الأجسام الغريبة في سماء الجولان... اختبار للدفاع السوري مع استبعاد التصعيد

تكررت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، عبر ما وصفته وكالة الأنباء السورية "سانا" بأنها أجسام غريبة، وأكدت أن المضادات الأرضية تصدت لها.
Sputnik

وتعددت الروايات حول طبيعة هذه الأجسام القادمة من الجولان المحتل، كونها صواريخ أو طائرات مسيرة، وحول الهدف من إرسالها.

ماهية الأجسام الإسرائيلية

وعن طبيعة هذه الأجسام والغرض من إرسالها إلى سوريا، كشف المحلل العسكري العميد علي مقصود في حديث مع "سبوتنيك" بأن هذه الأجسام هي عبارة عن مجموعة من الصواريخ وطائرات الدرون، ويتابع: ما حصل يحمل رسائل على المستويين السياسي والعسكري، باعتبار أن ما حصل خلال اليومين الماضيين هو قيام إسرائيل بإطلاق مجموعة كبيرة من الطائرات المسيرة (الدرونات)، ترافقها بعض الطائرات الحربية، وقامت هذه الدرونات بإطلاق ومضات إلكترونية مع رشقات من الصواريخ لاكتشاف طبيعة الترددات لمنظومات الدفاع الجوي السوري، وبنفس الوقت لمعرفة فيما إذا كانت المضادات السورية ستتجه ناحية الصواريخ أم الومضات الإلكترونية.

ويضيف: يراد من هذه الاعتداءات التعبير عن أن قواعد الاشتباك لم تتغير، بعد أن سقطت خلال العدوان الأخير على غزة، وما حصل من تثبيت لاستراتيجية الردع من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.

وبدوره يقول الخبير العسكري العميد تركي الحسن: أعتقد أن ما أرسل من الأرض المحتلة عبارة عن مجموعة من الصواريخ التي أطلقت من مستعمرة "كريات شمونا" وطائرات مسيرة (درون)، وهو ما يشكل اعتداء إسرائيلي هدفه اختبار مدى جاهزية شبكة الدفاع السوري، ونوع من استطلاع القوة، حيث يمكن من خلاله اكتشاف وسائط الدفاع الجوي ومقرات تموضعها وقدراتها ومدى جاهزيتها.

ويكمل: بهذه العملية تكون خسارة إسرائيل قليلة، كطائرات الدرون أو ما يتعلق ببعض القذائف الصاروخية، وقد تم التصدي لهذه الأهداف وإسقاطها.

تصعيد في الجولان

وعن إمكانية حصول تصعيد عسكري في منطقة الجولان المحتل، يستبعد مقصود إمكانية ذلك، ويوضح: لا يمكن أن يكون هناك تصعيد في الجولان، فاسرائيل غير مستعدة إن كان على مستوى الجبهة الداخلية أو على مستوى الجيش، والذي يعاني من أزمة نفسية، وكانت إسرائيل قد اختبرت محور المقاومة في أكثر من مناسبة وكان، وفعلا فيما لو ارتكبت حماقة بأن تفتح حربا مفتوحة في الجولان أو لبنان أوغزة، لا يمكن لأي طرف أن يحصر نيرانها في مكان محدد، فإن إسرائيل ستدفع الثمن الأغلى والأكبر، وربم تدفع وجودها ثمنا في هذه الحرب.

الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأجسام مجهولة غرب دمشق

ويستطرد: إسرائيل لو أرادت فعلا فتح معركة في الجولان، لكانت قد فتحتها منذ عام 2015، عندما كان لإسرائيل مجموعات إرهابية مرتبطة فيها وبالمشروع الصهيوأمريكي، وكان هذه المجموعات في ذروة انتصاراتها وإمكانياتها، أما الآن وقد تقوضت هذه السيطرة، وانتهى أي حلم للمشروع التقسيمي لسوريا، واستعادت سوريا قوتها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية، واستعادت هيمنتها وقيمتها.

أما تركي الحسن فيرى أن إسرائيل هي من تحدد ذلك، ويتابع: من حيث المبدأ يتوقف ذلك على إسرائيل، حيث أننا نعلم أن إسرائيل منذ بداية العام 2013 مستمرة باستهداف سوريا، سواء كانت مواقع داخل سوريا أو على الجبهة، وهذا الاستهداف يندرج ضمن ذلك، والاعتداء الأخير يؤكد أن إسرائيل تقوم بعملية اختبار وجهوزية، ونحن تعودنا على أن إسرائيل تشن الحرب في اللحظة التي تعتقد فيها أن ستكسب الحرب، وبنفس الوقت تكون النتائج مضمونة.     

مناقشة