بعد إيقاف التعاون بين روسيا والناتو... تعرف على أبرز أوجهه العسكرية والمدنية

أكد نائب وزير الخارجية الروسية، ألكسندر غروشكو، اليوم الإثنين، أن التعاون بين روسيا والناتو في المجال المدني والعسكري توقف بشكل كامل.
Sputnik

توقف التعاون المشترك بين روسيا والناتو بشكل كامل في المجال المدني والعسكري
قال غروشكو لوكالة "سبوتنيك": "التعاون في المجالين المدني والعسكري توقف بشكل كامل. الناتو رفض بنفسه أجندة العمل الإيجابية مع روسيا، وهي غير موجودة. ولا توجد أية إشارات بأن الناتو يعرف كيفية الخروج من هذا الطريق المسدود".

دعونا نتعرف على أوجه العمل بين روسيا والناتو وما هو التعاون الذي كائن قائما بين الطرفين ومتى بدأ هذا التعاون على الصعيدين العسكري والمدني.

تاريخ العلاقات الروسية مع الناتو وتأسيس مجلس الناتو — روسيا

بدأت العلاقات الرسمية بين روسيا وحلف الناتو في عام 1991، عندما انضمت روسيا إلى مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية. حيث تم إنشاء هذا المجلس لتعزيز الشفافية والحوار بعد نهاية الحرب الباردة.

وفي عام 1994، انضمت روسيا إلى برنامج الشراكة من أجل السلام، وفي عام 1996، أرسلت وحدة كبيرة إلى البوسنة والهرسك للمشاركة في قوات حفظ السلام التي يقودها الناتو.

في عام 1997، تم توقيع أول عمل أساسي للتعاون بين روسيا والناتو في باريس. وفي عام 2002، في اجتماع عقد في روما، وقَّع قادة روسيا ودول الناتو إعلان "العلاقات بين روسيا وحلف الناتو: جودة جديدة"

وفي يونيو 2005، وافق وزراء دفاع بلدان مجلس التعاون بين روسيا والناتو على "المبادئ التوجيهية السياسية والعسكرية لتعزيز قابلية العمل المتبادل بين قوات روسيا ودول الناتو". وقد تم التصديق على وثيقة رئيسية أخرى، وهي اتفاقية وضع القوات في برنامج الشراكة من أجل السلام، من قبل البرلمان الروسي في مايو 2007.

وأنشأ مجلس الناتو — روسيا أكثر من 25 مجموعة عمل ولجنة لتطوير التعاون في مكافحة الإرهاب ، وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، وصنع السلام ، والدفاع الصاروخي وإدارة المجال الجوي، وحالات الطوارئ المدنية، والإصلاح العسكري، واللوجستيات والتعاون العلمي من أجل السلام والأمن.

محاربة الإرهاب

في ديسمبر من عام 2004، وافق وزراء خارجية بلدان مجلس الناتو — روسيا على خطة عمل لمكافحة الإرهاب.

الطراد الروسي "مارشال أوستينوف" وسفينة "سيفيرومورسك" وسفينة الإنزال الكبية "كوروليوف"

وفي الفترة 2006-2007 ، شاركت سفن البحرية الروسية في عملية الناتو البحرية لمكافحة الإرهاب في البحر الأبيض المتوسط.

وفي آذار من عام 2012 ، نُظمت مناورات عسكرية ومدنية لمكافحة الإرهاب تحت رعاية مجلس الناتو — روسيا في مقر الناتو.

مبادرة التعاون في المجال الجوي

تهدف مبادرة التعاون في المجال الجوي إلى منع الإرهابيين من استخدام الطائرات في الهجمات الإرهابية. بدأ تنفيذ النظام في عام 2006، وفي ديسمبر 2011، أعلن وزراء خارجية المجلس أن النظام جاهز للعمل.

تم إظهار الاستعداد للتعاون في المجال الجوي خلال مناورات "السماء اليقظة 2011". حيث تمكنت القوات المشتركة الروسية والبولندية، من منع عمل إرهابي مفتعل على متن طائرة نقل متجهة من بولندا إلى النرويج. كما تدربت القوات التركية والروسية على نفس السيناريو في البحر الأسود.

تنظيم الأزمات ومكافحة الاتجار بالمخدرات

في عام 2002، وافق مجلس الناتو — روسيا على "الجوانب السياسية للمفهوم العام لعمليات السلام المشتركة بين روسيا والناتو".

تهريب المخدرات

في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2005، شرع المجلس في مشروع لتدريب موظفي القوات في أفغانستان وبلدان آسيا الوسطى لمكافحة الاتجار بالمخدرات. ومنذ عام 2010، انضم المتخصصون الباكستانيون إلى البرنامج.

وتُعقد الدورات التدريبية في أحد المعاهد الأربعة المتواجدة في تركيا أو روسيا أو الولايات المتحدة، حيث تم تدريب أكثر من 2.5 ألف متخصص في روسيا.

دعم القوات المسلحة الأفغانية

في ربيع عام 2008، عرضت روسيا مساعدة النقل البري عبر أراضيها للشحنات العاملة في أفغانستان تحت قيادة الناتو وتحت ولاية الأمم المتحدة لقوة المساعدة الأمنية الدولية. وفي عام 2010 ، تم فتح هذا الطريق.

