راديو

سياسة أمريكية جديدة في سوريا... ومقاربة جديدة في التعاطي

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تستطيع لإنجاز أي مكسب في الوقت المستقطع الذي تخسره أمام التقدم السياسي والدبلوماسي والمستند على الإنجازات الميدانية لسوريا وحلفائها.
Sputnik

بعد تشكيك وزير خارجيته في جدوى "صفقة القرن"... ترامب: أتفهم شكوك بومبيو
هذا من جانب ومن جانب آخر تريد أن تحدث خللا بأي طريقة في العلاقة ما بين سوريا من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى من أجل إجراء محاولة قد تكون الأخيرة لتمرير "صفقة القرن" بعدما فشلت في تحقيق أي تقدم نحو إقصاء إيران عن مكانتها التي تتوسع في الإقليم.

ومن هنا جاءت تسريبات عن صفقة أمريكية إسرائيلية لروسيا بشأن الوجود الإيراني في سوريا، فموقف سوريا وحلفاءها في حالة ثبات وتصدي يرافقه تقدم في جميع الميادين ولو أنه بطيء بعض الشيء على الرغم من كل الضغوط الممارسة على سوريا ميدانياً والمتمثلة بالإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، أو عمليات المجموعات الإرهابية المختلفة وصولاً للهجوم بالطائرات المسيرة على مواقع الجيش السوري وعلى قاعدة حميميم وكل هذا يدار أمريكياً لم يحقق أي نقلة نوعية تكفي بها واشنطن ماء وجهها.

فما الذي تخبئه الولايات المتحدة للخروج من أزمتها هل هي المساومة أم الهجوم المباغت وكيف ومتى وأين ؟

— ما هو المنتظر أو الجديد في الإستراتيجية الأمريكية في سوريا ؟

— ما هي الأسباب الحقيقية للقصف الإسرائيلي المتكرر مؤخراً وهل هو جزء من هذه الإستراتيجية ؟

— ماذا عن الملفات الأخرى المتعلقة بالقضية السورية وخاصة الملف الكردي وتمحورها تركياً وأمريكياً بالنسبة للحل في سوريا؟

حول السياسة الأمريكية الحالية والإستراتيجية المتبعة في ظل المتغيرات الراهنة  يقول الباحث في القضايا الجيوسياسية الدكتور سومر صالح أنه:

"صدرت عدة مواقف وتصريحات من داخل الولايات المتحدة الأمريكية تدل وتشير مباشرة إلى السياسات الأمريكية الجديدة في سوريا والتي شهدت تخبطاً منذ قرار الرئيس ترامب سحب قواته من سوريا في (19/12/2018)، فصدرت وثيقة عن الكونغرس الأمريكي وهي عبارة عن رسالة من (400) عضو موجهة إلى الرئيس ترامب تتضمن إجراءات عشرة تضع إطاراً عاماً للإستراتيجية الأمريكية في سوريا، والأمر الثاني هو تصريحات جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس ترامب إلى سوريا والتي تدل على طريقة التفكير الأمريكي في التعاطي مع الحرب على سوريا.

وبناء على ذلك قدم صالح مقاربة لحظ فيها أنه عند التدقيق في رسالة الكونغرس يتضح أن السياسة الأمريكية الجديدة لا تقيم دوراً للتسوية السياسية وخصوصاً البنود التالية:

أولاً: البقاء في شمال شرقي سوريا عبر التنسيق مع دول أوروبية بحيث يكون الانسحاب الأمريكي وتقليص عدد الألفي جندي متزامناً مع نشر قوات أوروبية تعوض النقص.

ثانياً: تمديد إتفاق مذكرة "منع الصدام" بين الأمريكي والروسي في أجواء سوريا.

ثالثاً: دعم "الحملة الإسرائيلية" العدوانية في ضرب سوريا.

رابعاً: الضغط على الدول العربية لمنع التطبيع الثنائي (بين الدول) والجماعي (عبر الجامعة العربية) مع سوريا.

خامساً: الضغط على الدول المجاورة لسوريا لعدم التعاون مع خطة روسيا لإعادة اللاجئين قبل توفر ظروف عودتهم. لذا كما أشرنا هذا يبين أن السياسة الأمريكية الجديدة لا تقيم دوراً للتسوية السياسية، وهي بخلاف تصريحات وزير الخارجية بومبيو في روسيا عن دعم واشنطن للتسوية واللجنة الدستورية، وهذا تناقض واضح يفضح النفاق الأمريكي الذي يريد إطالة أمد الأزمة السورية ودعم الميليشيات الإنفصالية في الجزيرة السورية".

ترامب يتحدث عن "الهجوم العظيم"
وأردف صالح: "من جهة ثانية تصريحات جيمس جيفري في (22/5/2019) خلال لجنة استماع في الكونغرس كانت تعبيراً عن نمط التعاطي الأمريكي مع الحرب على سوريا فأشار إلى جملة أمور:

1-   لعب واشنطن دوراً توفيقياً بين قسد وتركيا بعدم التصعيد.

2-   إقامة منطقة آمنة وأنّ القوات المحليّة ستشرف على المنطقة الآمنة، وستملك فيها تركيا نقاط مراقبة، وستملك الولايات المتحدة كلمة فيها أيضاً.

3-   قسد شريك عسكري فقط".

وحول دلالات هذه المقاربة قال صالح: "تدل هذه المقاربة على تطابق في وجهات النظر بين جيمس جيفري وليندسي غراهام بإعطاء تركيا الأولوية في العلاقات، وهذا يدل على أن الصفقة الشاملة في العلاقات بين الطرفين وصلت إلى مراحل متقدمة من الإنجاز بخلاف الخلاف الظاهر بينهما ، وتصريحات ميليشيات "قسد" البارحة حول تشكيل مجالس عسكرية ودعم واشنطن لهذه الخطوة يدل على أن الخطة الأمريكية الجديدة بدأت تدخل حيز التنفيذ، وتصريحات مسؤولي ميليشيات "قسد" بقبولهم الحوار مع تركيا تدل على ذلك أيضا."

التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق

إعداد وتقديم نواف إبراهيم

مناقشة