بعد الدعم والمناشدة... هل يصبح عبد الكريم الزبيدي المرشح الأقوى لرئاسة تونس؟

التحق وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، الأربعاء 7 آب/ أغسطس، بسباق الانتخابات الرئاسة السابقة لأوانها المزمع تنظيمها في 15 أيلول/سبتمبر 2019.
Sputnik

وأودع الزبيدي ملف ترشحه لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأعلن عن استقالته من منصبه في حكومة الوحدة الوطنية ليرتفع بذلك عدد المرشحين لهذه الانتخابات إلى حدود مساء الأربعاء إلى 44 مرشحا يخوضون هذا المارثون الانتخابي.

​ويخوض الزبيدي غمار السباق الرئاسي كمرشح مستقل ويحظى بدعم عدد من الأحزاب على غرار حركة "نداء تونس" و"حزب أفاق" وعدد من الشخصيات المستقلة.

ترشح سبقته حملة دعم ومناشدة واسعة

ترشح وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي سبقته في الأيام الماضية لاسيما بعد وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حملة دعم ومناشدة واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حيث ناشدته عدة صفحات فايسبوكية ودعته إلى الترشح.

كما أعلنت العديد من الشخصيات دعمها للزبيدي في هذا السباق الانتخابي، معتبرين أنه الرجل الأفضل والأنسب للمرحلة القادمة والشخصية الأجدر لتولي منصب رئيس الجمهورية بحكم خبرته واستقلاليته عن مختلف الأطياف الحزبية بالبلاد بحسب تقديرهم.

من هو عبد الكريم الزبيدي؟

وعبد الكريم الزبيدي (69 عاما) وزير ولد بمدينة رجيش من محافظة المهدية، (مدينة ساحلية تقع جنوب البلاد) وهو متحصل على دبلوم الدراسات والبحوث في البيولوجيا البشرية ودبلوم الدراسات المعمقة في الفيزيولوجيا البشرية والأستاذية في العلوم الصيدلانية البشرية والأستاذية في الفيزيولوجيا البشرية والاستكشاف الوظيفي وشهادة الدكتوراه في الطب.

​وشغل عبد الكريم الزبيدي منصب أستاذ مساعد بصفة أجنبي بكلية الطب "غرانش بلانش" بليون وذلك من سنة 1976 إلى سنة 1978، فأستاذ مساعد استشفائي جامعي بكلية الطب بسوسة من سنة 1978 إلى سنة 1981، ثم منسق لتكوين الفنيين السامين للصحة من سنة 1981 إلى سنة 1988 بنفس الكلية قبل أن يصبح أستاذا استشفائيا جامعيا محاضرا من سنة 1982 الى سنة 1986 قبل أن يشغل خطة رئيس قسم العلوم الأساسية من سنة 1982 إلى سنة 1989 في ذات المؤسسة الجامعية.

كما عمل أستاذا استشفائيا جامعيا بكلية الطب بسوسة منذ سنة 1987 فرئيس قسم الاستكشاف الوظيفي بمستشفى "فرحات حشاد" بسوسة من 1990 إلى سنة 1999، قبل أن يكلف بمهمة في بعثات خبراء لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة منذ 1992 في مجال "التطبيقات الطبية للطاقة الذرية" بالعديد من البلدان.

وأصبح عبد الكريم الزبيدي بعد ذلك رئيسا لقسم الفيزيولوجيا والاستكشافات الفيزيولوجية بوزارة الصحة العمومية ثم رئيسا لجامعة الوسط من سنة 1995 إلى سنة 1999 قبل أن يشغل منصب كاتب دولة لدى الوزير الأول مكلفا بالبحث العلمي والتكنولوجيا من سنة 1999 إلى سنة 2000 فوزيرا للصحة سنة 2001 ووزيرا للبحث العلمي والتكنولوجيا سنة 2002 ليشغل من سنة 2005 إلى سنة 2008 خطة عميد لكلية الطب بسوسة. وكان عبد الكريم الزبيدي عين وزيرا للدفاع الوطني في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة من 27 يناير 2011 إلى 13 أذار 2013.

حظوظ الزبيدي في هذه الانتخابات

وعن حظوظ فوز الزبيدي في ظل تعدد المرشحين لهذه الانتخابات يقول المحلل السياسي عبد الله العبيدي في تصريح لسبوتنيك، "في تقديري الزبيدي ستكون له حظوظ أوفر للفوز في الانتخابات الرئاسية، فهو شخصية مستقلة ووفاقية ورجل يشتغل بصمت وبمنأى عن كل الأحزاب السياسية وسيكون محل ثقة من قواعد شعبية واسعة ستصوت لصالحه خاصة بعد حملة المناشدة التلقائية التي أطلقها مواطنون ونشطاء لحثه على الترشح.

