سجن في عهد صدام حسين وعمل لصالح المخابرات الأمريكية وداعم للحرب ضد إيران

كتب سياسي عراقي ثري من كركوك، نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني، في يوليو/ تموز 2018 رسائل إلى مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يحثهم على إقامة علاقات أوثق مع أولئك الذين يسعون للإطاحة بالحكومة الإيرانية.
Sputnik

وعبر الكسنازاني عن رغبته في "تحقيق مصلحتنا (مع أمريكا) المشتركة لإضعاف نظام الأئمة الإيرانيين وإنهاء هيمنتهم".

وبعد أربعة أشهر من هذه المناقشات جاء الكسنزاني إلى واشنطن وقضى في فندق ترامب 26 يوما في جناح خاص على الطابق الثامن، وتكلفة هذه الزيارة قدرت بعشرات الألاف الدولارات.

وحسب بيانات "واشنطن بوست" فهذه الزيارة هي الأطول لشخصيات مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2018.

وأجرت الصحيفة الأمريكية مقابلة مع الكسنزاني البالغ عن عمر 50 عاما في العاصمة الأردنية عمان، حيث يعيش في قصر، ويستدعي خدمه عن طريق جهاز لاسلكي، وقال، اختيار فندق ترامب لم يكن بسبب أي ضغوط، وجئت إلى واشنطن لتلقي العلاج الطبي في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور.

ثم تواصل الكسنزاني مع مسؤولين في الوزارة الخارجية الأمريكية أثناء تواجده في واشنطن بالإضافة إلى الشركات الجديدة على أمل القيام بأعمال تجارية مع الحكومة الأمريكية.

وتعد زيارته الطويلة مثالاً على تمتع فندق "ترامب دي سي"، كوجه لتجمع أشهر السياسيين الجمهوريين والأشخاص الذين لديهم أعمال حكومية، ونقطة استراحة المفضلة للأجانب ذوي النفوذ الذين لديهم مصالح للعمل مع إدارة ترامب.

وفي السياق نفسه دفع ممثلون عن الحكومة السعودية حق نحو 500 ليلة في الفندق الفاخر بعد ثلاثة أشهر فقط من انتخاب ترامب. وحجز التنفيذيون من شركة الاتصالات العملاقة "تي موبايل" ما لا يقل عن 52 ليلة هناك العام الماضي.

ورفضت الشركة، التي تدير الفندق، الإجابة عن أسئلة حول المبلغ الذي دفعه الكسنزاني مقابل إقامته، أو ما إذا كانت قد أبلغت أي شخص في البيت الأبيض بالزيارة الطويلة للشيخ، قالت الشركة إنها تبرعت بأرباح إقامته إلى وزارة الخزانة الأمريكية.

ويعترف الكسنزاني بسياساته بشكل علني، وينادي بمواجهة عسكرية أمريكية ضد إيران ويريد مساعدة أمريكية لتخفيف التأثير الإيراني في العراق. كما أنه يعتبر نفسه مرشحًا صالحًا ليصبح رئيسًا للعراق، رغم أن آخرين يرونه كشخصية سياسية صغيرة.

بالإضافة إلى ذلك، سجل الكسنزاني مؤخرًا العديد من الشركات في الولايات المتحدة لتوفير الأمن الخاص وخدمات حقول النفط والبناء، وقال إنه حريص على التعامل مع إدارة ترامب.

يشار إلى أن أسعار الإقامة في مختلف أجنحة فندق "ترامب دي سي"،  من حوالي ألف دولار إلى ألفين دولار لليلة الواحدة.

وتم سجن الكسنازاني وإخوانه في عهد صدام حسين، ما دعاهم للجوء إلى الأمريكيين للحصول على المساعدة في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003، وانتهى بهم المطاف بمساعدة مسؤولي المخابرات الأمريكية.

مناقشة