سفير فرنسي أسبق في إيران: توقف طهران عن تنفيذ تعهدات الاتفاق النووي قرار مدروس

قال سفير فرنسا الأسبق في إيران، فرنسوا نيكولو، اليوم الأربعاء، إن قرار طهران التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق الخاص ببرنامجها النووي، هو قرار مدروس بدقة للرد على الضغوط الأمريكية المتصاعدة.
Sputnik

وقال نيكولو، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "لا أرى بالقرار الإيراني تصعيدا بل أراه كقرار مدروس بدقة للرد على العقوبات الأمريكية المتصاعدة".

الدفاع الفرنسية تؤكد الرغبة في استمرار الاتفاق النووي مع إيران
وتابع نيكولو، الذي شغل منصب سفير فرنسا في طهران بين عامي 2001 و2005: "هو رد حذر يبقى في إطار الدبلوماسية وضمن إطار اتفاق فيينا الذي ينص على إمكانية اعتماد إجراءات جديدة في حال لم يحترم طرف تعهداته وهذا هو الحال بالنسبة للضغوطات الأمريكية، وطهران قالت اليوم بأنها لن تخرج من الاتفاق بل ستوقف الالتزام ببعض التعهدات وفقا لبنود الاتفاق النووي".

وأبلغت إيران، في ذكرى مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا لديها، بأن طهران ستعلق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي وتوقف الحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، أن بلاده ستتوقف عن بيع الماء الثقيل واليورانيوم المخصب اعتبارا من اليوم، وقررت إمهال أطراف الاتفاق النووي 60 يوما لتأمين مصالح إيران في النفط والتعاملات البنكية وإن لم تفعل ستزيد بلاده نسبة تخصيبها لليورانيوم إلى النتيجة المرجوة.

أما بما يتعلق بقدرة الأوروبيين على الالتفاف حول العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، قال المحلل في السياسة الدولية فرنسوا نيكولو، "الأوروبيون اليوم في وضع صعب فهم لا يستطيعون أن يتصرفوا وكأن العقوبات الأمريكية غير موجودة".

وحول مهلة الـ60 يوما، قال نيكولو: "خلال شهرين سوف يخيب ظن الإيرانيين بسبب الرد الأوروبي أو عدم الرد، مشيرا إلى أن الأوروبيين يعتمدون آليات تهدف لتجنب العقوبات الأمريكية خلال التبادل التجاري مع إيران، لكنه اعتبر أن هذه الآليات "تأخذ وقتا طويلا ليتم تنفيذها وقد بدأ العمل بها حديثا".

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، صباح اليوم لقناة "بي.إف.إم" الفرنسية إن "أوروبا قد تعيد النظر في احتمال فرض عقوبات على إيران في حال لم تلتزم الأخيرة بتعهداتها".

وتعليقا على تصريحات بارلي قال نيكولو: "تصريحات السيدة بارلي تعبر عن موقف وزارة الدفاع لكنني أعتقد شخصيا أن موقف الحكومة الفرنسية قد يكون مختلفا، فلننتظر تصريح وزارة الخارجية حول هذا الشأن".

واعتبر نيكولو أن إيران "ستبقى في الاتفاق، على الأقل خلال الأشهر المقبلة، فطهران لا تريد الخروج من الاتفاق وتدرك أن الأمريكيين يحاولون دفعها للخروج منه". واختتم حديثه بالقول: "طهران لا تريد الوقوع في الفخ الأمريكي وستقوم بأقصى جهودها للبقاء في الاتفاق".

مناقشة