راديو

على أقدامهم سقط المحال

في ذكرى نشوب الحرب الوطنية العظمى، يوم الانقلاب الصيفي من عام 1941، ينحني الشعب الروسي والشعوب المحبة للسلام إجلالاً وتكبيراً أمام الأبطال، ممن وقع في أرض المعركة أو في الأسر ومعسكرات التعذيب، أو مات من الجوع والمرض جراء أبشع وأفظع حرب عرفتها البشرية.
Sputnik

بوتين يضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول
في كل عام كنا نتحدث في هذه الأيام بشكل مفصل عن كيفية قيام الرايخ الثالث بالهجوم واحتلال الأراضي السوفيتية وقيامه بقتل وحرق الملايين من سكلن البلاد. لكن اليوم نود الحديث في هذه الذكرى الفظيعة عن أولئك الذي يعملون حالياً على تشويه التاريخ وإعادة كتابته من جديد.

ترتفع الأصوات في الآونة الأخيرة ممن يرغبون في محو هذه الذكرى، وتُبث سموم التشكيك بصحة الطريق الذي سلكه المحاربين القدامى السوفييت. وتنتشر الاتهامات ضد روسيا من الخارج والداخل تتحدث عن عسكرة الوعي المجتمعي، وأن العرض العسكري السنوي، والفوج الخالد ظاهرتان تزرعان المزاج العسكري على مستوى الدولة الروسية.

الهدف من كل ذلك التقليل من دور الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، والعمل على إظهاره بصورة المعتدي يكاد أن يكون على مصاف واحد من دور ألمانيا الفاشية، واضعين بسخرية الجيش الأحمر الذي حرر أوروبا من نير الفاشية جنبا إلى جنب مع المحتل النازي، الذي تسبب في سقوط عشرات الملايين من الضحايا، وفي الكثير من الجرائم.

أود أن أؤكد هنا أن محاكمات نورنبيرغ، التي تُعد أحكامها جزءا لا يتجزأ من القانون الدولي، قد حددت بكل دقة من كان في صفوف الخير، ومن تورط مع قوى الشر. وكان في صدارة المجموعة الأولى — الاتحاد السوفيتي بما قدمه من عشرات الملايين من أبنائه وبناته قرابين على مذبح النصر، إلى جانب دول التحالف ضد هتلر. وفي المجموعة الثانية كان نظام الرايخ الثالث، ودول المحور، وكل من تعاون معها، بمن في ذلك المتعاونين على الأراضي التي احتلوها.

الدفاع الروسية توضح كيف وسائل الإعلام الغربية "تغسل الأدمغة"
وعلى الرغم من ذلك، لا زال كثيرون في نظام التعليم الغربي يدسّون روايات كاذبة ونظريات تاريخية، من بينها روايات ونظريات تبخس حقوق المحاربين القدامى السوفييت، بينما يقنعون الأجيال الشابة بأن من صنع النصر على الفاشية وحرر أوروبا لم يكن الجيش السوفيتي، وإنما كان الغرب بما في ذلك من خلال إنزال نورماندي عام 1944، قبل عام واحد من هزيمة الفاشية.

إننا نقدّر إسهام جميع الحلفاء في نصرنا المشترك في هذه الحرب، ونعتبر محاولات دب الفرقة بيننا أمرا مخزيا، ومهما حاول هؤلاء تزييف حقائق التاريخ، لن يتمكنوا من إطفاء شعلة الحقيقة، وهي أن شعوب الاتحاد السوفيتي هي من كسرت ظهر الرايخ الثالث. وتلك حقيقة مؤكدة.

هذا السلاح ينتصر على العدوان
إن التعدي على دور الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية لم يحدث حتى في أوج الحرب الباردة، حينما كانت أجواء الحرب تحفز على أفكار من هذا النوع. وقتها لم يجرؤ أحد على التقليل من الدور الرئيسي للاتحاد السوفيتي في النصر، ولا في الدور الذي لعبته بلادنا في فترة ما بعد الحرب، وهو الدور الذي اعترف به حلفاؤنا في الغرب آنذاك بلا نقاش. وكانوا هم، بالمناسبة، أصحاب مبادرة تقسيم أوروبا إلى "مناطق توزيع المسؤولية" عام 1944، حينما وضع رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرشل، هذه القضية أمام زعيم الاتحاد السوفيتي، جوزيف ستالين، أثناء المحادثات السوفيتية البريطانية.

اليوم، يسعى الغربيون إلى تزييف التاريخ، وزرع الشك في وعي الجماهير بشأن عدالة النظام العالمي الذي أقره ميثاق الأمم المتحدة كنتيجة للحرب العالمية الثانية، وتبنّي سياسة تقويض المعايير والقوانين الدولية القائمة، وتبديلها بنظام مبني على قواعد تفرضها القوة، لا الحق، لنعود جميعا إلى شريعة الغاب.

