سياسي سوداني يكشف الخلافات بين قوى التغيير ... ومصير الإضراب

ما يزال الغموض يحيط بالمشهد السياسي في السودان، فقد انهارت جسور الثقة بين الثوار والعسكريين وفق رأي المراقبين، وهو ما يتطلب بذل الكثير من الجهد للوصول إلى نقاط التقاء، لتجنيب البلاد الدخول في نفق مظلم لعقود قادمة، في ظل تحديات جسام في الداخل والخارج.
Sputnik

قال جعفر محمدين عابدين، رئيس اللجنة العليا لمنبر تجمع قوى "الهامش" السودانية، في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن الإضراب الذي ينفذه الشعب السوداني، اليوم الثلاثاء، سوف يلاقي نجاحا كبيرا، لأن الدولة العميقة داخل المؤتمر الوطني تعمل على ترسيخ الخلافات بين القوى الثورية.

مرابطون في الميدان

السودان... تجمع المهنيين يعلن شرطه الوحيد لعودة التفاوض مع المجلس العسكري
وأضاف عابدين، الثوار مرابطين في الميدان، وزمام المبادرة يمتلكه اليوم الشباب في الاعتصام، وليس قوى الحرية والتغيير، سواء كانت قوى اليمين أو اليسار أو داخل العسكر.

وأكد رئيس اللجنة العليا لمنبر تجمع قوى الهامش، أن الإضراب والعصيان المدني سوف ينجح بنسبة 100% لعدة اعتبارات منها، الإحباط الكبير الذي عاشه الثوار خلال الفترة الماضية في عملية نقل السلطة من العسكر إلى المدنيين، والاتفاقات التي تمت بين قوى الحرية والتغيير حول تقسيم السلطة وإقصاء بعض المكونات السياسية، مثل الحركات المسلحة والقوى الشبابية الموجودة بالميدان.

وأشار عابدين إلى أن تلك الإقصاءات أدت إلى خلافات كبيرة داخل قوى الحرية والتغيير، ولا شك أن هذا يؤكد للمجلس العسكري إشارات سالبة لم تكن في صالح الثورة، لذا تملك المجلس العسكري العناد في عملية نقل السلطة إلى المدنيين والذي نتج عنه الخلاف الواضح في مكونات ورئاسة المجلس السيادي في البلاد، والذي ستكون له صلاحيات واسعة جدا من عمليات تعيين للولاة داخل الأقاليم وتعيين السفراء والوزراء والقيادات العليا في البلاد، إضافة لإعلان الحرب والطوارىء في المناطق.

من عسكري لآخر

وتابع رئيس اللجنة العليا لمنبر تجمع قوى الهامش:

إن صلاحيات المجلس السيادي المختلف على رئاسته ومكوناته لا تختلف كثيرا عن التي كان يتمتع بها الرئيس المخلوع، عمر البشير، والتي يريد المجلس العسكري التمتع بها، وسيكون كل ما فعلته الثورة أنها غيرت من عسكري إلى عسكري، ولن يكون هناك فارق كبير بين المخلوع والعسكرى.

ودعت قوى "إعلان الحرية والتغيير" السودانية المعارضة في وقت سابق إلى البدء بإضراب عام من أجل دفع المجلس العسكري لتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية.

وجاء في بيان القوى:

بيانات التأييد والالتزام بتنفيذ الإضراب العام يراد منها إماطة الأذى عن طريق الثورة ودفع عجلتها، وفق مبدأ القيادة الجماعية الذي رفعناه شعارا، نريد أن نطبقه عملا.

قوة الشعب وضمير مواطنيه

المجلس العسكري في السودان يكشف تفاصيل لقاء السيسي والبرهان
وأضاف البيان أن "دفتر الحضور الثوري رفع تمامه للثوار باتجاه التحضير للإضراب السياسي والعصيان المدني، وهو عمل مقاوم سلمي أجبرنا على المضي فيه، والتصميم على إنجازه بقوة الشعب وضمير مواطنه اليقظ".

وتابع البيان:

لم يعد هناك مناص من استخدام سلاح الإضراب العام لتقويم مسار الثورة واستكمال ما بدأ من مشوار.

وشدد البيان على "إطلاق حملة مناقشات ولقاءات، ومخاطبة المعتصمين عبر المنابر الميدانية حول جدول التصعيد التدريجي، وكذلك إطلاق حملة خيمة العصيان داخل الأحياء والمناطق في العاصمة والأقاليم"، وعلى "مواصلة الإضراب السياسي لمدة يومين.

وقد بدأت القوى السياسية السودانية في الإضراب الجزئي، اليوم الثلاثاء، 28 مايو/أيار، ويستمر ليوم الغد الأربعاء، ويتم بعدها تقييم الحالة وخطة التدرج.

مناقشة