فالجدال حول هذه القضية يتسع ويأخذ أبعادًا كثيرة لاختلاف الآراء، وبسبب تعلقه بجوانب عديدة منها الصحة الجسمانية للاعب والمشورة التي يتلقاها من الكادر الطبي للنادي، بالإضافة إلى رغبة المدرب في رؤية لاعبه بأتم الجاهزية البدنية والفنية وقلقه على لياقته في المقام الأول، وأيضًا إرادة اللاعب أداء شعائر دينه.
دار الإفتاء المصرية منحت رخصة الإفطار للاعبين المرتبطين بعقود عمل مع أنديتهم، باعتبار اللاعب بمنزلة الأجير المُلزَم بأداء هذا العمل، وكان يغلب على الظن كون الصوم مؤثرًا على أدائه.
قال أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر، د. أحمد كريمة، إن "مزاولة الألعاب الرياضية ليست مسوغا أو مبررا إطلاقا لإفطار اللاعبين إلا في حالة واحدة، إذا كان اللاعب مسافرا أكثر 85 كم وذلك لعلة السفر فقط".
وأوضح أن "الشريعة الإسلامية بنصوص القرآن والسنة رسمت أسباب الرُخص للإفطار ليس من بينها مزاولة الألعاب الرياضية ومنهم المريض والمسافر ويلحق بهم الحامل والمرضع والشيخ الهرم والمرضى بمرض مزمن"،
فيما أشار خلدون الشيخ المحلل والناقد الرياضي، إلى أن "المسألة شائكة لأن الاحتراف يتطلب الالتزام والانضباط من قبل اللاعب"، موضحا أن "اللاعب المحترف يتطلب أوقات معينة للتمرين لإقامة مباريات على أعلى مستوى من الأداء، فالصيام أو الامتناع عن الأكل قد يؤثر على أداء اللاعب ولكن هذا يعتمد على نوع الرياضة التي يمارسها اللاعب والوقت والظروف المناخية".
من جانبه لفت استشاري العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، د. أحمد النقراشي، إلى أن "الجسم يكون في حالة جفاف ونقص في الطاقة بعد 12 ساعة من الصيام نتيجة استخدام الطاقة في الجسم للمخزون الموجود به طوال اليوم"، موضحا أن "اللاعبين المحترفين يفقدون جزءً كبيرا من السوائل في التمرين أو في المباراة إلى جانب ما يفقده بسبب الصيام ما يجعله يدخل في حالة جفاف التي ربما تصل إلى السكتة القلبية".