"ورشة البحرين"... "فلسطين" بين المكاسب الاقتصادية والخسائر السياسية

لا تزال بعض المواقف العربية غير واضحة بشأن "ورشة البحرين"، خاصة بعد تأكيد الجانب الفلسطيني رفضه لها أكثر من مرة.
Sputnik

وبحسب بعض الأطراف العربية، فإنها تقول إنها فرصة اقتصادية مع التأكيد على المواقف الثابتة بشأن الجانب السياسي والتمسك بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، إلا أن الجانب الفلسطيني يرى أنها خطوة على طريق ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وأنها تمهد لمقايضات المال مقابل التنازلات. 

إذا كانت فلسطين غير حاضرة... لماذا تستمر "ورشة البحرين"
من ناحيته، قال عضو مجلس النواب البحريني، المهندس محمد السيسي البوعينين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطن، إن موقف البحرين على المستويين الحكومي والشعبي  واضح وصريح.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن الجميع مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية، وأن الموقف الرسمي والشعبي يؤكد على المبادرة العربية للسلام.

المبادرة العربية

وتابع أن التأكيد العربي في القمة الأخيرة التي عقدت في السعودية مؤخرا، شدد على مبادئ وبنود المبادرة العربية، والتي لا يوجد بشأنها أي تغير في المواقف العربية وتوافق عليها فلسطين، وأن المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في البحرين لا علاقة له بالجوانب السياسية، التي لا يوجد أي خلل بشأنها، إذ يتعلق المؤتمر بإعادة إعمار فلسطين، وأنه مؤتمر اقتصادي بحت، يتشارك فيه جميع الدول.

من ناحيته، قال الكاتب البحريني عبد الله الجنيد، إن موقف السلطة الفلسطينية الرسمي من الورشة الاقتصادية في البحرين ليس بالأمر المستغرب.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن المستغرب في الأمر هو تفويت فرصة مخاطبة المجتمع الاقتصادي على أرض صديقة، وموقف سياسي صريح من الملف الفلسطيني.

صفقة القرن

وتابع "الجنيد" أن "صفقة القرن"، كما بات الآن متعارف عليها، لا تحظى لا بالدعم الإقليمي أو الدولي، وأنها ستفشل، وأنه على الفلسطينيين إعادة التفكير في توظيف المنصة الاقتصادية لمصلحة خدمة مشروعهم الوطني، وطرح مجتمع الأعمال الفلسطيني كشريك مباشر دون العبور عبر البوابة الإسرائيلية.

وواصل أن التحديات ليست بالأمر الجديد للفلسطينيين، إلا أن الأولويات الآن تحتم الإقدام لا التراجع، وأنه لا يجب الانخراط في مزايدات سياسية، وعليهم تسجيل حضورا متميز وممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية والإسرائيلية.

موقف فلسطيني

قال إبراهيم ملحم، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إن أي مسلك اقتصادي بمعزل عن السياسة هو وصفة فشل.

وأضاف "ملحم" في حوار سابق مع "سبوتنيك"، أنه لا يمكن الحديث عن تنمية وازدهار مع استمرار الاحتلال، وأن الحديث عن ورشة للازدهار لا يستقيم، بينما إسرائيل تسيطر على الضفة الغربية، وتصادر حقوق الفلسطينيين وتعمق الاستيطان، وتسطو على أموال الشهداء والأسرى والجرحى.

وتابع: "لا يستقيم حديث المنامة بالازدهار مع إجراءات الحكومة الإسرائيلية على الأرض، وكذلك مع تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي دعا إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية".

وتعتزم واشنطن عقد مؤتمر اقتصادي دولي في البحرين يومي 25 و26 حزيران/يونيو المقبل، للتشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار".

انعاش الاقتصاد

هل تشارك الأردن في "ورشة البحرين"
وأصدرت البحرين والولايات المتحدة، في وقت سابق، بيانا مشتركا عبرتا فيه عن تطلعهما لورشة العمل المزمع عقدها في البحرين، وأكدتا عمق الشراكة التي تجمعهما وسعيهما المشترك لإنعاش اقتصاد المنطقة ومنح فرصة لشعوب المنطقة، من ضمنهم الفلسطينيين، لعيش حياة أفضل.

وجاء في البيان: "ستستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ورشة العمل الاقتصادية "السلام من أجل الازدهار" في المنامة في الـ25 والـ26 من يونيو 2019".

وأضاف البيان: "ستشكل ورشة العمل هذه فرصة جوهرية للقاء الحكومات والمجتمع المدني والقادة الاقتصاديين بهدف تشارك الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصادية المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصل لها باتفاقية سلام".

وتابع البيان: "ستوفر ورشة السلام من أجل الازدهار نقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلا مزدهرا للفلسطينيين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نمو سريع للقطاع الخاص".

مناقشة