المسلحون "الشيشان" يعززون سيطرتهم على طريق استراتيجي شمالي سوريا

ارتفعت وتيرة الاشتباكات شمال غرب حماة بعد زج "النصرة" لأعداد كبيرة من الإرهابيين الشيشانيين من قوات النخبة ما مكن التنظيمات الإرهابية من السيطرة على بلدة الحماميات الواقعة على طريق إستراتيجية بين بلدتي محردة والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي.
Sputnik

وقال مراسل "سبوتنيك" في حماة إن وتيرة الاشتباكات ارتفعت خلال الساعة الماضية على محور بلدة الحماميات بريف حماة الشمالي الغربي مع زج التنظيمات الإرهابية لأكثر من 1000 مسلح من قوات النخبة الذين يتحدر معظمهم من الجنسية الشيشانية.

المبعوث الأممي إلى سوريا: التوصل لاتفاق بشأن تشكيل لجنة الدستور "قريبا"
ونقل المراسل عن مصدر ميداني سوري قوله: إن "أعداداً كبيرة من المجموعات المسلحة تقدر بأكثر من ١٠٠٠ مسلح معظمهم من الجنسية الشيشانية ممن يتبعون لقوات النخبة في "هيئة تحرير الشام" المسماة بالعصائب الحمراء، إضافة إلى مئات الإرهابيين الآسيويين من تنظيم "الحزب الإسلامي التركستاني"، تم زجهم خلال الساعات الأخيرة في الهجوم الذي تتعرض له مواقع الجيش في الحماميات منذ ساعات، حيث تمت مهاجمة مواقع الجيش السوري عبر الانغماسيين والانتحاريين بعد عملية استهداف صاروخي ومدفعي كثيف".

وأضاف المصدر، أنه مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات أخلت قوات الجيش نقاطها على محور الحماميات وانسحبت إلى مواقع دفاعية، في حين يوجه سلاحا المدفعية وراجمات الصواريخ سلسلة رمايات دقيقة باتجاه مواقع المسلحين في اللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين وخان شيخون بين ريفي حماة وإدلب، مشيراً إلى أن سلاح الجو يقوم جحاليا بتوجيه ضربات لقطع خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية.

وومع سيطرتها على بلدة الحماميات، تعزز التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي مواقعها القاطعة لطريق "محردة السقيلبية" الإستراتيجي، حيث تمكنت مسبقا من السيطرة على بلدة تل ملح على الطريق نفسه.

وتشكل "كتائب العصائب الحمراء" قوة النخبة الضاربة في تنظيم جبهة النصرة الإرهابي (المحظور في روسيا)، وتضم في صفوفها مقاتلين من جنسيات أسيوية وأوربية وعربية "خليجية ومصرية وليبية وتونسية".

وتعد مجموعات العصائب الحمراء أكبر أقسام قوات النخبة في "هيئة تحرير الشام" التي يتخذها تنظيم جبهة النصرة واجهة له في إدلب، ويتميز عناصرها بوضع عصائب حمراء اللون "أشرطة حمراء" على رؤوسهم، أسوة بالصحابي أبي دجانة الذي اشتهر تاريخيا بوضع  عصابة حمراء يرتديها فتُميّزه في المعارك، وقد تم تأسيسها على يد الإرهابي مصري الجنسية أبو اليقظان المصري الأمير الشرعي العسكري في جبهة النصرة.

عمار الأسد يكشف علاقة "صفقة القرن" بإرسال قوات بريطانية وفرنسية إلى سوريا
واشتهرت كتائب العصائب الحمراء بدموية إرهابييها وبارتكابهم مجازر وحشية بحق المدنيين وبحق الأسرى من الجنود السوريين، كما تشتهر بتكفيرها لكل من يعارضها.

وبحسب تقارير استخبارية وإعلامية فقد رعت شركة بلاك ووتر إسلامية تدعى "تاكتيكال الملاحم" تأسيس وتدريب كتائب العصائب الحمراء، ويعود تأسيس هذه الشركة إلى مقاتلين جاؤوا من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وغالبيتهم خدموا في القوات الخاصة في بلدانهم، وعملوا في الأراضي السورية برئاسة الإرهابي "أبو سلمان البيلاروسيّ"، وتقوم هذه الشركة بتدريب معظم التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب بما فيها التنظيمات التابعة لتركيا.

ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتيلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا، وحيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.

وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم، إن لم يكن الوحيد.

مناقشة