منتدى آرميا-2019

الأسلحة الأكثر إثارة في منتدى "آرميا-2019" في روسيا (صور)
عرض لأحدث الدبابات والآليات المدرعة والروبوتات العسكرية الروسية وغير ذلك بكثير من الأسلحة المتطورة في معرض منتدى آرميا-2019 في روسيا. حيث ستقدم شركة أورال فاغون زافود الروسية نحو 20 نموذجاً من منتجاتها العسكرية في المعرض، منها دبابة أرماتا، التي تعتبر من أحدث الدبابات وأكثرها تطوراً في العالم، ودبابة تي-90-إم إس المعدلة، ونماذج معدلة من دبابات تي-72 الشهيرة، بالإضافة إلى عربات ناقلة للجنود بي إم بي تي-72.

فيما يتعلق بدبابة تي — 90 إم إس فهي عبارة عن نسخة مخصصة للتصدير إلى خارج روسيا. وهي مزودة بأجهزة الحماية النشيطة من الصواريخ المضادة للدبابات ومحرك قوي يضمن مواصفات ممتازة للسرعة والقدرة على المناورة وأجهزة الكمبيوتر التي تراقب عمل المحرك وأجهزة نقل الحركة.

المعرض يقدم أحدث نسخة من الروبوت القتالي الروسي أوران-9، الذي طوّر كآلية مصفحة ومجنزرة، قادرة على القيام بمختلف المهام القتالية والاستطلاعية حتى في أصعب الظروف.  وزود هذا الروبوت بأجهزة للتحكم به عن بعد بواسطة جهاز لاسلكي، أو غرفة تحكم ثابتة أو متنقلة، بالإضافة إلى أحدث أنظمة التصوير البصرية والليزرية والحرارية.

وهناك أيضا أنظمة مختلفة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع والطائرات، ورشاش كلاشينكوف المضاد للأفراد، ومدفع أوتوماتيكي رشاش من عيار 30 ملم، ومنظومة Sosna الصاروخية الموجهة المحمولة على عربة مجنزرة، والتي يمكن لصواريخها التعامل مع مختلف الأهداف المتحركة والثابتة، بما فيها الأهداف الجوية كالطائرات من دون طيار، والمروحيات والمقاتلات وحتى الصواريخ المجنحة، بالإضافة إلى مرابض ومواقع العدو المحصنة على الأرض.

ومن المعروضات المميزة أيضا سيكون هناك روبوت "بالادين" الذي بني على منصة عربة المشاة القتالية "بي إم بي — 3"، وزود بمدفع من عيار 30 ملم، ورشاش أوتوماتيكي من عيار 7.62 ملم، ومنظومة "كورنيت" المضادة للدروع والدبابات.

كما سيكشف المعرض عن المدرعة "بي تي- 3 إف" البرمائية المزودة ببرج قتالي متحكم فيه عن بعد. وهذا البرج مزود بنظام جيروسكوبي خاص بموازنة جهاز التسديد والأسلحة، ما يسمح بإطلاق النيران وتدمير الأهداف أثناء التحرك على الأرض وفي الماء على حد سواء.

وعلاوة على ذلك تم تزويد البرج القتالي للعربة المدرعة برشاش "كورد" عيار 12.7  ملم  ومقياس المسافة الليزري وجهاز التسديد الليلي وعداد الطلقات. يذكر أن مدرعة "بي تي — 3 إف" نصبت على منصة عربة "بي إم بي — 3" وتستخدم لنقل مشاة البحرية وأفراد قوات خفر الشاطئ وغيرها من القوات وكذلك لدعم قوات الإنزال ناريا.

وتتسع المدرعة  لـ17 فردا، بمن فيهم أفراد الطاقم. ولديهم جميعا مقاعد قابلة للطي تخفف الصدمة عند انفجار لغم أو عبوة ناسفة تحت العربة.

وأشار مدير شركة روستيخ لشؤون الأسلحة الكلاسيكية والذخائر والكيمياء، سيرغي أبراموف إلى أن مدرعة بي تي — 3 إف تتميز بالفاعلية العالية والمتانة وسهولة الصيانة والمواصفات القتالية الممتازة.

رايثون تكنولوجي والأسلحة الفرط صوتية

البنتاغون الأمريكي يحاول التخلص من العيوب التي تعانيها وسائط الدفاع الصاروخي الجوي الأمريكية، حيث قررت الشركة الأمريكية راثيون المصنعة لصواريخ كروز وأنظمة الدفاع الجوي والمجموعة الصناعية العسكرية ينايتد تكنولوجي تكوين مؤسسة مشتركة واحدة تدعى راثيون تكنولوجي. وهذا الدمج يهدف إلى تطوير أسلحة فرط صوتية وأنظمة دفاع جوي جديدة في الولايات المتحدة.

