برلماني عراقي: سحب واشنطن لموظفيها من العراق إجراءات احترازية متسقة مع تصعيدها ضد إيران

أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب عمار طعمة أن قرارات واشنطن بسحب موظفيها من العراق، وتحذير مواطنيها من السفر إلى العراق، إجراءات احترازية متسقة مع التصعيد الأمريكي العسكري ضد إيران، مشددا على أن الوضع الحالي مقلق.
Sputnik

القاهرة — سبوتنيك. وقال طعمة، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، "الوضع الحالي مقلق، وغير مطمئن، ولا نتمنى هذا التصعيد والتوتر المتزايد الذي تلجأ إليه الإدارة الأمريكية"، متابعا "هذه الإجراءات احترازية نتيجة للخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة للتصعيد مع إيران، من خلال تشديد العقوبات، ومضاعفتها، ونشر بارجات أمريكية في الخليج، وزيادة أهبة الاستعدادات العسكرية الأمريكية في المنطقة".

مصدر مقرب من الحكومة العراقية يكشف عن موقف حرج قد تضع واشنطن العراق فيه
وأضاف طعمة "الإجراءات متسقة مع إجراءات تصعيدية عسكرية في المنطقة؛ لتضييق الخناق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

كانت الخارجية الأمريكية أمرت بسحب الموظفين الأمريكيين الذين لا يرتبط عملهم بالعمليات من العراق، اليوم الأربعاء، بما في ذلك العاملين في السفارة ببغداد والقنصلية في أربيل، وتعليق تقديم خدمات منح التأشيرات مؤقتا.

وقبل 3 أيام، طالبت السفارة في بغداد المواطنين الأمريكيين إلى عدم السفر إلى العراق بسبب "التوتر المتصاعد".

ودعا طعمة جميع الأطراف للحوار، قائلا "قلنا في أكثر من مناسبة إن اللجوء للمواجهة المباشرة والتصعيد لن يخدم أي طرف، لا يخدم الإدارة الأمريكية ولا إيران ولا المنطقة بأسرها، وأي احتكاك أو تصادم لا سمح الله ستنعكس آثاره على مجمل أمن واستقرار المنطقة".

وتابع النائب العراقي:

"الحوار هو السبيل الأفضل، فهذه الأطراف جربت الحوار في مراحل سابقة، وأدى لتجاوز أزمات ومشاكل حساسة، وتوصل لحلول واتفاقات، وأعتقد أن تغليب صوت الحكمة والعقلانية والمصالح المشتركة والوقوف على النقاط المشتركة بين هذه الأطراف هو السبيل الأجدى والأنفع الذي يجنب البلدين والمنطقة وشعوبها كثيرا من الويلات والمضاعفات".

وعن التخوف الأمريكي من شن إيران هجمات تستهدف مصالحها ومواطنيها على الأراضي العراقية، قال طعمة "أستبعد أن تلجأ إيران لاستهداف الوجود الأمريكي في العراق، فإيران تدرك أن استقرار علاقاتها مع العراق أمر نافع لها، وعدم إحراج العراق تراعيه إيران جيدا، لأن إحراج العراق في هذه المرحلة بأي تصرف سيؤثر على علاقاتها مع بغداد".

وأوضح النائب العراقي أن إيران "تفكر في الحفاظ على العلاقة مع العراق وإدامتها، خاصة مع تزايد الضغوط الأمريكية والعقوبات الاقتصادية، لذلك فنحن نستبعد قيامها بأي عمل يستهدف الوجود الأمريكي في العراق".

عقوبات أمريكا على النفط الإيراني وتأثيرها على العراق والسعودية والسوق العالمي
ولفت طعمة إلى أن "الموقف الرسمي الحكومي في العراق يحاول أن تكون متوازنا أولا، ويحاول أن يجنب البلاد والمنطقة آثار المواجهة؛ لأن المواجهة ستنعكس بشكل سلبي على المنطقة كلها وفي جميع المجالات الأمنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية"، موضحا "الموقف الرسمي يحاول تخفيف الأزمة، وأن يلعب دورا إيجابيا لحلحة هذه الأزمة، وإزالة الخصومة أو تخفيف آثارها لحد كبير".

وعن الأصوات العراقية المؤيدة لإيران وتحركاتها ضد واشنطن، قال طعمة "المواقف غير الرسمية والشعبية فهذا أمر طبيعي، وموجودة في كل دولة، خاصة أن الإجراءات الأمريكية تستفز الوجدان الإنساني، خاصة أن هذه العقوبات القاسية تطال شعبا بكامله، ويمكن أن تستفز العراقيين خصوصا لأنهم جربوا مثل هذه العقوبات القاسية منذ التسعينيات عندما تعرضوا لعقوبات صارمة لـ19 سنة".

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال في تصريحات صحفية سابقة عقب زيارته لبغداد ولقائه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والرئيس برهم صالح، الأسبوع الماضي "الاثنان قدما تأكيدات بأنهما يتفهمان أن حماية المواطنين الأمريكيين مسؤوليتهما، وأردنا السماح لهما بمعرفة التهديدات المتصاعدة، وقد يكون لديهما المعلومات الكافية التي تمكنهما من فعل أقصى ما عندهما لتوفير الحماية لفريقنا".

وأضاف بومبيو "إنهما يتفهمان كذلك أنه من المهم كذلك لبلادهما أننا لا نريد أن يتدخل أحد في شؤونها، خاصة لعدم الهجوم على أمة أخرى على الأراضي العراقية، وقد أعربا عن اتفاقهما الكامل مع ذلك".

وتابع بومبيو "الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها أينما كانت ودائما، وسنحرص على أن يكون لنا قوة نؤمن بـأنها تستطيع تحقيق هذه الغاية، لذلك فإن زيارتي، والقرارات التي اتخذتها وزارة الدفاع الأمريكية، رسائل للإيرانيين، وآمل أن تضعنا في موقع يردع الإيرانيين ويجعلهم يفكرون مرتين قبل مهاجمة المصالحة الأمريكية".

مناقشة