عمال الحفائر الأثرية في مصر... أياد تعمل في الظل لإخراج كنوز مدفونة إلى النور

مناطق صحراوية وأجواء جافة وحارة، بعثات عمل بإشراف مصري أو أجنبي تمتد لشهور طويلة، مئات الأيادي تحفر وترمم وتزيل الردم عن كنوز أثرية مدفونة منذ آلاف السنين، تجذب إليها الأنظار فور خروجها للنور، بينما يتوارى الضوء عن المئات من العمال المصريين الذين حفروا بأيديهم لكشف الآثار التي تمتلئ بها الأراضي المصرية.
Sputnik

الأقصر — سبوتنيك. في الشهور الماضية، زاد عدد الاكتشافات الأثرية التي أعلنت عنها مصر بشكل ملحوظ، فخلال الشهر الماضي فقط، أعلنت مصر الكشف عن 5 مقابر أثرية في مناطق مختلفة، وأعادت إقامة تمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني بعد ترميمها في محافظتي الأقصر وسوهاج، جنوبي مصر، كما أعادت افتتاح معبد الأبيت النادر في الأقصر بعد ترميمه.

وفي منطقة ذراع أبو النجا، بالبر الغربي لمحافظة الأقصر، التي شهدت الكشف عن مقبرة أثرية ضخمة نهاية الأسبوع الماضي، قال أحد العاملين في البعثة المكونة من نحو 120 عاملا، ويدعي محمد عوض لوكالة سبوتنيك "نحن نحفر بأيدينا هنا لإخراج هذه الكنوز"، وتابع وهو ينظر إلى يده "بأيدينا هذه نعمل، لا يمكننا استخدام الحفارات أو الأجهزة الآلية في التعامل مع هذه المواقع، قد تدمر الأثر أو التماثيل المدفونة تحته، يجب أن نتعامل معها بحذر".

عمال الحفائر الأثرية في مصر.. أيادِ تعمل في الظل لإخراج كنوز مدفونة إلى النور

وأوضح عوض "دائما ما نعمل تحت إشراف المرممين ومسؤولي البعثات، سواء كانوا مصريين أو أجانب، لكن أغلبنا يكون من أهل البلد، من الأقصر".

عامل آخر، يسمي طلعت محمد، ويعمل في مواقع الحفائر الأثرية منذ أكثر من 25 عاما، قال لوكالة سبوتنيك إننا "نعمل مع بعثات أجنبية ومصرية، وينقسم عملنا بين من يعملون على الأمور الفنية ومن يحفرون ومن يزيلون الردم".

وأوضح محمد "خلال عملنا إذا وجدنا أي شيء يأتي مشرف البعثة لرفع مقاساته وتصويره ومن ثم رفعه في مكانه".

وعلى مدى سنوات عمله، شارك محمد في البحث عن آثار بمواقع هامة مثل أعمال الحفائر في مناطق الرمسيون ووادي الملوك الشهير بالأقصر، ويقول لـ"سبوتنيك" "حين نخرج أي شيء من الآثار نشعر بالفخر لأننا شاركنا في إخراج شيء جديد لبلدنا".

وتابع "يزول تعبنا حين نعثر على شيء جميل ومهم، مهما كنا نعمل في ظروف صعبة أو جو حار".

عمال الحفائر الأثرية في مصر.. أيادِ تعمل في الظل لإخراج كنوز مدفونة إلى النور

في ذات السياق، يوضح رئيس عمال حفائر آثار مصر العليا علي فاروق لوكالة سبوتنيك "أن البعثات الأثرية تعمل بقرار خاص من وزير الآثار خالد العناني في المنطقة الأثرية المحددة"، مشيرا إلى أن "المقبرة الأخيرة التي تم اكتشافها في منطقة ذراع أبو النجا، أستمر العمل عليها لما يقرب من 8 أشهر، بمشاركة نحو 120 إلى 140 عاملا".

ويتابع فاروق الذي ورث العمل في الحفائر الأثرية عن أجداده "أنا أعمل في استخراج الكنوز بالوراثة، كل عائلتي وأخوتي نعمل في هذا المجال، أول عالم أثري اكتشف آثار في الأقصر منذ سنوات كان جدي عاملا معه، وأخي هو الذي شارك أيضا في ترميم تمثال رمسيس الكبير [الثاني] في سوهاج".

ويكمل فاروق حديثه بفخر "أتمنى أن نقوم بنصف ما قام به أجدادنا الفراعنة في نحت وبناء المقابر".

الجدير بالذكر أن وزارة الآثار المصرية أعلنت في نيسان/ إبريل الجاري أن أعداد البعثات الأثرية العاملة في مصر الآن، بلغ عددها 250، وهو عدد غير مسبوق بحسب الوزارة، بينها بعثات من 25 دولة من جميع أنحاء العالم، أبرزها البعثات الأميركية والألمانية والفرنسية، إضافة إلى 80 بعثة أثرية مصرية خالصة، تنقسم إلى تنقسم إلى 40 بعثة من الجامعات المصرية المختلفة، وقرابة 40 بعثة أثرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار.

مناقشة