الوضع في كابول بعد الانفجار في البرج التلفزيوني "Shamshad " ، أفغانستان

تم نقل أكثر من 379 ألف جندي و 45 ألف حاوية تحمل شحنات عسكرية عبر الأراضي الروسية.

في أبريل 2012 ، كجزء من مشروع دعم يستند إلى مصنع نوفوسيبيرسك الروسي لإصلاح الطيران في روسيا ، تم افتتاح دورات لميكانيكا الطائرات التابعة للقوات الجوية الأفغانية بشأن صيانة وإصلاح المروحيات.

في ديسمبر 2012 ، قامت شركة "Volga-Dnepr Airlines" برحلة تجريبية على الطريق بين أفغانستان وأوليانوفسك كجزء من برنامج نقل البضائع التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي.

والبحث وإنقاذ طواقم الغواصات في حالات الطوارئ

في فبراير 2003، تم توقيع اتفاقية حول التعاون في البحث وإنقاذ طواقم الغواصات أثناء الحالات الطوارئ.

في الفترة من مايو إلى يونيو 2011 قبالة الساحل الجنوبي لإسبانيا، شاركت غواصة البحرية الروسية لأول مرة في عمليات البحث والإنقاذ تحت قيادة الناتو.

مسائل وقضايا الأسلحة النووية

كان خبراء من روسيا والدول الأعضاء في حلف الناتو مراقبين في التدريبات الميدانية حول التصدي على هجمات باستخدام أسلحة نووية، والتي جرت في روسيا عام 2004، وفي المملكة المتحدة في عام 2005، وفي الولايات المتحدة في عام 2006، وفي فرنسا في عام 2007.

الكوارث وحالات الطوارئ

منذ عام 1996، تعمل روسيا وحلف الناتو على بناء القدرات للعمل المشترك لحالات الطوارئ المدنية مثل الزلازل والفيضانات، وكذلك في التنبؤ بالكوارث الطبيعية ومنعها.

بناءً على الاقتراح الذي تقدمت به روسيا في عام 1998 ، تم إنشاء مركز التنسيق الأوروبي — الأطلسي لمواجهة الكوارث، والذي ينسق أعمال جميع دول مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية.

محاربة قراصنة البحار

كجزء من عملية الناتو " Ocean Shield" التي بدأت في عام 2009، يجري التصدي، بعمليات مشتركة، ضد القراصنة في خليج عدن. ومنذ عام 2008، تقوم السفن الحربية الروسية بمهمة ضمان سلامة الملاحة في القرن الأفريقي.

قراصنة

وفي فبراير من عام 2013 ، نُظمت مناورات بحرية روسية إيطالية واسعة النطاق مكرسة لمكافحة القرصنة في خليج عدن.

الشفافية والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية

في الفترة من 2002 إلى 2008، ساعد مجلس روسيا — الناتو للتكيف الاجتماعي حوالي 2820 من الجنود السابقين في القوات المسلحة الروسية في إعادة تدريب احترافي، وتمكن أكثر من 80% من المشاركين في هذه الدورات من العثور على وظائف في المجال المدني.

أظهرت "دراسة شاملة حول التعاون بين الناتو وروسيا في مجال الصناعة والبحوث والتكنولوجيا في مجال الدفاع" ، والتي أجريت في الفترة 2005-2007 ، وجود إمكانية للاستجابة المشتركة للتهديدات العالمية.

تتمثل أكثر المشكلات إشكالية في العلاقة بين الناتو وروسيا في إنشاء نظام دفاع صاروخي معزز مقره في الدول الأوروبية، بالإضافة إلى مسألة الحد من التسلح في الدول المشاركة.

أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشار الأسلحة

بالإضافة إلى معاهدة الأجواء المفتوحة التي تم التصديق عليها بنجاح، كانت الأولوية في التعاون بين روسيا وحلف الناتو هي المشاركة في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.

في 13 يوليو من عام 2007، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما بشأن تعليق روسيا للمشاركة في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.

وفي نوفمبر من عام 2011، أعلنت الولايات المتحدة أيضًا رفض الالتزامات تجاه روسيا بموجب معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.

في أبريل 2013 ، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها لا ترى أي احتمالات لمزيد من وجود معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في المرحلة التاريخية الحالية.

الدفاع الصاروخي

في عام 2003، بدأت دراسة لمعرفة إمكانية العمل المشترك بين أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية والدول الأعضاء في الناتو. حيث تم إجراء مناورات في الولايات المتحدة الأمريكية (2004) وهولندا (2005) وروسيا (2006).

وفي أغسطس 2008 أصبحت العلاقات أكثر برودة في مجال التعاون بين روسيا والناتو، وذلك بعد أن استخدمت روسيا القوة العسكرية خلال الأزمة السياسية في جورجيا.

يذكر أن العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي تشهد خلال الآونة الأخيرة، توتراً بسبب زيادة تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات مع الحلف. كما أدت الخلافات السياسية بشأن أوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، إلى توقف اللقاءات بين روسيا والحلف بصيغة مجلس "روسيا — الناتو" بشكل شبه تام.

مناقشة