المؤسسة العسكرية الأمريكية كانت تعتقد أنه ليس هناك من دولة على الكرة الأرضية تعادلها من حيث القوة العسكرية معبرة عن ثقتها من التفوق التام لمقاتلاتها في المجال الجوي، ولهذا لم يتم إيلاء الاهتمام اللازم لوسائط الدفاع الجوي. وهكذا، ففي ترسانة البنتاغون صواريخ محمولة مضادة للطائرات، لمواجهة الأهداف المنخفضة، وهناك أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى مثل ثاد وباتريوت التي تنتجها شركة ريثيون، لكن لا توجد أي مجمعات لاعتراض الأهداف الجوية على المدى المتوسط.

فيما يتعلق بمنظومة باتريوت فهي تثير العديد من التساؤلات، على خلفية استخدامها من قبل المملكة السعودية، لاعتراض الصواريخ البالستية اليمنية من طراز سكود. ولكن حتى لو اعتمدنا الإحصاءات الرسمية المعلنة من القوات السعودية، فإن سكود تمكنت من اعتراض 12 صاروخا فقط من حوالي عشرين أطلقها الحوثيون على الرياض وضواحيها، على مدار العامين الأخيرين. وتبلغ تكلفة كل صاروخ سكود ثلاثة ملايين دولار على الأقل. وهذا وذاك، يدفع دول الخليج بشكل متزايد إلى البحث عن بديل لأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية. وليس أفضل من إس-400 لذلك. وقد عبرت المملكة السعودية وقطر مرارا عن عزمهما بدء مفاوضات مع روسيا لشراء هذه المنظومة، ولكنهما كانتا تجابهان بتحذير شديد من واشنطن كل مرة.

ومع ذلك، فمن الواضح أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، مثل صواريخ كينجال وتعني الخنجر الجديدة فرط الصوتية، ستخترق في نهاية المطاف سوق الأسلحة في الشرق الأوسط، خاصة إذا لم يكن لدى الأمريكيين ما يقدمونه كبديل. ومنه، ربما يكون الهدف الرئيس من دمج الشركتين هو خلق ما يقابل منظومة إس-400 والخنجر الروسي.

انهيار معاهدة الصواريخ بداية النهاية أم معاهدة متعددة الأطراف

الهيئة التشريعية في روسيا الاتحادية تصادق على تعليق المشاركة في معاهدة الصواريخ، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لضم دول وأسلحة أخرى إلى معاهدة جديدة. حيث أعلن مجلس الدوما الروسي عن موافقته على مشروع قانون مقدم من الزعيم الروسي فلاديمير بوتين لاتخاذ التدابير المناسبة حول معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى. وتزامن ذلك مع تقارير عن تغييرات محتملة للكوادر في مجلس الأمن القومي الأمريكي، فخبير الأسلحة تيم موريسون سوف يحل محل مديرة شؤون روسيا فيونا هيل. وهذا يدل على رغبة واشنطن في استبدال معاهدة متعددة الأطراف بالمعاهدة الثنائية التي يجري تعليق العمل بها.

القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الأمريكية يسعى للتوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يغطي مجموعة واسعة من الأسلحة وعددا أكبر من البلدان، بما في ذلك الصين التي تمتلك ترسانة لا يستهان بها.

وبحسب تقييم المراكز العسكرية الأمريكية فإن موريسون يتمتع بسمعة طيبة بين المحافظين، لذا فإن أي اتفاق بشأن الحد من التسلح يوافق عليه ويدعمه ترامب سيكون من الأسهل الحصول على تصديق الكونغرس عليه من اتفاق يسانده مؤيدو الحد من الأسلحة التقليدية فقط.

على كل حال يشير الخبراء العسكريون إلى إن هجمات الكترونية أمريكية قطعت الكهرباء في ثلاث دول لاتينية معا، كتدريب على ضرب أنظمة الطاقة في روسيا. فجهاز السي آي إي قام بتكثيف الهجمات الإلكترونية ضد أنظمة إدارة البنية التحتية في روسيا. تزامن ذلك مع انقطاع غير مفهوم للكهرباء في ثلاث دول، في وقت واحد: الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي.

لم يستبعد الخبراء أن يقوم القراصنة العسكريون الأمريكيون، مستقبلا، بمهاجمة شبكة الكهرباء الروسية لكن في حال تعرض الأخيرة لذلك فإن موسكو على إستعداد لشن هجمات سيبرانية كرد بالمثل.

إن التعطيل المتزامن لمحطات الطاقة في روسيا يمكن أن يؤدي إلى كارثة تقنية، وإذا استهدفت الهجمات المنشآت النووية، فسيكون ذلك تهديدا مباشرا لأمن البلاد مع عواقب أكثر خطورة. وبالتالي، فرد روسيا سيكون أقسى ما يمكن".

إعداد وتقديم: نوفل كلثوم

مناقشة