سياسي فلسطيني: لهذه الأسباب سيفشل ترامب في تمرير "صفقة القرن"

قال الدكتور أسامة شعث، المستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل منذ صعوده في 2009 على إفشال حل الدولتين السياسي، واستبداله بفكرة السلام الاقتصادي".
Sputnik

أضاف شعث في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "مؤتمر المنامة الذي تسعى أمريكا لعقده ضمن خططها لتنفيذ "صفقة القرن" هو مخطط نتنياهو الذي طرحه في كتابه مكان تحت الشمس".

فلسطين: لم يتم التشاور معنا بشأن مؤتمر تعقده أمريكا في البحرين

وأكد شعث أن "صفقة القرن الأمريكية المقرر طرحها الشهر الجاري، بعد مؤتمر البحرين لن ينجح دونالد ترامب في تمريرها، وذلك لعدة أسباب".

حكومة نتنياهو

وتابع شعث: "السبب الأول أن الصفقة ترتكز على وجود نتياهو في الحكم، والثاني وجود إدارة ترامب وتفرغه بالكامل"، مضيفا: "إذا نقص طرف من الاثنين حينها نقول إن صفقة القرن لن تنجح".

وأكد أن "نتنياهو فشل الأسبوع الماضي في إعلان تشكيل حكومته بعد أن استنفذ كل المدة المتبقية له، وطلب مدة إضافية ولم يستطع تشكيل حكومة يمينية لتنفيذ مخططاته التهويدية في الضفة وغزة".

واستطرد: "لابد من حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة أخرى، وبالتالي الوضع الداخلي في إسرائيل مهلهل، وربما سيصبح نتياهو خلال الفترة الحالية ملاحق قانونيا".

وأشار إلى أن "تشكيل الحكومة بالنسبة لنتنياهو أمر مصيري، حيث يسعى إلى تمرير قانونين، الأول خاص بتحصينه ضد الملاحقات القانونية، والثاني لتجنيد المتطرفين، وهذا يعني أن يتحول الجيش إلى دمويين على نفس نهج داعش".

ومضى قائلا: "الظروف الداخلية لدى نتنياهو لم تسمح له بتشيكل الحكومة وبالتالي سينتظر حتى انتخابات 17 سبتمبر/أيلول القادمة، وفي حال نجاحه لن يتمكن من تشكيل الحكومة لأنه سيكون بعد الانتخابات ملاحقا قانونيا".

عباس: دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية آتية لا محالة

وعن مدى تأثير ذلك على "صفقة القرن"، قال إن "هذه المتغيرات الداخلية داخل الكيان الإسرائيلي أثرت على نتنياهو الطرف الرئيسي في المعادلة، فكيف يمكن أن يتم الإعلان عن صفقة القرن الشهر المقبل أو بعد ندوة البحرين والطرف الإسرائيلي غير جاهز".

وبين أن "الإدارة الأمريكية ستضطر لتأجيل الإعلان عن الصفقة لبعد شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن هناك أزمة أخرى قد تواجه الصفقة".

ومضى قائلا: "ترامب أعلن أنه يستعد للانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية، وسيكون مشغولا بشكل كبير، وبالتالي لن يتفرغ لإعلان الصفقة".

إلى الجحيم

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، أن "صفقة القرن وكل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية ستذهب جميعها إلى الجحيم".

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن" تصريحات أبومازن جاءت بعد أن وضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد".

وقال الرئيس عباس للصحفيين: "كل عام وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية بألف خير، ونتمنى أن يعود على شعبنا وأمتنا باليمن والخير والبركات".

وأضاف: "نسأل أن يعيده الله علينا، وقد حررنا بلدنا وأقمنا دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتجاوزنا كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا من صفقة القرن وغيرها، التي ستذهب جميعها إلى الجحيم، وسيبقى شعبنا على أرضه صامدا صابرا في وجه كل هذه المؤامرات".

مؤتمر البحرين

فلسطين حول مؤتمر البحرين: لا سلام اقتصادي من دون سلام سياسي

وكانت الولايات المتحدة والبحرين أعلنتا، في بيان مشترك، أن مؤتمر البحرين "سيشكل فرصة جوهرية للقاء الحكومات والمجتمع المدني والقادة الاقتصاديين بهدف تشارك الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصادية المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصل لها باتفاقية سلام".

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن "الولايات المتحدة ستسعى لسحب التفويض الممنوح لأونروا في الضفة وغزة، وطرح البدائل خلال مؤتمر البحرين".

