترام الشرعية.

من الأقرب لرعاية المرحلة التالية لعملية طرابلس؟

أعتقد أن روسيا هي الأقرب لعدة أسباب، هي الأكثر معرفة بشؤون ليبيا وخصوصية الليبيين، وأمريكا هي دولة قوية أيضا، لكن يبدو أنها لا تعرف عن ليبيا الكثير، خاصة أنه لا يوجد أي اعتراضات على روسيا، كما أنها لا يوجد لديها مطامع، ولم تدعم الإرهابيين.  

ما الذي يعطل التوافق أو المصالحة طوال هذه الفترة؟

للأسف فائز السراج جلس مع المشير خليفة حفتر أكثر من مرة، ويتفقون على بعض الأشياء، وحين يعود للعاصمة، يؤمر بقوة السلاح، ولا يستطيع تنفيذ أي شئ مما اتفق عليه. 

كيف أثر حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي طوال السنوات الماضية؟

لو لم يكن هناك حظر على الجيش الليبي لما استغرقت عملية تطهير ليبيا من كل الجماعات أكثر من شهر. 

إذا كيف يحارب الجيش الليبي الآن وبأي أسلحة؟

الجيش الليبي يحارب الآن بالغنائم التي يحصل عليها بعد هزيمة الجماعات الإرهابية، وأعلن الناطق الرسمي للقوات المسلحة أكثر من مرة عن الأسلحة المتطورة التي حصلوا عليها من العمليات العسكرية، وبالتالي نحن حاربنا في درنا والجنوب بأسلحة الغنائم، وبدعم رجالنا وقيادة الجيش.

أجرى الحوار/ محمد حميدة

مناقشة