نائب رئيس حزب الأمة لـ "سبوتنيك": الشعب هو الضامن الأكبر للحل في السودان

ضرب الشعب السوداني مثلا لشعوب العالم في كيفية الحفاظ على التعبير السلمي وعدم الانجرار إلى العنف في التعبير عن حقوقه طوال ستة أشهر مضت من عمر الثورة، لم تنجح كل القوى في الداخل والخارج إدخاله في سيناريو الدم المعروفة نتائجة مسبقا.
Sputnik

حول عودة التفاوض مع المجلس العسكري والسيناريوهات القادمة ومصير حراك الشارع وقوى الحرية والتغيير بعد تشكيل المجلس السيادي ومجلس الوزراء كان لـ"سبوتنيك" مقابلة مع اللواء فضل الله برمة ناصر، نائب رئيس "حزب الأمة" أكبر الأحزاب السودانية.

بدء إطلاق سراح أسرى جيش تحرير السودان البالغ عددهم 235 سجينا
سبوتنيك: ما الجديد بعد عودة التفاوض بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري؟

ليس هناك جديد يذكر، الشيء الصحي والإيجابي هو أن الجانبين التقوا مع بعضهم البعض، وهي ظاهرة جيدة نظرا لأن الحوار كان متوقفا، أما على مستوى القرارات فتم إطلاق سراح من تم اعتقالهم في مسيرات 30 يونيو الماضي، كما تم الاتفاق على أن يكون عدد أعضاء المجلس السيادي "11" عضوا (5+5+1)، وأن تكون الفترة الانتقالية عامين، أهم شيء فيما حدث هو مبدأ فتح باب الحوار.

سبوتنيك: هل تلك الجولة من المفاوضات ستبني على ما سبق التوافق عليه أم ستبدأ من جديد؟

كم كنا نتمنى منذ البداية أن يصل الطرفان إلى توافق من أجل الوصول بالسودان إلى بر الأمان، لكن وبكل أسف سارت الأمور في السابق ببطء ومازالت حتى بعد بدأ أو استئناف عملية التفاوض مازالت الأمور بها نوع من التعسف وتسير ببطء، ونأمل في تلك الجولة من التفاوض أن نخطو خطوات نحو الحل.

سبوتنيك: برأيكم من سيتولى الرئاسة الأولى للمجلس السيادي؟

أعضاء المجلس العسكري الانتقالي ووفقا للقرائن والظواهر الحالية لن يتنازلوا عن رئاسة المجلس السيادي وبالتالي سيتولى البرهان هذه الرئاسة، لكن الإشكالية الثانية"أين موقع الفريق حميدتي" ويجب أن يكون هناك نائبين للبرهان من أشخاص مدنيين طالما يصر المجلس العسكري على رئاسة الفترة الانتقالية.

سبوتنيك: هل تتوقف التظاهرات والحشود الجماهيرية خلال الفترة القادمة؟

مازالت قوى الحرية والتغيير تصر على استمرار برنامج الفعاليات الثورية كما هو دون تغيير، إن لم يكن هناك جديد على أرض الواقع، وأنا أتمنى أن يحدث الجديد عن طريق التوافق بين الجانبين، ونتجنب الخروج مرة أخرى إلى التظاهرات والاعتصامات والتي سيكون بلا شك لها ثمن فادح.

سبوتنيك: قلل المجلس العسكري من شعبية الحرية والتغيير وتحدث عن تفويض شعبي… ما رأيك؟

الحرية والتغيير هي التي تمتلك ناصية الشارع وقد أكدة المليونيات الأخيرة في 30 يونيو هذا الواقع، وأعتقد أن المجلس العسكري قد اقتنع بذلك وبناء عليه قبل الوساطة الأفروإثيوبية، ونتمنى أن يحكم الطرفان العقل ويضعا مصلحة السودان فوق كل المصالح، ويتوصلوا إلى حلول مرضية تخرج السودان من حافة الهاوية إلى بر الأمان.

سبوتنيك: من الضامن لما سيتم التوصل إليه بين الطرفين؟

 الضامن لما يتم التوصل إليه هم طرفا التفاوض، والضامن الحقيقي هو الشعب السوداني، وإذا خرجت المفاوضات برؤية مقنعة ستكون هي الضامن الأساسي، أما كل الوساطات الخارجية فهي بمثابة روافع للعمل الداخلي السوداني، الشعب هو الضامن بناء على ما يتم تحقيقه من المطالب التي نادى بها، حتى الآن ليست هناك أي ضمانات لكن أتوقع أن يصل الطرفان خلال المفاوضات إلى ميثاق لحماية الجانبين وحقوقهم ويوقع عليه الطرفان.