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله: "المحور الرئيسي الذي تدور حوله الخطوات المتوقع تقديمها خلال المؤتمر، هو كسر دائرة تخليد الصراع، واستبداله بالمساعدات والتنمية، والاعتماد على الذات. فبدلا من الاعتماد على المساعدات، تتمثل الفكرة في منحهم أدوات ليكونوا مستقلين".

وأضاف المصدر أن "نية الإدارة الأمريكية تتلخص باقتراح سلسلة من الخطوات التي تضع الفلسطينيين على طريق النمو والازدهار، بحيث يكون هناك تغيير في حالة الفقر والاعتماد على المساعدات للكثير من الفلسطينيين، حيث سيكون بإمكان السلطة والسكان الوقوف على أرجل مستقلة".

برلماني عراقي: مؤتمر البحرين بشأن فلسطين يزيد الانقسام العربي

وقالت الصحيفة إن "الولايات المتحدة ستعرض في المقابل تأهيل مخيمات الضفة الغربية، وبناءها كمدن دائمة، بالإضافة إلى استبدال الكتب التعليمية وتوزيع الغذاء على اللاجئين بخطط تطويرية، تتم عبر منظمات غير حكومية دولية، ولكن ستديرها السلطة الفلسطينية بنفسها".

على المستوى العملي، ستقترح إدارة ترامب، وفقا للصحيفة، "إعادة تأهيل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وبناءها كمدن دائمة للفلسطينيين، بالإضافة إلى الاستغناء عن أنظمة الأونروا في مجال التعليم وتوزيع الأغذية على اللاجئين بخطط تطويرية، واستبدال برامج التطوير الحالية، لتكون مصحوبة بمنظمات غير حكومية دولية، ولكن تديرها السلطة الفلسطينية بنفسها".

تأخر الصفقة

يبدو أن احتفاظ بنيامين نتنياهو، بلقبه كرئيسا لوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، سيتطلب دعما أمريكيا قويا خلال الأيام المقبلة، قبل بدء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، في سبتمبر/أيلول القادم، وذلك بحسب ما ذكرته "نيويورك تايمز".

الصحيفة الأمريكية، أكدت أن الخطوة التالية من الولايات المتحدة، ستجبر الرئيس دونالد ترامب على تقديم "هدية سخية"، لحليفه نتنياهو، تتجسد في تمرير خطة السلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن"، قبل بدء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، لتكون داعمة له.

نتنياهو فشل في تشكيل حكومة جديدة رغم أن معسكر اليمين يملك أغلبية مريحة، ما أدى إلى حل البرلمان الإسرائيلي "الكنيسيت" نفسه تمهيدا لانتخابات مبكرة في سبتمبر/أيلول المقبل.

الأردن يؤكد "تعرضه لضغوط إقليمية ودولية نتيجة تمسكه بالثوابت العروبية تجاه فلسطين"

وقالت "نيويورك تايمز"، إن الدعم الأمريكي لبنيامين نتنياهو المتمثل في تمرير "صفقة القرن"، يبدو أنه سيتأخر قليلا، نظرا لأن الخطة لا تسير على ما يرام، خاصة بعد زيارة صهر ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر الأخيرة إلى بعض الدول العربية.

وبدلا من تقديم جاريد كوشنر تنازلات للفلسطينيين لجعل الخطة عادلة، يبدو أن الأخير "بحسب الصحيفة الأمريكية" سيتعرض لضوطات ضخمة لإمالة "صفقة القرن"، لتصب في صالح الجانب الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.

وأكدت "نيويورك تايمز"، أن "الخطة التي أعدها صهر ترامب لمدة عامين في خفاء تام، يبدو أنها ستفشل بشكل ذريع، إذا ما استمرت في محاولة توجيهها لجانب واحد، لإنقاذ حليف أمريكا الأبرز في الانتخابات التشريعية".

وترى "نيويورك تايمز"، أن توقيت الإعلان عن تفاصيل "صفقة القرن" سيشكل أزمة، لأن الإدارة الأمريكية ستنتظر حتى تشكيل تحالف جديد في إسرائيل بعد الانتخابات التشريعية، بعد سبتمبر/أيلول، ما يمكن أن يجعلها تصدر في نوفمبر، أو أوائل العام 2020، أي خلال الانتخابات الأمريكية.

ومن المقرر أن تكشف واشنطن عن الجانب الاقتصادي للخطة في مؤتمر يُعقد في البحرين يومي 25 و 26 من شهر حزيران/يونيو الجاري، وسط مقاطعة السلطة الفلسطينية.

مناقشة