قطر تعلن رفض قرار أمريكا تمديد العقوبات على إيران

قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء إن قرار الولايات المتحدة، حليفة بلاده، عدم تمديد الإعفاء من العقوبات المتعلقة بصادرات النفط الإيرانية سيلحق الضرر بالدول التي تعتمد على تلك الإمدادات.
Sputnik

وقال الشيخ محمد خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إنه ينبغي عدم تمديد العقوبات لأن تأثيرها سلبي على الدول التي تستفيد من النفط الإيراني.

وأضاف "بالنسبة لنا في دولة قطر، نحن لا نرى أن العقوبات الأحادية الجانب تسفر عن نتائج إيجابية لحل الأزمات وإنما نرى أن حل الأزمات يجب أن يكون من خلال الحوار".

روحاني: سنعوض أي خسارة في عائدات النفط وعلاقتنا طيبة مع دول الجوار

طالبت الولايات المتحدة مشتري النفط الإيراني بوقف مشترياتهم بحلول أول مايو/أيار وإلا سيواجهون عقوبات، في خطوة تهدف إلى خنق إيرادات طهران من النفط ودفعت أسعار الخام لأعلى مستوى في ستة أشهر بفعل مخاوف من أزمة محتملة في الإمدادات.

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها لن تجدد الإعفاءات التي منحتها العام الماضي لعدد من مشتري النفط الإيراني، في قرار أكثر صرامة من المتوقع باغت بعض كبار المستوردين الذين ناشدوا واشطن الاستمرار في شراء النفط الإيراني دون الوقوع تحت طائلة العقوبات.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات النفط الإيراني، بعد أن أعلن ترامب في الربيع الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية لكبح برنامج طهران النووي. وجرى منح إعفاءات مدتها ستة أشهر لثمانية اقتصادات من بينها الصين والهند، وتوقع البعض تجديد تلك الإعفاءات.

وما زالت طهران تتحدى قرار واشنطن، إذ قالت إنها مستعدة لإنهاء الإعفاءات، في حين كرر الحرس الثوري تهديده بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر رئيسي لشحن النفط في منطقة الخليج، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.

إيران تعلن دعم قطر وتأمل تحسين علاقاتها مع دول المقاطعة

وقال البيت الأبيض إنه يعمل مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما مُصدران كبيران للخام، لضمان تلقي سوق النفط "إمدادات كافية". لكن المتعاملين القلقين بالفعل من شح الإمدادات أثاروا شكوكا بشأن ما إذا كان هذا النهج المشدد، بجانب العقوبات المفروضة حاليا على قطاع النفط الفنزويلي، قد يؤتي بنتيجة عكسية في شكل ارتفاع كبير في الأسعار.

وأكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، أن بلاده ستعوض أي خسارة في قطاع النفط، مشيرا إلى وجود علاقات جيدة مع دول الجوار.

وقال روحاني، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، خلال افتتاحه عدد من المشاريع الزراعية والصناعية والحضارية، اليوم الأربعاء، "سنعوض أي خسارة في عائدات النفط الإيراني، علاقاتنا طيبة مع دول الجوار ما عدا دولة أو دولتين في جنوب إيران".

وأضاف "نحن ليس لدينا عداء مع أي دولة ولكن في نفس الوقت لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه كل مؤامرة تحاك ضد إيران".

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على هامش انعقاد منتدى "حوار التعاون الآسيوي" في الدوحة اليوم الأربعاء، "لدينا علاقات جيدة جدا مع قطر والكويت وعُمان، ونأمل بأن تكون لدينا علاقات مماثلة مع السعودية والامارات والبحرين".

وتتّهم السعودية والإمارات إيران بدعم الحوثيين في اليمن بالسلاح، وبزعزعة استقرار الشرق الاوسط عبر دعم "تنظيمات إرهابية"، وبالتدخل في شؤون دول المنطقة، لكن إيران تنفي.

وفي المنامة، تقول السلطات البحرينية إن طهران تدرّب عناصر على إحداث اضطرابات في مناطقها التي تسكنها غالبية من الشيعة.

وتنفي طهران هذه الاتهامات.

بمشاركة قطر... اجتماع عسكري خليجي رفيع المستوي في سلطنة عمان

والعلاقات مقطوعة بين السعودية وايران منذ كانون الثاني/يناير 2016 حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وإحراقه.

ويشهد الخليج أزمة دبلوماسية منذ نحو عامين عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، متّهمة اياها بدعم تنظيمات متطرفّة في المنطقة وهي تهمة تنفيها الدوحة، وبالتقرّب من إيران.

وتدعم إيران قطر في هذه الأزمة، خصوصا في مجالي الغذاء والنقل، بعدما منعت الدول الأربع قطر من عبور أجوائها وفرضت عليها طوقا اقتصاديا.

وقال جواد ظريف إن بلاده تأمل بحل قريب لهذه الأزمة، مؤكّدا "نحن ضد ممارسة الضغوط على قطر، ولا زلنا نعتقد أن الضغوط (…) تتعارض مع القانون الدولي".

مناقشة