وسائل إعلام: وصول "إس-400" إلى أنقرة دليل على فقدان أمريكا نفوذها

قال جان مارك فور، الكاتب الصحفي في "راديو فرانس"، إن وصول أنظمة الصواريخ الروسية "إس-400" المضادة للطائرات إلى أنقرة، رغم استياء البيت الأبيض، يمكن أن يغير ميزان القوى الجيوسياسي في العالم.
Sputnik

وذكر الصحفي أن هذه الصفقة تعتبر نجاحا تجاريا لروسيا ودلالة على اعتزام تركيا الابتعاد عن النفوذ الأمريكي.

وقال جان مارك فور، مدير تحرير الأخبار الدولية في إذاعة فرنسا،

إن "البريد الذي وصل إلى تركيا صباح يوم 12 يوليو/ تموز قادر على تغيير ميزان القوى الجيوسياسية".

وأشار الصحفي في المحطة الإذاعية، إلى أن طائرة الشحن من روسيا سلمت الدفعة الأولى من مكونات أنظمة الصواريخ الدفاعية الروسية "إس-400" وأنظمة الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا — إلى أنقرة. وتفيد التقارير أنه بحلول نهاية الصيف، يجب أن تتلقى تركيا 120 صاروخا، وبحلول نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، ينبغي تنشيط النظام الذي يسمح لها باعتراض أي هدف جوي، بما في ذلك الطائرات الشبح. لهذا كله، دفعت تركيا أكثر من ملياري يورو.

وأضاف فور أن غرابة الموقف هي أن تركيا، التي هي عضو نشط في الناتو منذ 70 عاما، وثاني أكبر قوة عسكرية و"معقل التحالف على الجبهة الشرقية"، تشتري معدات عسكرية متقدمة من روسيا، "العدو التقليدي" لحلف شمال الأطلسي.

ويتابع الصحفي قائلا أنه:

"على الرغم من مخاوف أعضاء الحلف بشأن سلامة البيانات التشغيلية لحلف الناتو في ضوء وصول المتخصصين العسكريين الروس إلى تركيا وتحذير واشنطن من رفض تسليم مقاتلات F-35 إلى أنقرة في حالة وصول الصواريخ الروسية، فقد حدث هذا. ويبقى الآن انتظار رد فعل الولايات المتحدة، التي يمكن أن يكون ردها على شكل عقوبات اقتصادية، مشيرا إلى أن الاقتصاد التركي في وضع صعب بالفعل — فقد وصل معدل التضخم في البلاد إلى 20٪.

ويخلص الكاتب إلى أن: " لذلك، هذه ليست مجرد قصة حول توريد الأسلحة، إنها نقطة تحول، وفي المقام الأول تدل على نية تركيا "الالتفاف" نحو روسيا والصين، وليس أوروبا والولايات المتحدة، كما كان من قبل. وبالنظر إلى الدور المحوري لتركيا (بشأن النهج تجاه سوريا والعراق وإيران)، فإن رد الفعل المتسلسل المحتمل يمكن أن يكون خطيرًا، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الصفقة "نجاحًا تجاريًا رمزيًا" لروسيا — والآن تفكر دول أخرى، بما في ذلك الهند وقطر والسعودية، في شراء إس-400، كان هذا الحدث دليل آخر على فقدان النفوذ الأمريكي"، والذي لم يستطع ع فرض إرادته على حليف تاريخي".

مناقشة