​ورجح العبيدي إمكانية أن يحسم الزبيدي السباق الرئاسي لصالحة من الدور الأول للانتخابات الرئاسية، معتبرا أنه على الرغم من تعدد المرشحين لهذه الانتخابات إلا أنه لا يمكن  القول بأنها تملك نفس الحظوظ التي يحظى بها الزبيدي.

وتابع المصدر نفسه "الزبيدي يتمتع بكل الصفات التي ستؤهله لقيادة المرحلة المقبلة للبلاد لكونه كان مقربا من الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ومحل ثقته أيضا لكونه يمثل المؤسسة العسكرية التي رعت الانتقال السياسي في تونس منذ ثورة 14 من يناير 2011."

​وأضاف المحلل السياسي في حديثه لسبوتنيك بأن مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو لسباق الانتخابي لا يعتبر منافسا جديا للزبيدي على كرسي قرطاج ، معتبرا أن مروو لا يملك الخصال التي تأهله ليكون الرئيس القادم لتونس،مبينا أن ترشيحه  لا يعدو أن يكون مجرد إرضاء للقواعد الانتخابية لحركة النهضة التي نادت بترشيح شخصية من داخل الحركة.

الزبيدي رجل المرحلة ويملك الحظ الأوفر للفوز بكرسي قرطاج

بدوره قال الناشط السياسي عمر صحابو في حديثه لـ"سبوتنيك"، "عبد الكريم الزبيدي رجل وطني ونظيف وذو كفاءة عالية وتولى إدارة المؤسسة العسكرية كأحسن ما يكون في ظل مختلف التهديدات الأمنية التي تمر بها البلاد وهو شخصية ذات خبرة وتحظى بدعم دولي واسع وتساندها قاعدة شعبية واسعة."

واعتبر صحابو أن الزبيدي سيستثمر في فشل خصومه اللذين فشلوا في إدارة شؤون البلاد وكانت حصيلة عملهم سلبية لاسيما رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي شدد على أنه لا يملك أي حظوظ في الفوز في صورة ترشحه للسباق الرئاسي.

​من جهته أفاد الكاتب الصحفي محمد بوعود في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن بروز شخصية عبد الكريم الزبيدي والطريقة التي صعد بها إلى واجهة الأحداث على اثر وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي توحي بما لا يدع مجالا للشك أن وراء الرجل طاقما إعلاميا و قوى نفوذ سياسي كانت مستعدة لتصعيده بسرعة قياسية.

وأشار بوعود إلى أن الزبيدي قد احتل المشهد السياسي خلال الآونة الأخيرة كرجل دولة مستقل وغير متحزب ولم يتورط في فساد ولا عليه شبهة ولاء لطرف أو لأخر وهي الصورة النمطية والمثالية التي تغازل ربما وجدان الناخب التونسي الذي يرغب أن يرى حاكما قويا وأن يرى نموذجا يذكره بهيبة الدولة في زمن خسرت فيه مؤسسة الرئاسة الكثير من صلاحيتها في نظام برلماني لم يهضمه كثيرون على حد تعبيره.

​واعتبر المصدر نفسه أن الهالة التي حظي بها الزبيدي خلال تقديمه ملف ترشحه ورغم تصريحاته التي وصفها بالمتلعثمة، إلا أنها تدل بلا شك أنه سيكون اسما من الوزن الثقيل في السباق الرئاسي وسيكون محل رهان المراتب الأولى.

ورجح بوعود أن الزبيدي سيمر إلى الدور الثاني من السباق الرئاسي بكل سهولة وسيكون في مواجهة اسم من بين ثلاثة أسماء منافسة  على غرار مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو أو مرشح حزب البديل ورئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة أو رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد في صورة ترشحه.

دعم ومناشدة تثير تساؤلات

في المقابل يقول رئيس حزب "حركة وفاء" والحقوقي عبد الرؤوف العيادي في تصريح إعلامي "ليس لدي أي تحفظات على شخص الزبيدي، ولكن أنا استغراب بروز اسمه المفاجئ مدعوما بحملة مناشدة واسعة وهو ما يطرح العديد من التساؤلات.

وقال العيادي أنه لا يستغرب أن تقف وراء هذه الحملة "لوبيات" تنتمي إلى منطقة الساحل على حد قوله.

يذكر أن باب تقديم الترشحات  للانتخابات الرئاسية  السابقة لأوانها في تونس سيغلق يوم الجمعة المقبل 9 من سبتمبر/أيلول الجاري.

مناقشة