فتيات مغربيات يكشفن لـ"سبوتنيك" دوافعهن للانضمام للتجنيد العسكري

حالة من التباين في آراء الفتيات في المغرب إزاء مسألة الإقبال على التجنيد العسكري، الذي طبق مؤخرا على الشباب والفتيات بعدما أوقف في العام 2006.
Sputnik

بحسب أخر بيان لوزارة الداخلية في المغرب، فإن أكثر من 13 ألف فتاة مغربية تقدمن لإبداء رغبتهن في أداء الخدمة العسكرية.

وتابع البيان أن 13614 شابة قمن بملئ استمارة الإحصاء رغبة منهن في أداء الخدمة العسكرية، فيما يرى بعض الخبراء والفتيات أن هناك عدة أسباب تقف خلف رغبة الفتيات في هذا الانضمام للتجنيد.

قالت حليمة بناوي، نائبة رئيسة شبكة "انجاد ضد عنف النوع" بالمغرب:

إن دوافع الفتيات للإقبال تختلف من واحدة إلى الأخرى بحسب وضعها الاجتماعي.

وأضافت، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" اليوم الأربعاء، أن الحالات التي سجلت رسميا لدى فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق النساء بالمغرب، هي حالات تعرضت للعنف، وتريد الالتحاق بالتجنيد العسكري هربا من العنف الذي تتعرض له، رغبة في تحقيق الاستقلال والاعتماد على النفس.

وتتابع أن العوامل الأخرى تتمثل في الهروب من البطالة، وهي ما تدفع الفتيات والشباب للالتحاق بالخدمة العسكرية، أملا في البحث عن فرصة عمل وراتب شهري، سواء بالاستمرار في الخدمة أو ما بعد انتهاء المدة المحددة للخدمة العسكرية.

دوافع عدم الانضمام

ترى بعض الفتيات في المغرب أن هناك دوافع تمنعهن من الانضمام إلى الخدمة العسكرية، فقد قالت نعمة النكري، وهي فتاة جامعية، إنها لا ترغب في الانضمام إلى عملية التجنيد.

وتابعت النكري في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء:

 لا أرغب في التجنيد نظرا لأني أميل إلى الالتزام، ولا يمكنني أن أتخلى عن الحجاب، أو التزم بالزي العسكري الذي يتنافى مع الالتزام، وكل صديقاتي لا يرغبن في التجنيد لذات الأسباب.

وترى نعمة أنه يمكن أن تشجع الفتيات على الانضمام حال عدم تعارض الأمر مع مبادئهن، خاصة لما لذلك من فوائد تعود على الدولة وعليهن، خاصة في ظل ندرة فرص العمل.

المساواة

ترى مريم حنين، جامعية مغربية، أن أكثر ما لفت انتباهها، هو الإلزام الإجباري للذكور بالخدمة العسكرية وعدم تطبيق الإجبار على الفتيات، وأنها لا تؤيد ذلك.

وأضافت حنين في حديثها لـ"سبوتنيك":

بما أنه هناك المطالبة بالمساواة يجب أن تطبق حتى في التجنيد، لكن يعتبر الأمر اختياريا بالنسبة للنساء في التجنيد وإجباريا للذكور، لأجل ذلك يمكن للمواطنات الراغبات في أداء الخدمة العسكرية، واللواتي يستوفين في التاريخ المقرر لاستدعاء الفوج، الشروط القانونية أن يقمن من تلقاء أنفسهن تعبئة استمارة الإحصاء على الموقع الإلكتروني المخصص لهذا الغرض، وذلك خلال المدة المحددة لعملية الإحصاء.

وتابعت:

بالنسبة للواقع الذي نعيشه حاليا وتشبه الرجال بالنساء أتنبأ بتحويل التجنيد الإجباري بعد سنوات للنساء وعدم فرضه على الرجال".

البرلمان المغربي

في تصريحات سابقة، قالت بثينة قروي، عضو البرلمان المغربي، إن البنية التحتية والمعسكرات الخاصة باستقبال الفتيات جاهزة، خلال العام الجاري.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن تجنيد الفتيات سيكون بالتطوع، حسب تعهد الحكومة، وأن نص القانون على التجنيد الإجباري يأتي من منطلق المساواة، حتى لا يخالف نص الدستور، إلا أنه على الجانب العملي سيتم فتح باب التطوع للفتيات، ولن يجبرن على الانضمام للخدمة العسكرية.

بحسب القانون، تشمل الخدمة العسكرية الإجبارية، ومدتها 12 شهرا، الشباب والفتيات الذين تتراوح أعمارهم، ما بين 19 و25 عاما، كما يمكن استدعاء الأشخاص حتى بلوغهم 40 سنة، ويستثني من ذلك الفتيات المتزوجات، ومن لديهن أطفال. وأقرت الخدمة العسكرية الإجبارية للمرة الأولى في المغرب، عام 1966.

القانون المغربي

وينص القانون المغربي على معاقبة المتخلفين من الخدمة بالسجن لمدد تتراوح بين شهر وسنة.. وحالات الإعفاء تكون للحالات من أصحاب الدواعي الصحية أو متابعة الدراسة. وتتراوح تعويضات المجندين بين 1050 و 2000 درهم شهريا نحو (96 إلى 185 يورو).

وبحسب بيان وزارة الداخلية المغربية، فإن العدد الإجمالي للمسجلين بالخدمة العسكرية من الجنسين بلغ 133820 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 19 و 25 عاما ومدة الخدمة 12 شهرا.

يذكر أن الدفعة الأولى ستضم 10 آلاف مجند، على أن يتم رفع العدد إلى 15 ألف العام المقبل.

مناقشة