راديو

هل تنجح الولايات المتحدة في سحب العراق إلى جانبها في أزمتها مع إيران

التقى وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، في بغداد المبعوث الأمريكي الخاص للعراق وسوريا جيم جيفري، وبحث معه استمرار الدعم الذي تقدمه واشنطن للقوات المسلحة العراقية في حربها ضد تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا).
Sputnik

عبد المهدي: العراق لا يريد أي إجراء تصعيدي في المنطقة
وأكد وزير الدفاع العراقي أن الحكومة العراقية تتعامل مع الأزمة في المنطقة بحكمة ووفق مصالح العراق والمنطقة، ولن تسمح باستخدام أراضي العراق للقيام بأي عملية عسكرية.

 وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي إلى العراق في الوقت الذي تقوم فيه القوات العراقية المشتركة بعمليات عسكرية على الحدود العراقية-السورية. فهل نقل المبعوث الأمريكي قلق بلاده من التحركات العسكرية العراقية على الحدود السورية؟ أم أنه جاء بخطة أمريكية جديدة في المنطقة، الأمر الذي أعلن فيه وزير الدفاع العراقي رفضه استخدام أراضي العراق للقيام بأي عملية عسكرية؟

عن هذه الزيارة تحدث لبرنامج أين الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" مدير وحدة البحوث السياسية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور عزيز جبر شيال، قائلا:

"العمليات العسكرية العراقية انطلقت لغرض تحقيق النصر النهائي على التنظيمات الإرهابية والتي تأتي بالتزامن مع ما يجري في إدلب السورية، وإن لم يكن هناك تنسيق بين الطرفين، إلا أنها أتت في وقت متقارب، مما تؤكد عزم القوى الوطنية في العراق وسوريا على التخلص من الإرهاب نهائيا"

وتابع شيال، "زيارة المبعوث الأمريكي إلى العراق في هذا الوقت يعطي رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد للمنطقة أن تستقر، وهذا ما نراه من خلال قيام الولايات المتحدة بدفع إسرائيل من أجل توجيه ضربات إلى سوريا، كما أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى العراق تأتي بحجة الحيلولة دون حصول تماس بين القوات العراقية والأمريكية المتواجدة على الحدود العراقية السورية، وهذه القوات الأمريكية يتلخص هدفها في منع القوات السورية من إنهاء الإرهاب، حيث يريد الأمريكان أن يبقى الإرهاب حصى في يدهم، فمنطقة الشرق الأوسط إن استقرت، فإنها سوف تذهب نحو الإعمار والبناء، وهناك أطراف كثيرة لا تريد ذلك."

وحول الأزمة الأمريكية-الإيرانية، يقول شيال، "سوريا والعراق يُعدان من المؤيدين لإيران في صراعها مع الولايات المتحدة، فعلى الرغم من التصريحات المتكررة للقيادات العراقية في أنها غير معنية بالصراع بين الدولتين، إلا أن هناك ضرورات حتمية تدفع العراق نحو إيران، منها قضية السلع الإيرانية التي يستفاد منها السوق العراقي، كونها رخيصة وقريبة من العراق، وهي قضية تقلق الولايات المتحدة التي لا تريد وجود أي منفذ مالي لإيران يدعم اقتصادها الذي أخذ يترنح بسبب العقوبات الأحادية، لذلك قد يكون المبعوث الأمريكي بحث في العراق مسألة الجزرة التي تعطى للعراق من أجل تجنب العصا الأمريكية."

وأضاف شيال، "إذا ما استجاب العراق للضغوطات الأمريكية فإنه سوف يخسر كثيرا، فالعراق لا ينفعه إلا النهج المستقل وتعزيز علاقاته مع دول الجوار، لكن هذه الزيارة وجميع الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الأمريكيون إلى العراق هدفها جعل الأخير يقف في الصف الأمريكي."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة