قلق في جنوب السودان بعد إطاحة الجيش بالبشير

أثارت الأحداث التي وقعت اليوم الخميس في السودان قلقا في جنوب السودان المجاور خوفا من أن تؤدي الإطاحة بالرئيس عمر البشير إلى تقويض اتفاق سلام هش أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات في جنوب السودان.
Sputnik

الجيش السوداني يصدر بيانه الثاني ويوجه تحذيرا للمواطنين
ووقع رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين السابق ريك مشار اتفاق سلام العام الماضي يدعوهما لتشكيل حكومة وحدة في 12 مايو/ أيار. لكن البنود الأساسية، ومن بينها دمج قواتهما، لم تنفذ.

وحسب "رويترز" قال آلان بوسويل المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل إن الاتفاق تم بوساطة السودان، مضيفا أن الإطاحة بالبشير تضع مسؤولية أكبر بكثير على عاتق العدوين السابقين كير ومشار لنجاح الاتفاق.

وفي السودان، أعلن وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف الإطاحة بالبشير وقال إن مجلسا عسكريا سيدير البلاد لمدة عامين وستجري بعدهما انتخابات رئاسية.

وعبر كل من حكومة جنوب السودان والمتمردين السابقين عن قلقهم إزاء الأحداث.

وقال مارتن إيليا لومورو، وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان، في اجتماع مع مراقبي وقف إطلاق النار الدوليين "عمل السودان بدأب لاستعادة السلام والاستقرار ونتيجة لذلك أصبح لدينا اتفاق السلام الساري حاليا في جنوب السودان وهو (السودان) ضامن له".

وقال ستيفن بال كوول ممثل المتمردين السابق إن القلق يساورهم أيضا. وأضاف "تتفق المعارضة أيضا مع موقف الحكومة".

ومنح السودان، الجنوب، الاستقلال في عام 2011 بعد عقود من القتال. وبعد ذلك بعامين اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان وقتل حوالي 400 ألف شخص ونزح نحو ثلث السكان.

وفي جهود السلام، بات متمردو مشار السابقون بدون أصدقاء وبلا داعم، مما منح كير اليد العليا.

وقال بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية إن كير ربما لا يزال مستعدا لتشكيل حكومة وحدة مع مشار إذا ظن أن ذلك سيمكنه من تحسين العلاقات مع القوى الأجنبية وتعزيز سلطته والتغلب على آخر جماعة متمردة متبقية بقيادة الجنرال السابق توماس سيريلو.

وجمع الفاتيكان زعماء جنوب السودان ومن بينهم كير ومشار على مدى 24 ساعة من الصلاة والوعظ أمس الأربعاء في محاولة لرأب الانقسامات المريرة.

البابا فرنسيس يقبل أقدام زعماء جنوب السودان في الفاتيكان، 11 نيسان/أبريل 2019

وأعلن اليوم وزير الدفاع السوداني، الإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير، والذي اندلعت ضده مظاهرات امتدت لأربعة أشهر، تطالبه بالرحيل عن السلطة وذلك على خلفية ارتفاع الأسعار وتراجع مستويات المعيشة. كما أعلن عن تشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة عامين، وتعطيل العمل بدستور 2005. كما جرى الإعلان عن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحل مجلس الوزراء وتكليف وزراء بالوكالة بتسيير أعمال الحكومة.

وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، أن موسكو تعول على أن يتحلى السياسيون وكذلك الهيئات الأمنية في السودان بأعلى درجات المسؤولية وأن لا يسمحوا بمزيد من التصعيد.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: "نحن في موسكو نعول على أن تتصرف جميع القوى السياسية السودانية، وكذلك هيئات إنفاذ القانون، بمستوى عال من المسؤولية من أجل تسريع عملية استقرار الوضع في أقرب وقت ممكن، وعدم السماح بمزيد من التصعيد، وندعو إلى حل المشاكل الداخلية في السودان بالوسائل الديمقراطية السلمية من خلال حوار وطني واسع".

مناقشة