قوات إيطالية في ليبيا لأهداف واضحة وخفية

جاءت تصريحات وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، يوم أمس الخميس، بشأن الجنود الإيطاليين المتواجدين في مدينة مصراتة الليبية غير مفاجئة خصوصا مع ورود تقارير وأنباء عدة كشفت عن التواجد العسكري الإيطالي في ليبيا.
Sputnik

لم تكن إيطاليا لتكشف عن تواجد قواتها العسكرية في مدينة مصراتة الليبية لولا الخطر الحقيقي الذي يهدد قواتها هناك.

فحاولت وزيرة الدفاع الإيطالية من خلال تصريحاتها الأخيرة تهديد كل من سيستهدف القوات العسكرية الإيطالية في مدينة مصراتة الليبية والتي وجهت رسالة إلى كل الأطراف الليبية المتنازعة أن جنودها ليسوا هدفا للهجمات.

وأكدت الوزيرة أن التواجد العسكري الإيطالي في ليبيا مرتبط بوجود المشفى العسكري الإيطالي الذي يقوم بنشاطات صحية وإشفائية مهمة لصالح الشعب الليبي.

إيطاليا تعترف بوجود قاعدة عسكرية لها في مصراتة الليبية
ويبقى السؤال الأبرز بعد كل هذه المعلومات المعلنة من الطرف الليبي هل التواجد العسكري الليبي محصور فقط بحماية المشفى العسكري في مصراتة أم هناك أدوار أخرى تلعبها القوات الإيطالية في ليبيا في ظل الصراع والانقسام الحاصل في البلاد.

تاريخ التواجد العسكري الإيطالي في ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي

بعد سقوط القذافي ودخول البلاد في فوضى وانقسام الليبيين وظهور الكثير من التنظيمات العسكرية المسلحة أصبح الميدان الليبي أرضية رخوة للتدخلات الخارجية خصوصا للدول التي ساهمت بإسقاط القذافي وأبرزها فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.

برزت في وسائل الإعلام الليبية أنباء عن قيام الحكومة الإيطالية بإرسال كتيبة عسكرية إيطالية تابعة للفوج السابع من القناصة بقيادة اللواء بينيرولو إلى مدينة مصراتة الليبية.

وأوضحت خلالها الحكومة الإيطالية أن هدف إرسال القوة العسكرية الإيطالية هو حماية المشفى العسكري الميداني في مصراتة بالإضافة إلى تدريب مسلحين مقربين من سياسية روما.

ويذكر أن قوات اللواء بينيرولو، شاركت في الحرب الإيطالية على الأراضي الليبية إبان الحرب العالمية الثانية في مناطق طبرق والعالمين، في النصف الأول القرن الماضي.

الصراع الإيطالي الفرنسي في ليبيا

لا شك ان لإيطاليا أطماع تاريخية في ليبيا وأبدت روما بعد سقوط القذافي إلى محاولة الرجوع وإعادة القليل من نفوذها في تلك المنطقة، وكانت رسائل وزيرة الدفاع الإيطالية لفرنسا واضحة أن ليبيا لنا فقط خلال جلسة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل.

في المقابل تشهد ليبيا تحركات فرنسية وزيارات مسؤوليها المتوالية إلى مصراتة تصب في خانة هذا الصراع مع إيطاليا الذي قابله أيضا مقابل زيارة رسمية لنائب الحكومة الإيطالية ووزير الداخلية، ماتيو سالفيتي، إلى ليبيا التقى خلالها مسؤولي حكومة الوفاق، ليقدم مشروعا لم تتضح تفاصيله حتى الآن، بشأن إنشاء مراكز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين في البلاد.

هذا الأمر أجج الصراع الفرنسي الإيطالي في ليبيا وانعكس على التنظيمات العسكرية المختلفة التي منها مدعومة فرنسيا وغيرها إيطاليا، بالإضافة إلى الصراع بين الجيش الليبي بقيادة حفتر وقوات الوفاق بقيادة السراج.

والأهم، أن أهالي ليبيا يتصارعون والدول الأوروبية تبحث عن مصالحها في بلد أنهكته الحروب منذ سنوات.

مناقشة