صحف عبرية: المناوشات بين إيران وأمريكا في طريق الصراع أم التفاوض

تزداد حدة المناوشات الكلامية بين الطرفين، الأمريكي والإيراني، وتنذر بنشوب حرب عسكرية، رغم محاولة الجانبين تلطيف الأجواء وعدم الانجرار للحرب.
Sputnik

تابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، جُل مجريات الصراع الإيراني الأمريكي، أو الحرب الكلامية بينهما، منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم توقيعه في الخامس عشر من يوليو/تموز 2015، وفرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقوبات على طهران.

نتنياهو: إيران تبني إمبراطورية وتدشن القواعد في سوريا وتنقل السلاح لحزب الله
خليج عمان

أولت تلك الوسائل الاهتمام الجارف بما يدور في منطقة الشرق الأوسط عامة، ومنطقة الخليج وبحر عمان، بوجه خاص.

ومن الملاحظ أن جُل هذه الوسائل قد وضعت ملفا كاملا تحت اسم "המתיחות במפרץ הפרסי"، أي "التوتر في منطقة الخليج"، باعتبار أن هذا الملف يهم صناع القرار كما يهم القارئ العادي.

استهلت القناة العبرية الـ"13" أحد أهم التحليلات السياسية والعسكرية المتعلقة بحرب المناوشات بين إيران وأمريكا، حينما رأت أنه رغم كل التدابير التي تتخذها كل من طهران وواشنطن، فإن كل جانب منهما يريد الوصول إلى طاولة المفاوضات، مدعية أن الطرف الإيراني هو الأكثر جنوحا نحو التوصل لاتفاق جديد مع الإدارة الأمريكية.

وكتب المحلل السياسي للقناة العبرية، ألون بن ديفيد، أن طهران إذا استمرت في معارضة مقترحات الرئيس ترامب للعودة إلى طاولة المفاوضات، فلن يكون هناك أمامها بديل آخر، ولا يمكن لأحد مساعدتها، وبالتالي فإن الاقتصاد الإيراني وسيواصل الانهيار. مدعيا أن معظم التقديرات تشير إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.

قاسم سليماني

الخارجية الإيرانية تصف إعلان ترامب عن عقوبات جديدة على إيران بـ"الدعاية"
ورأت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، دعا غير مرة قواته إلى حالة الاستنفار القصوى، مما أثار بدوره القلق والتوتر لدى الطرف الأمريكي، تخوفا من تعرض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط إلى التهديد.

فيما قالت القناة العبرية الثانية على موقعها الإلكتروني إن أمريكا تواصل التوتر في منطقة الخليج والشرق الأوسط، بإصرارها على أن طهران تقف وراء الهجوم على ناقلات النفط في الخليج، وتزعم — على حد قول القناة — دون التحقق من الفاعل الحقيقي.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، أن التوتر في منطقة الخليج يعني أن هناك ديناميكية الحرب بين الجانبين، موضحة أن الأضرار التي لحقت بناقلات النفط في مضيق هرمز، هي استفزاز إيراني أو أمريكي معا ـ دون التفريق بينهما، مضيفة أنه إذا كان الخيار الأول صحيحا، بمعنى أن استهداف طهران لناقلات النفط في الخليج، فهذا يعني أن إيران مستعدة للاستيعاب والرد في الوقت نفسه.

وكتب المحلل السياسي للصحيفة العبرية، ران أدليست، أن قمة التعاون بين أمريكا وإسرائيل، بشأن التوتر بين الطرفين، الأمريكي والإيراني، يتمثل في إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وفرض العقوبات التي فرضتها حكومة ترامب على إيران، في أغسطس 2018، بدعوى أن إسرائيل جزء من اللعبة، وهو ما أوضحه رئيس القسم الإيراني في وزارة الخارجية الأمريكية، قائلا:

لقد تشاورنا مع إسرائيل طوال عملية الانسحاب من الاتفاق النووي.

ترامب: الاتفاق النووي الفظيع الذي وقعه أوباما أنقذ إيران
نتنياهو وترامب

وأكدت الصحيفة العبرية أنه فور الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، اشترك الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تبادل الاتهامات لإيران، وبأن الطرفين، الأمريكي والإسرائيلي، على استعداد لتلقين إيران درسا قويا ومؤلما.

ومن جانبها، أوضحت صحيفة "هاآرتس" العبرية أن ترامب وافق على شن هجوم عسكري على إيران، ثم تراجع عنه، وذلك ردا على إسقاط طائرة بدون طيار فوق مضيق هرمز، وبأنه لم يعرف السبب، خاصة وأن الرئيس الأمريكي أمر الطائرات والسفن بالانسحاب بعد أن كانت بالفعل في مواقع الإطلاق. وبأن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" هي التي اعترضت على قيام القوات الجوية الأمريكية بالهجوم على أهداف إيرانية، مقابل تأييد وزير الخارجية، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، ورئيسة السي أي إيه، جينا هاسبل، في وقت رفض البيت الأبيض والبنتاغون التعليق على تراجع ترامب.

ورأت الصحيفة العبرية ضمن تعليقها أن الإدارة الأمريكية غيرت اتجاهها لأسباب لوجستية أو استراتيجية، وبأنه لم يكن معروفا هل ستنفذ الهجمات الأمريكية على أهداف إيرانية لاحقا أم لا.

وقالت الصحيفة العبرية:

يبدو أن الرئيس ترامب كان مترددا.

مناقشة