خبير سوداني: المجلس العسكري يتعرض لضغوط كبيرة من الداخل والخارج

ينتظر السودان استراحة المحارب بعد عناء السنوات، ما يقارب الشهر على رحيل البشير ومازال المعتصمون أمام مباني القيادة العامة للجيش في انتظار تسلم السلطة، التي يرى الكثير من المحللين أنها قد تستغرق وقتا لم يكن في الحسبان.
Sputnik

قال الفريق جلال تاور الخبير الأمني والاستراتيجي السوداني في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم السبت، "المواقف بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير متباعدة، وهناك غموض في سياسات المجلس ما دفع قوى الحرية والتغيير إلى التفكير في تكوين مجلس انتقالي خاص بها وهو الأمر الذي قد يزيد الأمور تعقيدا".

السودان... "الحرية والتغيير" تعلن إجراء مفاوضات مع المجلس العسكري لمدة 72 ساعة
وأضاف تاور، "التباين في مواقف الطرفين كان وراء هذا التباعد في الرؤى وبشكل خاص ما يتعلق بمشاركة بعض القوى السياسية المحسوبة على البشير وهو ما ترفضه الحرية والتغيير ويصر عليه المجلس، كما أن هناك نقاط خلافية أخرى مثل بعض بنود الوثيقة التي تقدمت بها قوى الحرية والتغيير، لكن نقاط الوثيقة يمكن تجاوزها، أما المشكلة الرئيسية، هى تسليم السلطة للمدنيين".

وتابع الخبير الأمني والاستراتيجي السوداني، "المجلس العسكري في وضع لا يحسد عليه، يقع في هذه الأيام تحت مجموعة من الضغوط الداخلية والخارجية، الاتحاد الأفريقي منحه مهلة بسيطة، كما أعلنت أمريكا تضامنها مع المتظاهرين وطالبت بسرعة تسليم السلطة للشعب، وهناك خلافات بين الحرية والتغيير حول قرارات مجلس السيادة المرتقب".

وطالب ياور المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير إلى الإسراع في عملية إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، لأن طول الفترة الانتقالية قد تدفع البلاد إلى سيناريوهات جديدة من الفوضى والاحتراب الأهلى وضياع الدولة.

ويشهد السودان، حاليا، مرحلة انتقالية بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير، يوم 11  أبريل/ نيسان الجاري، إثر احتجاجات شعبية واسعة، وتولى مجلس عسكري انتقالي مقاليد الحكم لفترة انتقالية، برئاسة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، الذي لم يلق قبولا من مكونات الحراك الشعبي ما اضطره بعد ساعات لمغادرة موقعه مع نائب رئيس المجلس، رئيس الأركان السابق كمال عبد الرؤوف الماحي، ليتولى قيادة المجلس المفتش العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.

مناقشة