دبلوماسيون: أمريكا تسعى لكسر الـ"تابو" وتحويل بوصلة العداء من إسرائيل نحو إيران

زيارة مرتقبة لمستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى المنطقة العربية مرة أخرى بعد أيام، وسط تساؤلات عديدة بشأن الأهداف، خاصة بعدما وصفت "ورشة البحرين" بأنها فاشلة.
Sputnik

نقابة الصحفيين العراقيين تهدد من زاروا إسرائيل بعقوبات "رادعة"
سفيران تحدثا  لـ"سبوتنيك" حول أهداف الزيارة والإصرار الأمريكي على مواصلة فرض ما يعرف بـ"صفقة القرن"، في ظل الرفض الفلسطيني، والتأكيد العربي على أنه لا سلام دون حل الدولتين، وهو الشق الذي لم تتحدث عنه الإدارة الأمريكية ومبعوثها إلى الشرق الأوسط.

قال السفير حازم أبو شنب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، إنه "رغم الفشل الذي منيت به ورشة البحرين الاقتصادية التي عقدت الشهر الماضي بشأن فلسطين، إلا أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، يصر على تطبيق فكرة تمكين "دولة الاحتلال" وزيادة حجم التعاون بين الدول العربية وإسرائيل".

ويرى أبو شنب أن الجولة الجديدة لكوشنر في المنطقة "تهدف لتنفيذ رؤية الولايات المتحدة باستكمال التطبيع بين العرب وإسرائيل، وإفساح المجال أمام سيطرة إسرائيلية أكبر".

وشدد على أن الإدارة الأمريكية "تسعى لكسر "التابو" القديم، وتحويل بوصلة العداء من إسرائيل نحو إيران، حيث يسعى كوشنر إلى دمج إسرائيل في المحيط العربي، مستغلا التوترات مع إيران لتحقيق أهدافه".

وشدد على أن "المحاولات المتعددة للجانب الأمريكي لا يمكنها إحداث أي اختراق في الموقف الفلسطيني، المتمسك بحقوقه المشروعة والقانونية دون أي انتقاص".

وفيما يتعلق بالموقف العربي تجاه خطة الولايات المتحدة، قال أبو شنب إنه "يصعب في الوقت الراهن الحديث عن موقف عربي موحد، خاصة في ظل تغير معايير الأمن القومي لدى بعض الدول في الخليج، التي تعتبر أن إيران هي المهدد الأول لأمنها القومي، فيما تتمسك معظم الدول العربية بأن إسرائيل هي المهدد الأول لأمنها القومي".

يتفق حول الرؤية ذاتها السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، بأن الإدارة الأمريكية لديها "الإصرار على مواصلة خطتها رغم الموقف الفلسطيني الرافض، وكذلك الموقف العربي".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن "ورشة البحرين لم يخرج عنها أي التزام بشأن المبالغ المقررة، فضلا عن أن كوشنر لم يتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، في ظل التمسك العربي بمبادرة السلام".

ويوضح حسن أن "الإصرار الأمريكي يرتبط بالانتخابات الأمريكية المقبلة، وهو ما يدفع كوشنر لعدم التراجع في الوقت الراهن، بحيث يمني الفلسطينيين بالحل السياسي بينما يبرر كل ممارسات الجانب الأمريكي لتصفية القضية".

وشدد مساعد وزير الخارجية المصرية على أن "الإدارة الأمريكية وإسرائيل سعيا منذ فترة طويلة بتوجيه بوصلة العداء تجاه إيران، وأن الإدارة الأمريكية عملت على الأمر منذ غزو الكويت، فيما عملت إسرائيل تباعا على ذلك".

وقال كوشنر، إن "معارضة إيران تُقرّب بين العرب وإسرائيل، وأنه "ليس هناك تهديد للأمن الإقليمي أكبر من إيران، ومعارضتها باتت تقرب بين العرب وإسرائيل".

وتابع: "في حين أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيُترجم إلى مزيد من الأمن بين الجانبين، فإنه سيقلل من أثر إيران في العالم العربي"، كما ذكر في مقابلة أجراها مع شبكة "فوكس نيوز"، أذيعت مقتطفات منها، اليوم الاثنين.

ووصف كوشنر ورشة عمل المنامة التي أطلقت فيها واشنطن، الشهر الماضي، الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام، بأنها أسفرت عن "نجاحات هائلة".

وأضاف أن "هذه الورشة أطلقت المجال لمحادثات جديدة في العالم العربي حول مستقبل الشعب الإسرائيلي والفلسطيني".

واستضافت البحرين الشهر الماضي أعمال "مؤتمر المنامة"، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، بمشاركة عربية ودولية ضعيفة، مقابل مقاطعة تامة من جانب فلسطين ودول عربية أخرى.

وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إن مستشار الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، سيبدأ الأسبوع المقبل جولة للشرق الأوسط بغية وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل خطته للسلام المعروفة بـ"صفقة القرن".

مناقشة