ولبتر يد روسيا في أمريكا اللاتينية بعد تطور واضح على كافة الصعد في العلاقة مع روسيا في السنوات الأخيرة بشكل خاص لكنها فشلت كما فشلت في إسقاط أنظمة حكم في مناطق أخرى كما هو الحال في سوريا، وإشعال نيران الخلافات والنزاعات في مناطق أخرى كما في كوريا الشمالية وإيران، لكن تبقى الأزمة المفتعلة في فنزويلا أزمة مستجدة قياساً بالأزمة المفتعلة في سوريا ومناطق أخرى، وروسيا طبعا لعبت وتلعب دوراً أساسياً في الملفين على الصعيد الدولي.
تجري في هذه الفترة مفاوضات بين وفد عن الحكومة الفنزويلية ووفد عن المعارضة بقيادة غوايدو في العاصمة النرويجية أوسلو من أجل إنهاء النزاع في البلاد، الذي استمر عدة أشهر وأفادت مصادر إعلامية في وقت سابق، أن وفد الحكومة يضم وزير الإعلام، خورخي رودريغز، فيما يشارك العضو البارز في الجمعية الوطنية، ستالين غونزاليز، في المفاوضات من جانب المعارضة، فهل دخلت روسيا في عمق الأزمة الفنزويلية .
هل الأجواء الحالية في ظل التدخلات الخارجية مؤاتية لأي توافق بين الحكومة والمعارضة؟
في حال فشلت المفاوضات بين الحكومة والمعارضة ماهي السيناريوهات المحتملة؟
إلى أي حد يمكن أن تذهب روسيا إلى دعم الحكومة الشرعية في البلاد خاصة في ظل تهديدات أمريكية بحل عسكري؟
هل يمكن أن يتكرر سيناريو التدخل الروسي في حل الأزمة بما يشبه الوضع في سورية وهل هو ممكن أصلاً وماهي تبعاته؟
حول الأجواء الحالية وإمكانية التوافق بين الحكومة والمعارضة يرى الأكاديمي و أستاذ علم الإجتماع السياسي الدكتور محمد سيّد أحمد أن "كل المحاولات ستبوء بالفشل، لأن الحكومة حكومة وطنية والمعارضة معارضة غير وطنية وتعمل في خدمة أجندة خارجية، وهذه المعارضات التي تعمل لصالح أجندات خارجية لايمكن أن تنجح، ولايمكن أن تتوصل إلى تفاهمات حقيقية مع الدولة الوطنية.
والدولة الوطنية تعمل على تفويت الفرصة على قوى العدوان الخارجي وقوى المؤامررة الخارجية من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن مثل هذه المعارضة غير الوطنية لايمكن أن تكون حريصة على الوطن وعلى الدولة الوطنية وعلى مجتمعها ولذا الدولة الوطنية تفوت الفرصة على الأمريكي الذي يدعم هؤلاء ممن ا يسمّون أنفسهم المعارضة "
بخصوص الخطر وإمكانية تكرار سيناريوهات الشرق الأوسط في فنزويلا قال سيد أحمد " أعتقد أن مثل هذا السيناريو لايمكن أن يحدث بهذا الشكل في أمريكا اللاتينية وخاصة أن فنزويلا دول تناهض السياسات الأمريكية والصهيونية منذ زمن بعيد ولديها القدرة كبيرة على التعامل مثل هذه القضايا ومثل هذه المؤمرات، لأن هذه المؤامرات ليست جديدة فهي ممتدة منذ زمن وقد حاولت الولايات المتحدة قلب نظام الحكم في عهد الرئيس تشافيز وفشلت أكثر من مرة في إحداث إنقلابات عسكرية، وهنا نؤكد أن السيناريو الأبعد بمحاولات التدخل العسكري أو محاولة القيام بعمل عسكري أمريكي في فنزويلا مستبعد إلى حد كبير خاصة أن العالم تشكل بشكل جديد في ظل وجود قطب روسي، والحرب في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الحرب والعدوان على سورية بتدخل مباشر وأنا أعتقد أن روسيا لايمكن أن تترك الساحة للأمريكي ليعربد فيها كما يحلو له وخاصة أن هذه المناطق مناطق نفوذ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق