العراق بين المطرقة الأمريكية والسندان الإيراني

أصدرت السفارة الأمريكية في بغداد بيانا، يوم الأحد، دعت فيه المواطنين الأمريكيين إلى الامتناع عن السفر إلى العراق.
Sputnik

وجاء هذا التحذير بعد زيارة مفاجئة لمارك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد الأسبوع المنصرم، في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، وتبادل التهديدات بين الطرفين.

سبب البيان

ويقول الباحث في القانون الدولي الدكتور علي التميمي من العراق، في حوار مع "سبوتنيك"، بأن التوتر بين إيران والولايات المتحدة هو السبب وراء ذلك، ويقول: هذا الإنذار يأتي بسبب التطورات السريعة التي تحصل بشأن الملف الإيراني الأمريكي، خصوصا بعد قدوم البارجات والقاذفات الأمريكية إلى الخليج، وما يقابلها من تهديدات إيرانية، دفع بالولايات المتحدة بتحذير رعاياها في العراق، من الأذرع الإيرانية في العراق، حيث أن الولايات المتحدة تدرك أن الحرب من إيران لن تكون مباشرة، إنما ستكون هناك صدامات بالوكالة.

ويتابع: برأيي لن تكون هناك حرب مباشرة بين الطرفين، إنما ستعتمد إيران على أذرعها الموجودة في العراق، وستستهدف المصالح الأمريكية في العراق، كالسفارة على سبيل المثال.

ويوافق حاكم الزاملي العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ما تحدث عنه الدكتور التميمي، وقال في لقاء مع "سبوتنيك": إن هذا التحذير يأتي بسبب ما يجري في الساحة العراقية والمنطقة، هناك تشنج بين الولايات المتحدة وإيران، ونقل للمعدات الحربية والبوارج والطائرات إلى منطقة الخليج، وتهديد من جانب إيران، وهذه رسائل واضحة لفرض الوجود والقوة، والولايات المتحدة تحاول إرسال رسائل للإيرانين بأن الحرب قادمة، إذا لم ترضخ لمطالب الولايات المتحدة، وهذا كله هو نوع من الحرب الناعمة والتصعيد والوعيد

 

العراق ساحة حرب مرتقبة

يعتبر الباحث السياسي التميمي أن هذه الحرب ستمتد لجبهات عدة خارج العراق، ويبين: هذه الحرب لن تقتصر فقط على العراق، بل ربما يمكن أن يكون هناك استهداف للمصالح الأمريكية في لبنان أيضا، أو في اليمن وسوريا، واستهداف للقاعدة الأمريكية في البحرين والأسطول الخامس هناك، وربما تهديد إيران الذي لا تقوم به بقصف البوارج الأمريكية التي تأتي إلى الخليج هو ما يحول دون الصدام، على الرغم من أن الولايات المتحدة تسعى إلى ذلك، حيث ستحول القضية إلى مجلس الأمن، وعندها ستكون العقوبات دولية بدلا من أمريكية، وهنا قد يتكرر السيناريو العراقي، عندما أسقط النظام السابق.

ويرى الزاملي أن الحرب في حال وقعت، فإن العراق بالتأكيد سيكون ساحة لها، ويتابع: وفي حال قصفت الولايات المتحدة أهدافا داخل إيران، الأخيرة سترد بالتأكيد باستهداف القوات الأمريكية داخل العراق، والقواعد العسكرية والسفارة وغيرها من المصالح، لذلك على الحكومة العراقية أن تأخذ مواقف جادة، وأن تستخدم كل الطرق والأساليب لمنع الصدام على أرض العراق.

موقف الحكومة العراقية في حال نشب النزاع

ويتابع الزاملي: أعتقد أن الحكومة العراقية تسعى جاهدة لأن تلعب دور الوسيط، لكن الوساطة هنا لا يمكن أن تتحقق من الجانب العراقي، خصوصا أن أحدا لم يطلب منها أن تقوم بهذا الدور، ثانيا إمكانيات الدولة العراقية بسيطة، حتى أن الحكومة غير مكتملة النصاب، وهناك أربع حقائب وزارية شاغرة، ناهيك عن أن القرار العراقي غير موحد، وهو مشتت ولا يوجد له سمة فردية، إنما عبارة عن قرارات مختلفة.

ويؤكد: العراق يحاول أن ينأى بنفسه عن هذه الحرب، ويحاول أن يكون في الوسط، لكن هذا أيضا غير ممكن، لأن أي من الطرفين لن يقبل الحلول الوسط، وهناك قاعدة معروفة ، أن لا حلول وسطى في الحروب.

ويشير حاكم الزاملي إلى أن موقف العراق من الحرب سيكون الحياد، ويضيف: الحكومة موقفها واضح وصريح، و هو الحياد، لكن قد يكون هناك ظروف معية في البلد، ولا ندري ما يجري وكيف تسير الحرب، وهذه المعطيات تحددها لحظة الحرب فقط. 

مناقشة