سيناريوهات التصعيد الأوروبي الإيراني بعد دخول ناقلات النفط ساحة التوتر

تتصاعد رقعة التوترات في المنطقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جانب، وإيران من جانب آخر، خاصة مع دخول ناقلات النفط لمسرح التوترات.
Sputnik

حسب آخر التطورات في المشهد نفت إدارة العلاقات العامة في المنطقة الخامسة للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني "مزاعم مصادر من وزارة الدفاع الأمريكية حول محاولة الحرس احتجاز ناقلة نفط بريطانية في الخليج"، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.

نفي الحرس الثوري الإيراني جاء ردا على ما قالته الحكومة البريطانية، اليوم الخميس، إن 3 قوارب إيرانية حاولت احتجاز إحدى ناقلات النفط التابعة لها في مضيق هرمز.

تزامن مع ذلك أيضا  قول مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس 11يولي/ تموز، إن 5 قوارب يعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني، اقتربت من ناقلة نفط بريطانية في الخليج، أمس الأربعاء.

التوترات المستمرة تأتي بعد احتجاز حكومة جبل طارق، الخميس 4  يوليو/ تموز، ناقلة نفطة إيرانية للاشتباه في أنها تحمل نفطا خاما إلى سوريا، في عملية ذكر مصدر قانوني أنها قد تكون أول اعتراض من نوعه بموجب عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي.

واستدعت الخارجية الإيرانية في وقت سابق السفير البريطاني في طهران، روب ماكير، للتشاور حول احتجاز ناقلة النفط في مضيق جبل طارق عقب الحادثة.

إمكانية التراجع عن التصعيد 

من ناحيته قال جميل الذيابي الكاتب الصحفي السعودي، إن تزايد التوترات في المنطقة خاصة فيما يتعلق بناقلات النفط، قد تقود المنطقة إلى الحرب على الرغم من أنه لا أحد يريدها.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" الخميس 11يوليو/ تموز، أن السعودية ودول الخليج ملتزمون بحماية أمنهم واستقرارهم، وأن الرياض لن تسمح بالتأثر بالتوترات في المنطقة، إلا أنها تؤكد أنها ليست راغبة في مثل هذه الحرب، وأن الهدف  يتمثل في عملية الردع ضد أي محاولات لجر المنطقة إلى الحرب والدمار مجددا.

وتابع أن السعودية دولة محورية، وتعرف كيف تتصرف، وحين تتوقف إيران عن هذه الممارسات ودعم الجماعات " حسب وصفه"، فإن المجال يظل مفتوحا للنقاش بين دول الخليج وإيران بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إلا أنه على إيران أن تتوقف عن ممارساتها، وإلا لا يمكن القبول بالجلوس معها.

وتابع أن حرب الناقلات قد تعود للمشهد الذي وقع في ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب بين إيران والعراق، والتي خلفت الكثير من الأضرار حينها.

وأوضح أن استمرار إيران في ارتكاب نفس الأخطاء قد يتسبب في معاناتها لوقت طويل، خاصة أن الإقدام على أية أعمال ضد واشنطن أو حلفائها في المنطقة، سيضر بإيران أولا، نظرا للأوضاع الاقتصادية المتردية في الداخل الإيراني.

وشدد على أن إعادة انتشار القوات الأمريكية في الخليج، لا يعني أن الأمر  استعراض قوة، وأن هناك خطوات تكتيكية قد تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه في مقابل التصعيد الإيراني، يقابل بتحذيرات من الجانبين الأوروبي والأمريكي، و أنه لا يمكن القبول بما وصفها بـ" بالتجاوزات الإيرانية". مؤكدا على أنه لا أحد يريد الحرب.

الدور البريطاني

من ناحيته قال المحلل اللبناني، إن المبادرة البريطانية للدخول في اشتباك المضائق المستمر وهذه المرة بإيقاف ناقلة نفط إيرانية في مضيق جيل طارق، جعل بريطانيا عمليا شريك مباشر في الاشتباك الأوسع المتعلق بقرار الولايات المتحدة بمحاصرة إيران.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم: "يفترض في بريطانيا الشريك المتبقية في مجموعة 4+1، أن تكون معنية بموقفها الأوروبي، إلا أنها اختارت الولايات المتحدة لا أوروبا.

وتابع أن إيران لن تتوقف عن الرد على مسألة احتجاز ناقلتها في مضيق جبل طارق، وتجديد هذا الاحتجاز لمدة 14 يوما،,انها تتحين أول فرصة للرد على احتجاز الناقلة بما يوازيها عمليا ومعنويا.

وشدد على أن كل الأحداث والوقائع تشير إلى سير الأوضاع في السياق التصعيدي، إلا أن الموقف الأوروبي مرتبك، وأن إيقاف الناقلة يشكل أحد أوجه هذا التخبط.

وأوضح أن زيارة الموفد الفرنسي إلى إيران إيمانويل بون، وهو مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعد محاولة من الفرنسيين والأوروبيين لتصحيح الأوضاع، إلا أنها في إطار اللاموقف الذي تتخذه أوروبا أكثر من عام.

مناقشة