راديو

معارض سوداني: المجلس العسكري يتبنى نفس الخط الذي كان عليه النظام المخلوع

هددت قوى الحرية والتغيير في السودان بالعصيان المدني، إن لم يستجب المجلس العسكري لمطالب الشعب بتسليم السلطة للمدنيين، مجددة اتهامها للمجلس العسكري بالسعي للسيطرة على المجلس الرئاسي.
Sputnik

ما بين المدرسة العسكرية وتحالف الحرية...السودان يتجه للعصيان المدني
من جهة أخرى، أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان رفضها لزيارات رئيس المجلس العسكري الانتقالي ونائبه للخارج، إن كانت تستهدف "الاستقواء" بأي من دول الإقليم لـ"التحايل على الثورة".

وقال بابكر فيصل، القيادي في "إعلان الحرية والتغيير": "لا نعلم شيئا عن أجندة الزيارات الخارجية لرئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان حميدتي".

وشدد القيادي على أن "إقحام السودان في تلك الصراعات الدولية هو نفس سلوك نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، الذي تسبب بأضرار كبيرة للبلاد".

 يقول القيادي في الحزب الشيوعي السوداني راشد الشيخ في حديث لبرنامج "حول العالم" عبر أثير إذاعة "سبوتنيك"، حتى الان لا توجد أي مؤشرات لتقدم أو تغير في موقف المجلس العسكري،وهذه الاتهامات تسندها وقائع على الأرض، وهي في الأساس فكرة المنح والمنع التي يعتقد المجلس العسكري أنه يمتلكها، فالمجلس العسكري هو اللجنة الأمنية للنظام السابق، وعندما ضغطت الحركة الشعبية السودانية وأقامت اعتصامها المعروف يوم 6 أبريل/نيسان الماضي أمام مركز القيادة العسكرية في الخرطوم، وفي 11 أبريل/نيسان الماضي عندما قررت القوات المسلحة واللجنة الأمنية خلع الرئيس السابق عمر البشير، وأعلنت أنها انحازت لإرادة الشعب، فالانحياز يعني أنك تقف بنفس الموقع مع المعترضين، وتسعى معهم كشريك في تنفيذ ما ناضلوا من أجله على مدى ثلاثة عقود، ولكن أصبح من الواضح أن التفاوض الآن بين جهتين تختلف مصالحهما، وأن المجلس العسكري يتبنى نفس الخط الذي كان عليه النظام المخلوع، من تضييق على الحركة الشعبية ومحاولة قمع المتظاهرين كما أظهرت ذلك الأحداث المؤسفة الأخيرة التي أدت إلى مقتل عدة أشخاص.

ويشير القيادي السوداني المعارض إلى أن المفاوضات في حد ذاتها كانت هي المقصود، عندما ذهبت قوى الحرية والتغيير إلى العسكر باعتبارهم هم القابضون على السلطة، من أجل تسليم السلطة للمدنيين كما دعا إلى ذلك ميثاق الحرية والتغيير، لكنهم ظلوا يماطلون منذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة، ويصرون على أن يكون المجلس الرئاسي ذو رئاسة وأغلبية عسكرية،وهذا ما يرفضه الشعب السوداني، لأن المزاج الشعبي في البلاد بعد 30 عاما من الديكتاتورية العسكرية لا يقبل على أن يكون على رأس المجلس الرئاسي عسكري، والمجتمع الدولي لا يتعامل مع حكومات يرأسها عسكريون باعتبار أن للعسكر وظيفة لا تمت بصلة إلى الحكم والإدارة والسياسة للدولة.

إعداد وتقديم: عماد الطفيلي 

مناقشة