ماهية الاتفاقية بين إيران ودول الخليج.. والرد الخليجي عليها

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تعتبر إبرام معاهدة عدم اعتداء بين إيران والدول العربية سيكون مفيدا.
Sputnik

وكان وزير الخارجية الإيراني قد دعا دول الخليج إلى توقيع اتفاقية عدم اعتداء، حيث أبدت بعض الدول استعدادها للنظر في هذه المبادرة، والتي وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها بدء عملية بناء ثقة وتشكيل نظام أمني في منطقة الخليج.

اتفاقية عدم الاعتداء

وحول هذه الاتفاقية تحدث المحلل السياسي الإيراني أحمد مهدي "لسبوتنيك" اليوم، ويقول: أوضحت إيران الخطوط العريضة لهذه المعاهدة قبل فترة ليست بالقصيرة، وتتمثل هذه الخطوط باحترام الحدود الجوية والبرية والبحرية لكل بلدان المنطقة والموقعين على المعاهدة، وكذلك عدم الانحياز لأي قوة تحاول المساس بالأمن الإقليمي في المنطقة، وهذا يعني عدم المشاركة في أي اعتداء وعدم منح أي إمكانات كالأسلحة أو القواعد، وما إلى ذلك من الأمور التي ترتبط بحالة زعزعة الاستقرار في المنطقة.

ويضيف: هي ليست المرة الأولى التي تقترح فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثل هذه المعاهدة، والتي تبين حرصها الشديد على إرساء الأمن والسلام في المنطقة والتي تعاني من الاضطرابات السياسية والعسكرية التدخلات الأجنبية

فيما يرى الباحث في شؤون الخليج الدكتور خالد القاسمي من الإمارات بصعوبة توقيع هكذا اتفاقية، ويتابع: دول الخليج ترفض هذه المعاهدة، وهي متضررة من إيران، وكان قد صرح الشيخ عبد الله بن زايد في لقائه مع وزير الخارجية الألماني بأن دول الخليج لا بد أن تكون مشاركة في الاتفاق النووي الإيراني، لذلك لا أعرف إن كان هناك اتفاق سيوقع.

ويكمل: إيران حددت بعض دول الخليج وليس كل الدول لتوقع معها، وهذا يعني أن السعودية يمكن أن تستثنى مثلا، وهي التي تعاني من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لذلك فهذه الاتفاقية يجب أن تكون شاملة وليست أحادية، وهو ما لا توافق عليه دول الخليج.

الرد الخليجي

وعن رد دول الخليج على مبادرة إيران، يقول المحلل الإيراني: دول الخليج منقسمة إلى محورين، أولهما السعودية والإمارات والبحرين، والثاني هو الكويت وعمان وقطر، ويبدو أن المحور الثاني هو أكثر تجاوبا، باعتبار أنه يريد إقامة علاقات صداقة مع الجمهورية الإسلامية، ولا يريد توتير الأجواء وتأجيج الأزمة في منطقة الخليج.

ويكمل: فيما لا نرى أي تجاوب أو أي أفق من المحور الأول في التجاوب مع التوقيع على مثل هذه المعاهدة.

ويوافق الدكتور القاسمي نظيره الإيراني فيما يخص الانقسام بين دول الخليج، ويتابع: إذا ما استثنينا السعودية والإمارات، نرى أن سلطنة عمان لها دور محايد في المنطقة، أما قطر فلها علاقاتها مع إيران، ولها اتفاقات دفاع وأمن مشتركة معها، وتبقى الكويت التي تملك حدود مع إيران والعراق، لذلك لا تريد أن تخوض في مثل هذه الأمور.

ويواصل: أعتقد أن الاتفاقية إذا ما كانت شاملة سيكون ذلك أفضل، وهناك تحالف بين الامارات والبحرين والسعودية، ونحن نعمل على أن تكون هناك اتفاقيات وأن تعيش المنطقة في وئام، لكن السؤال هل إيران قادرة على إيقاف الحوثيين وتحويلهم إلى حزب من الأحزاب اليمنية، لكن الدستور الإيراني ينص على تصدير الثورة، فهل تستطيع إيران أن تغير سلوكها وسياستها التي تجاوزت حدود المنطقة من العراق إلى لبنان، فإن فعلت ذلك ستكون الأمور جيدة، وآمل أن تستجيب.

لافروف: روسيا تعتبر إبرام معاهدة عدم الاعتداء بين إيران والدول العربية سيكون مفيدا

الدور الروسي

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في إتمام هذه المبادرة يقول مهدي من إيران: لروسيا دور إيجابي وبناء في المنطقة بشكل عام، وهي تريد السلام والاستقرار لبلدان المنطقة، وهذا ما أثبتته عمليا على مدى السنوات الماضية، فيما سعى المعسكر الغربي إلى نقل آلاف المسلحين والإرهابيين في المنطقة، وروسيا بسياساتها الإيجابية والبناءة تدعم المواقف الشرعية لبلدان المنطقة وشعوبها، كما أنها تدعم أي مبادرة لتثبيت ركائز الاستقرار، ومنها هذا الطرح الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران.

أما القاسمي فيعتبر أن دور روسيا يتوقف على قدرتها على التعامل مع إيران، ويوضح: الدور الروسي كبير في الضغط على إيران، للتوقف عن تدخلاتها في دول المنطقة ووضح حد لمسألة اليمن، وخاصة أننا الآن في السنة الخامسة من الاعتداءات الحوثية على السعودية والإمارات، وهذه كله بدعم إيراني واضح، ومن خلال روسيا يمكن التأثير على هذه الأمور.

ويختم الباحث الإماراتي: الدور الروسي مطلوب في منطقة الخليج في الوقت الحالي، ولا بد من تنقية الأجواء، ولا بد من أن يكون هناك ضمانات للصواريخ الروسية والطائرات المسيرة والنووي الإيراني، فهل روسيا قادرة على فعل ذلك.     

مناقشة