سبوتنيك: لماذا تأجل الحديث عن المجلس التشريعي في مفاوضات الجانبين؟

تم تأجيل مناقشة تشكيل المجلس التشريعي مؤقتا، وأعطيت الأولوية لتشكيل مجلس السيادة ومجلس الوزراء، بعد يتم الانتقال إلى المجلس التشريعي وكيفية تكوينه واختيار أعضاءه والمعايير التي يمكن أن يعتمد عليها.

سبوتنيك: بعد تجميد العمل بالدستور… ما هي القوانيين التي تحكم السودان الآن؟

الدستور السوداني مجمد، والأفضل حاليا أن يتم الإسراع في إصدار إعلان دستوري يحدد واجبات ومهام كل المكونات السياسية في تلك المرحلة سواء بالنسبة للمجلس التشريعي أو مجلس الوزراء، فلا بد من الإعلان الدستوري الذي يحدد مهام وصلاحيات كل طرف.

سبوتنيك: ما هو الموقف من المؤتمر الوطني وأحزاب الحوار في عصر البشير؟

نتيجة للتباطؤ والتلكؤ في حسم الأمور بين قوى الحرية والتغيير في حسم الأمور جعل تلك الأحزاب الغير مقبولة شعبيا والتي قامت عليها الثورة تظل برأسها من جديد، تلك الأحزاب غير مقبوله من الشعب السوداني، لذا اللجوء إليها والتعامل معها مضيعة للوقت ويشعل الأمور ويعقدها، لا مجال لكل من كانوا ينتمون إلى المؤتمر الوطني حتى يوم 11من إبريل/نيسان الماضي، لا مجال لهؤلاء في المشاركة في الحياة السياسية في الوقت الراهن، أما من ميزوا مواقفهم وإنحازوا للشعب قبل سقوط النظام، هؤلاء الباب مفتوح أمامهم للمشاركة في الحياة السياسية، وشدد على ابعاد قيادات وأعضاء المؤتمر الوطني وكل من شارك حتى يوم سقوط البشير، هؤلاء لا مجال لهم في الفترة الانتقالية ولكن يشاركوا في الانتخابات

ما الذي يحمله وفد الجامعة العربية إلى الخرطوم
سبوتنيك: لماذا انسحب حزب الأمة من المشاركة في الحياة السياسية في المرحلة الانتقالية؟

أعلنا موقفنا من البداية بعدم مشاركتنا في مجلس الوزراء والمجلس السيادي حرصا منا على عدم دخول الفترة الانتقالية في عمليات المحاصصة السابقة، الأمر الذي ستكون له آثار كارثية على الثورة ومبادئها، لذا قررنا عدم المشاركة لإتاحة الفرص للثورة وعلى القوى السياسية الأخرى وكل من له لون سياسي معروف أن لا يشارك، وأن يترك المجال للخبراء والمهنيين أصحاب الاختصاصات والسيرة الذاتية الحسنة، لأن السودان في أشد الاحتياج لأبناءه أصحاب الكفاءات لإخراحه من أزماته الحالية بطرق علمية وبخبرات أبناء الوطن، ونتمنى أن تحذو كل القوى حذونا ولا ندخل في محاصصات.

سبوتنيك: قد يرد على عدم مشاركتكم… خشيتكم من الإنقلاب عليكم مرة أخرى؟

هذا ليس صحيحا وقد علقنا مشاركتنا في تلك المرحلة للخروج بعيدا عن المحاصصة التي عانت البلاد منها كثيرا، وثاني الأسباب أن أي شرعية تأتي من الشعب، وكل من سيتولى خلال المرحلة الانتقالية لم يكتسب شرعيته من الشعب، وسوف نشارك بعد الفترة الانتقالية وسندخل الانتخابات ولكن بسند شعبي، نحن لا نتخوف من شىء لأن الشعب بالأساس هو صاحب السلطة ويمنحها لمن يريد وهذا لا يتأتي إلا بالانتخابات الحرة والنزيهة، نحن لا نريد أن نخطو خطوات يكون ضررها أكثر من نفعها، وسارت الكثير من الأحزاب العقلانية في نفس الطريق الذي سار فيه حزب الأمة وقرروا عدم المشاركة خلال تلك الفترة لأن الوضع العام يتطلب جمع الكلمة وتوحيد الصف.

سبوتنيك: ما هو مصير قوى الحرية والتغيير بعد تشكيل المجلس السيادي والحكومة؟

الحرية والتغيير هي مجموعة تكتلات وأحزاب، وخلال الفترة الانتقالية سوف تقوم تلك القوى بإعداد نفسها للانتخابات وفي نفس الوقت تراقب سير الفترة الانتقالية، وهل تسير وفق المتفق عليه أم لا.

أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب

مناقشة