شهادات حية من آخر شهود الحرب العالمية الثانية

شهدت العاصمة الروسية موسكو اليوم، كغيرها من المدن الروسية عرضا عسكريا واحتفالات بعيد النصر، الذكرى الـ74 للانتصار على النازية.
Sputnik

وشارك أكثر 13 ألف عسكري وأكثر من مئة ألية وقطعة سلاح حربي في العرض الذي عبر شوارع موسكو حتى الساحة الحمراء، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعديد من قادة الدول، وكان المحاربون القدماء الذي شاركوا في معارك الحرب الوطنية العظمى، ضيوف شرف في الساحة الحمراء.

"سبوتنيك" التقت بعضا من أبطال الحرب الوطنية العظمى، الذين شاركوا في دحر القوات الغازية، وحماية أرضهم والعالم كله من خطر النازية، وتحدثوا عن قصصهم والوقت العصيب الذي مروا به خلال سنوات الحرب.

في معركة ستالينغراد

ميخائيل شيربايف يتحدث عن مشاركته في الحرب إلى جانب رفاقه، والإصابة التي تعرض لها، ويقول: كنت في معركة ستالينغراد، وحاربنا النازيين هناك وهزمناهم، وعندما بدأت الحرب ذهبنا إليها، وكانت أرواحنا ملئية بالحماس والشجاعة، كنا في مجموعة من 12 شخصا، هاجمنا الطيران وتعرضنا للقصف، وقتل منا 9، نأسف على أن الوقت لم يسعنا لإطلاق النار عليهم، لكني بعد الإصابة عدت إلى الحرب.

ويتابع: أقول لشباب اليوم أنتم ولدتم بعد الحرب، لذلك افخروا بالنصر، وأحبوا روسيا، فهذه بلدكم، وأنتم من ستستمرون ببنائها إلى الأبد.

الحرب مرعبة

ويروي البطل فلاديمير بورتسيا عن المعاناة التي كانت في وقت الحرب، وعن المعاناة التي تحملها الشعب الروسي، ويقول: أنا كنت جنديا في وقت الحرب، والجنود هم من يحررون المدن، وليس الطائرات أو المدافع أو الدبابات، بل فقط الجنود، لكن الحرب شيء مرعب، ولا أتمنى لأي شعب أن يدخل في حرب مع أحد ما، لانها تنتج الموت والألم والجوع فقط، لذلك يجب العيش بسلام، وحل جميع المشاكل بالطرق السلمية وهو الأهم، والأمر سيكون سيئا جدا عندما ترفع الأسلحة.

ويحكي عن الفترة الزمنية خلال الحرب وصعوباتها، ويقول: كانت الحياة صعبة جدا في زمن الحرب، كنا جائعين جدا، وعندما توجه الجيش النازي إلى موسكو احتل جميع المناطق التي تنتج الخبز والغذاء، وأحرق جميع حقول ومستودعات الحبوب، ولم يبق شيء أبدا، وكل ما كان يأتينا جاء من سيبيريا، ولم يكن كافيا أبدا، ولذلك نفخر بالشعب السوفيتي، لأنه استطاع العيش في ذلك الوقت الصعب، وكان صابرا على ذلك.

الشعب الروسي جاهز دائما

أما أناتولي إيفانوفيتش فيحكي عن عيد النصر وعن عظمته، ويتحدث: عمري 90 عاما، عشت في موسكو وقت الحرب، ولم نترك مدينتنا وبقينا فيها، وذهب والدي إلى الجبهة في اليوم الخامس من الحرب، يوم النصر هو يوم عظيم لا يتكرر، ومن الرائع أن حكومتنا والرئيس بوتين يعطون الكثير من الاهتمام لهذا اليوم.

ويتابع: أنا متأكد لو أن الحرب قامت مرة أخرى على روسيا، فالشيء نفسه سيحدث، وسيهب الشعب كله للدفاع عن وطننا، كما فعلوا في الحرب الوطنية العظمى.

كل الشعب شارك بالحرب بشكل أو بآخر

ماريا ميخايلوفنا روت لسبوتنيك أن عملها لم يكن بالمجال العسكري، لكنها مع غيرها شاركت في الحرب، عبر الأعمال المدنية وغيرها، وتروي: بعد انتهاء الحرب في عام 1945، أخي شارك في العرض العسكري للنصر، كان في أول صف بعمر 13 عاما فقط، وكان قصير القامة ويعزف الطبول، للأسف هو متوفي الآن.

وتتابع: بدأت الحرب عندما كنت بعمر 13 عاما، ذهب أبي إلى الحرب، وبقيت أمي مع 6 أولاد بما فيهم أنا، عندها درست المحاسبة لمدة 3 أشهر، وعملت كمحاسبة حتى نهاية الحرب، وعندما انتهت الحرب بقيت أعمل محاسبة حتى الثمانين من عمري.

وتختم قولها: أقول لشباب اليوم أن أهم شيء في الحياة هو عمل الخير للجميع، وعندها تعيشون لوقت طويل، عمري الآن 91 عاما، وكل حياتي قضيتها بفعل الخير.

يجب العيش بسلام

على الرغم من أن فلاديمير شوموف لم يعش أهوال الحرب، إلا أن من بقي بعد الحرب حكى لهم المعاناة التي قاسوها، ويحكي: أنا ولدت بعد الحرب، لكن أقاربي جميعا اشتركوا فيها، وبقي منهم فقط الأطفال والنساء الذين كانوا يمارسون أعمالا مدنية، وكما أخبروني كان وقتا صعبا جدا، لكنهم استطاعوا العيش على الرغم من أن العديد منهم لم يعد من الحرب، وكان الناس يحترمون المشاركين في تلك الحرب، ويوم النصر هو سعادة كبيرة لنا ولشعبنا ولكل الشعوب، لأننا تخلصنا من تهديد كبير هو النازية، والآن يجب علينا العيش بسلام ومحبة، وأن نربي أطفالنا على ذلك.     

مناقشة