بعد إعلان أمريكا وإيران إمكانية التفاوض... هل تشهد الأزمة النووية انفراجة قريبة

بعد فترة طويلة من التصعيد، بدت اللهجة الأمريكية الإيرانية أقل حدة في التصريحات الأخيرة التي خرجت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الإيراني حسن روحاني.
Sputnik

النبرة الهادئة طرحت للواجهة عدة سيناريوهات، أهمها إمكانية الوصول إلى انفراجة للأزمة النووية القائمة، عبر مفاوضات قريبة قد تكون بشكل مباشر وعلني، أو عن طريق الوسطاء.

روحاني: إيران لم ولن تفوت فرصة التفاوض مع الولايات المتحدة
وقالت طهران إن هناك إمكانية للتفاوض، وأنها لن تضيع فرصة للتفاوض مع واشنطن، فيما صرح ترامب بأن إيران لم تخسر أية مفاوضات.

نبرة هادئة

اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أن إيران لم تربح حربا على الإطلاق، لكنها لم تخسر أية مفاوضات.

وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "تذكروا فقط، أن إيران لم تربح الحرب بتاتا، لكنها لم تخسر مفاوضات".

وأعربت الإدارة الأمريكية مرارا عن رغبتها في التفاوض مع السلطات الإيرانية، الأمر الذي لم تخفيه طهران أيضا، إذ عبر الرئيس الإيراني حسن روحاني في الـ24 من الشهر الجاري، عن استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن طهران لم ولن تضيع فرصة التفاوض مع واشنطن.

وأكد روحاني أن بلاده مستعدة لمفاوضات عادلة وقانونية تحفظ عزتها، مضيفا أن طهران لن تستسلم في أي مفاوضات.

نتائج ملموسة

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أمس الإثنين، إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ممكنة إذا استندت إلى جدول أعمال يمكن أن يؤدي إلى نتائج ملموسة، لكن واشنطن لا تسعى للحوار.

وأضاف موسوي خلال مؤتمر صحفي قائلًا: "يمكن إجراء الحوار والتفاوض عندما يكون لدينا جدول أعمال محدد وعندما يمكننا الخروج بنتائج ملموسة وعملية"، وتابع: "لا يسعون للمحادثات، لا يسعون للحوار"، بحسب رويترز.

كما أكد المتحدث "عزم طهران خفض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي إذا لم يلتزم الأوروبيون بتعهداتهم"، قائلا: "ستتخذ طهران الخطوة الثالثة لتخفيض التزاماتها بحزم إذا لم يتم تنفيذ الإجراءات الأوروبية".

سبب التراجع

مسؤول إيراني: لن نسمح بسيطرة أمريكا وبريطانيا على مضيق هرمز
من جانبه، قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، إن "التوتر ما بين أمريكا وإيران في الخليج سوف يهدأ، وسيلجأ الطرفان إلى المفاوضات، سواء بشكل مباشر علني، أو غير مباشر برعاية دول أخرى مثل اليابان أو سلطنة عمان، قطر أو فرنسا، أو أي من الدول التي تربطها علاقات جيدة مع الجانب الإيراني والأمريكي معا".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هناك 4 عوامل أدت إلى الهدوء في نبرة التصعيد بين الطرفين، منها الرغبة الأمريكية في التفاوض، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، منها ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب أكثر من مرة، ورغبة إيران في التفاوض حيث أعلن الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية ومسؤولين في الحكومة".

وتابع: "الأمر الثالث هو رغبة الأطراف الوسيطة في نزع فتيل التوتر، هذه الأطراف التي تمثل القوى الدولية ومنها العراق وقطر وعمان ومصر، بالإضافة إلى بعض دول الخليج، وقوى دولية بزعامة روسيا واليابان والصين، كل هذه القوى لا تريد أن يكون هناك أي عمليات عسكرية بين إيران وأمريكا".

وأشار إلى أن "العامل الرابع يتمثل في الخبرة التاريخية، والتي أبرزت على مر السنين أن أمريكا وإيران دائمًا ما يلجأون للحوار".

