الحرب تحيل "مدفع رمضان" للتقاعد في حلب بعد 6 قرون على رحلته من القاهرة(فيديو)

لنحو 600 سنة ظل مدفع رمضان يخطر الصائمين بموعد الإفطار والإمساك في مختلف المحافظات السورية، إلا أن هذا التقليد المرتبط بالذاكرة الشعبية حول شهر الصيام تلاشى، وصمتت مدافع رمضان بعدما أسكتتها مدافع الحرب والإرهاب خلال السنوات الثمان الماضية.
Sputnik

وفي حلب ظل السوريون يحتفلون بصوت المدفع المحبب الذي يبشرهم خلال الشهر الفضيل بموعد الإفطار بعد يوم صيام طويل، ولطالما أثار بهجة الأطفال والكبار، عندما كان ينطق بصوته القوي والمدوي من قلعة حلب المرتفعة والمشرفة على المدينة، مبشرا بموعد آذان المغرب وحلول وقت الإفطار.

يقول أحمد غريب مدير قلعة حلب في لقاء لـ"سبوتنيك": إن مدفع رمضان والمسحراتي هما طقسان من طقوس رمضان في سوريا إلا انه منذ 8 سنوات صمت صوتهما وأصبح المنبه أو الهاتف الجوال بديلا عصريا عنهما.

ويضيف غريب: هذان الرمزان هما جزء من الذاكره السورية التي نعتز بها، وقد ارتبطا بشهر رمضان ورافقاه لمئات السنين، وخاصة المدفع الذي لطالما أثار البهجة والفرح في قلوب أطفال حلب، وكان مدفع رمضان يطلق من قلعه حلب على اعتبار انها ترتفع لأكثر من أربعين متراً.

ويتحدث غريب عن منشأ فكرة مدفع رمضان وكيف وصلت إلى سوريا بشكل عام وإلى حلب بشكل خاص، ويقول:

هذا المدفع له جذر في التاريخ وقد تم ربطه بموعد الإفطار خلال شهر الصيام مصادفة عندما أهدى أحد الأمراء الألمان للسلطان المملوكي خشقدم في القرن الرابع عشر في القاهرة، فقام الأخير بتجربته قبيل الإفطار، ما أثار الفرح بين أهالي القاهرة الذين توافدوا إلى خشقدم ليقدموا له التبريكات والثناء على هذا الاكتشاف أو العمل الرائع في رمضان حيث اعتبروا أن السلطان خشقدم أطلق المدفع إشعاراً بموعد الإفطار.

ويضيف غريب: في أواسط القرن الرابع عشر انتقل تقليد مدفع رمضان إلى حلب، واليوم هناك في متحف قلعة حلب نموذجان أثريان لهذا المدفع، الأول مدفع صوتي لإرسال الإشارات الصوتية ويعود إلى العهد العثماني، وهو عبارة عن ماسورة أسطوانية مصنوعة من الحديد الفولاذي، يوضع بها قذيفه صوتيه، حيث جرت العادة أن يطلق خمس قذائف قبيل شهر رمضان قذائف ترفع للأعلى، وقذيفة واحدة قبيل الإفطار خلال أيام الصيام، ومثلها مع حلول موعد الإمساك.

والمدفع الآخر كان يستخدم خلال العقود الأخيرة خلال شهر رمضان، ويبلغ طوله 130 سم والمدفعان محفوظان في قلعة حلب كرمز رمضاني ورمز طقسي ورمز للذاكرة الحلبية.

مناقشة