راديو

تباين المواقف الدولية من الأزمة في السودان

انتقلت الأزمة السودانية إلى مرحلة جديدة مع رفض قادة الاحتجاجات عرض المجلس العسكري للعودة إلى الحوار، ودخولها إلى أروقة مجلس الأمن.
Sputnik

بوتين يؤكد تطابق مواقف روسيا والصين بشأن كوريا وسوريا وإيران
وعلى غرار العديد من الأزمات الدولية، يتجلى الانقسام وتباين مواقف القوى الكبرى حيال القضية، فبينما رحبت روسيا ببيان المجلس العسكري بشأن تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات بعد 9 أشهر، نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بهذه الخطوة.

أما الصين فأحبطت مدعومة بموقف روسي تمرير بيان وزعته بريطانيا وألمانيا في مجلس الأمن، واصفة إياه بأنه غير متوازن، وشدّدت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردًّا من الاتحاد الأفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيون.

وفشل مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان يدين أحداث العنف التي صاحب محاولة فض الاعتصام أمام وزارة الدفاع السودانية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.

ولم تقتصر الأزمة فقط على المواقف الدولية داخل مجلس الأمن، إذ امتدت إلى إعلان الأمم المتحدة، سحب بعض موظفيها بصورة مؤقتة من السودان بعد مقتل محتجين.

نتساءل فى هذه الحلقة من برنامج "بوضوح" عن سر تباين المواقف الدولية مما يجري فى السودان؟ وهل لهذا ارتباط بملفات أخرى فى المنطقة؟ وما تفسير الموقف الأمريكي من الأزمة؟ وهل المواقف الدولية المتباينة من الممكن أن تسهم فى تعميق الأزمة أم حلها؟

من جهته قال عبد الواحد إبراهيم عضو قوي إعلان الحرية والتغيير إن التباين فى المواقف كان متوقعا مع نظر كل دولة لمصالحها  فى السودان ومعه، لكن قوي إعلان الحرية والتغيير لن تغير موقفها طبقا لهذه التباينات لأن موقفنا ثابت مما يفعله المجلس العسكري ومطلبنا هو ضرورة تسليم السلطة للمدنيين.

وأضاف إبراهيم أننا لا نعول على الموقف الأمريكي  على الرغم من أنه اصطف تقريبا إلى جانب الشارع لأن الموقف الأمريكي لن يتطور لأبعد من هذا. والتعويل الآن على موقف الاتحاد الإفريقي الذى من المتوقع أن يجمد عضوية السودان فى الاتحاد.

تابع المزيد عن الفترة الانتقالية في السودان

أما حسن رزق نائب رئيس حزب الإصلاح الآن والأمين السياسي للجبهة الوطنية للتغيير فيرى أن التباين فى مواقف الدول الكبرى لن يؤثر على الأزمة سلبا أو إيجابا لأن هذه المواقف فى العلن فقط إرضاء للرأي العام داخل هذه الدول فأمريكا مثلا تدعم المجلس العسكري سرا وتقف منه موقفا مضادا فى العلن، لأن ليس من مصلحة الأمريكيين مجيء حكم ديمقراطي فى السودان ، فهي مقدمة على إنجاز صفقة القرن وتريد دعما عربيا لتمرير هذه الصفقة ، وليس أفضل من الحكم العسكرى لتمرير تلك الصفقة. واستبعد رزق أن يكون هناك تدخل فى الأزمة أو تدويل لها فالوقت ما زال مبكرا.

عطية عيسوي المتخصص فى الشأن الإفريقي أشار إلى أن عامل المصلحة الاقتصادية والسياسية هو الذى يوجه هذه المواقف الدولية وتباينها راجع إلى تباين المصالح.

وأضاف عيسوي أن هذه المواقف لا تنفصل عن ملفات أخرى فى المنطقة لهذه الدول مثل روسيا والصين، مستبعدا أن يكون هناك تدخل عسكري من أى من هذه القوى وإن لم يستبعد التدخل السياسي من هذه العواصم.

وتوقع عيسوي أن يقوم الاتحاد الإفريقي بتجميد عضوية السودان فى الاتحاد الإفريقي نظرا لتخطي المجلس العسكرى مهلة الشهرين الممنوحة له.

مناقشة