طاولة التفاوض

وأوضح أبو النور أن "الرئيس ترامب يريد من تغريدة أمس أن يقدم لطهران مصوغات سياسية تجعلها تجلس على طاولة التفاوض"، مؤكدا أن "إيران في حال ذهبت للتفاوض الآن لم تتمكن من تحسين شروط التفاوض، لذلك هي تقوم ببعض العمليات في الخليج العربي، وتحتجز الناقلة البريطانية حتى يكون لديها أوراق لعب، لطرحها على طاولة التفاوض وتكسب من خلالها بعض المكاسب من أمريكا والدول الأوروبية".

وعن المطالب الإيرانية المطروحة، قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات، إن "إيران تريد أن تعود أمريكا مرة أخرى إلى الاتفاق النووي، وأن ترفع كل العقوبات، وأن تعوض الشعب الإيراني على كل الخسائر المترتبة على العقوبات الأمريكية التي بدأت في أغسطس من العام الماضي وحتى الآن، معنى ذلك أن طهران تطالب بسقف عالي جدا، وترامب يريد أن تخفض سقف مطالبها".

وأنهى حديثه قائلا "أعتقد أن العقوبات والأزمات الاقتصادية والسياسية الأخرى التي تغرق فيها إيران هي التي سوف تجعلها في حالة إجبار وإكراه على الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات".

من جانبه، قال صباح زنكنة المحلل السياسي الإيراني، إن "ترامب أدرك أن إيران دولة كبيرة لا يمكن أن تخضع لتهديدات أو لضغوط سياسية أو إعلامية، وأن عليه التعامل باحترام أكبر مع طهران".

وأضاف في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"،  أن "ترامب عليه تبني طريقة للوصول إلى حلول تفاوضية بعيدا عن العنجهية، والتهديدات المسلحة".

أزمة الناقلة

وزير الخارجية البريطاني يحسم عرض تبادل الناقلات مع إيران
قال وزير الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب، إنه يجب الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها طهران، مشددا في المقابل، على أنه لن يكون هناك تبادل للناقلات.

وأضاف راب، في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" أمس الإثنين، أن "المبادرة البريطانية لإنشاء تحالف أوروبي لحماية الملاحة في مضيق هرمز، تحظى بدعم أمريكي"، مطالبا إيران باحترام القانون الدولي.

وأكد رئیس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني کمال خرازي، أول أمس الأحد، أن طهران يمكنها تسريع الإجراءات القضائية للإفراج عن الناقلة البريطانية "إستينا إمبيرو" المحتجزة في ميناء بندر عباس جنوبي البلاد، إذا أطلقت السلطات البريطانية في جبل طارق سراح الناقلة الإيرانية.

ونقلت وكالة "إرنا" عن خرازي قوله: "إذا أطلق البريطانيون سراح ناقلة النفط الإيرانية في أسرع وقت ممكن، فيمكننا أيضا تسريع الإجراءات القضائية لناقلات النفط البريطانية".

وتصاعدت حدة التوتر بين طهران ولندن بعد احتجاز إيران للناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" بدعوى اصطدامها بقارب صيد في 18 يوليو/تموز الجاري، وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاز قوة بريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"، قبالة منطقة جبل طارق، "للاشتباه في خرقها العقوبات الأوروبية بنقل النفط إلى سوريا".

وكانت طهران قد تعهدت بالتراجع عن احتجاز السفينة البريطانية إذا ما تراجعت بريطانيا عن احتجاز سفينتها بجبل طارق، فيما ذكرت لندن أنها مستعدة لفعل ذلك بعد الحصول على ضمانات بعدم نقل السفينة الإيرانية نفطا إلى سوريا.

وانسحبت الولايات المتحدة، العام الماضي، من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى العالمية في 2015. كما أعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

وردّاً على هذا، رفعت إيران مؤخراً مستوى تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 67.3% المنصوص عليها في الاتفاق، كما زادت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب فوق مستوى 300 كيلوغرام المتفق عليها.

وتتهم إيران الدول الأوروبية بعدم بذل خطوات ملموسة لضمان المزايا الاقتصادية المنصوص عليها في الاتفاق لصالح إيران.

مناقشة