نائب لبناني: حادثة الجبل تهز السلم الأهلي ونتمنى أن لا تكون مرتبطة بالجو الإقليمي

اعتبر النائب في تكتل "لبنان القوي" سليم عون أن الحادث الأمني الخطير الذي وقع أمس في جبل لبنان يهز السلم الأهلي والاستقرار الداخلي.
Sputnik

قال عون في حديث خاص لـ"سبوتنيك": "لا أريد الدخول كثيرا في النوايا لأنها تتشعب، وهناك أمور في السياسة لم يعد يحملها أحد، هناك ذهنية وعقلية لا زالت كما هي ولم تتغير، لا تتقبل الآخر ولديها باعتقادها امتيازات تعتقد أنها من حقها، وتعتبر أن الخطر عليها إذا ساد منطق الدولة والعدالة والمؤسسات والحقوق".

ثلاثة جرحى بإطلاق نار على موكب وزير شؤون النازحين اللبناني في جبل لبنان

ولفت إلى أن "المناطق اللبنانية هي لكل اللبنانيين، وحق التعبير عن الرأي للجميع، وإذا الآراء مختلفة لا تواجه بالسلاح".

وأضاف: "الخطورة أنك تذكرنا بأيام نسيناها، اليوم مضى على انتهاء الحرب الأهلية 29 سنة وكل يوم يخبرونا بالمصالحات، وهنا خطورة الوضع عند الاصطدام بالواقع فعن أي مصالحة نتحدث؟ وما هذه المصالحة التي بلحظة يتم قطع طريق جولة مسؤول وليس أي مسؤول وليس فقط وزير، ولكنه بالواقع ليس فقط شخص جبران باسيل ولا وزير خارجية بل يمثل رئيس تكتل يضم 29 نائبا، ويضم 11 وزيرا، الإساءة له والاعتداء عليه هو اعتداء على 29 نائبا و 11 وزيرا وعلى كل إنسان يؤيد هذا الخط السياسي وينتمي له".

وتابع قائلا: "أصبحنا مثل شريعة الغاب لا تعجبني الزيارة أقطع الطريق ولو بقيت على قطع طريق وإحتجاج فليكن ولكن إطلاق نار على موكب نار من إبن المنطقة وقتل إثنين من مرافقيه ويعودوا ليحملوا الضحية السبب".

وأكد عون أن "هذه الحادثة تهز السلم الأهلي، وتهز الاستقرار الداخلي"، وتمنى أن "لا تكون مترابطة مع الجو الإقليمي، والتهديدات الإقليمية، وأن لا تكون مفتعلة، ولكنها كحادثة مفتعلة، ونتمنى أن تكون مفتعلة على صعيد داخلي وليست مربوطة بالخارج".

وتابع: "نحن بصدمة كيف أن هذه الذهنية لا تزال موجودة ومتحكمة وكأننا لا نزال في ظل الحرب الأهلية، كأننا نعيش في كانتونات وكل شخص لديه مفتاح كانتونته، وبعد قليل نريد أخذ تأشيرات للدخول إلى المنطقة، هذا ليس لبنان وليست المصالحة ولا هذه الحياة الواحدة".

مجلس الدفاع الأعلى في لبنان يقرر القبض على المتهمين بإطلاق الرصاص في منطقة عاليه

ورأى النائب اللبناني أن "الشعب اللبناني بأغلبيته يرفض هذا المنطق ويرفض العودة إلى الوراء ونحن اليوم أمام تحدي كبير، هذه العملية ليست مزحة، إما الدولة والعهد يفرضان منطق الدولة والمؤسسات والحقوق للجميع ومثلما ينص عليها الدستور أو فلنذهب لنفتش عن شيء آخر لننظم تعاطينا الداخلي مع بعضنا ونمزق دستورنا ولا نتكلم عن الحياة الواحدة، فلنتحدث عن مساكنة أو شيء آخر، وأنا لا أرى أننا سنصل إلى هنا ولكنني أحذر أن عدم المعالجة الحازمة والسريعة ستؤدي إلى ضعف ثقة المواطن بوطنه وبلده".

وأثنى على "وعي المسؤولين خاصة في الجبل من الطائفة الكريمة الدرزية ومن بقية الطوائف وكل المسؤولين، بمن فيه أهل الضحايا فريقنا السياسي".

وختم عون بالقول: "بحكمة جنبنا المنطقة فتنة كبيرة والذي قام بهذا العمل حكما كان يريد أخذنا للفتنة، وهناك عدة أحداث حصلت خلال هذه السنتين لضرب الاستقرار الداخلي والتسوية الرئاسية".

وتوجه التيار الوطني الحر في بيان إلى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان للتعزية بمقتل مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين، داعيا منصاري التيار في عالية إلى الابتعاد من أي احتكاك من أي نوع كان.

وكان رئيس الجمهورية اجرى عدة اتصالات لمعالجة الوضع الامني الذي اضطرب في منطقة عاليه.

وغرد رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط على حسابه عبر موقع "تويتر"، قائلا: "لن أدخل في أي سجال إعلامي حول ما جرى. أطالب بالتحقيق حول ما جرى بعيدا عن الأبواق الإعلامية. وأتمنى على حديثي النعمة في السياسة أن يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية دون استثناء، لكن الذي يرفض لغة نبش الأحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم".

يذكر أن موكب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب قد تعرض لإطلاق نار في منطقة قبرشمون، عاليه، خلال احتجاج أنصار الحزب التقدمي الإشتراكي على جولة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل للمنطقة، ما أدى إلى سقوط قتيلين من مرافقي الوزير صالح الغريب.

مناقشة