بعد تهديد "البوليساريو"... هل يشعل "معبر الكركرات" الحرب مع المغرب

قال خبراء إن التوترات الحالية بين "جبهة البوليساريو" والمغرب يمكن أن تهدد مسار السلام، إلا أنها لن تعصف بأمن المنطقة في ظل حرص المجتمع الدولي على عدم الانجرار لمشهد الحرب.
Sputnik

وفي وقت سابق هددت "جبهة البوليساريو" بالرد بحزم ضد إطلاق السلطات المغربية مخططا تنمويا لتأهيل معبر الكركرات الحدودي، جنوبي المملكة، بحسب ما نقله موقع "هسبريس" المغربي، أمس الثلاثاء.

"البوليساريو" تهدد المغرب برد حازم وتوجه رسالة إلى مجلس الأمن
من ناحيته قال الدكتور الشرقاوي الروديني، خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية في المغرب، إن التوترات الحالية في المنطقة العازلة لن تصل إلى حد العصف بأمن المنطقة، وأن ما تقوم به الجبهة هي مناورات لإفشال جميع المبادرات التي يقدمها المغرب، لوضع الملف في مساره الصحيح.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن المغرب يسعى لوضع الملف في إطاره الصحيح وفقا لقرارات مجلس الأمن، وكذلك المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بما في ذلك التطورات الدولية ووجود ملامح انفراج في العلاقات الجزائرية المغربية، بعد مبادرة الملك محمد السادس وحديثه عن إحداث لجنة لبحث كافة القضايا بين البلدين.

وتابع أن التطورات الدولية الأخرى المتعلقة بسحب اعتراف بعض الدول بجبهة البوليساريو يمثل نهاية الأسطورة التي قامت عليها الجبهة منذ سنوات.

وشدد على أن الدخول في أي عملية عسكرية الآن لن يكون الطريق الصحيح، خاصة في ظل الفوارق العسكرية، وأيضا النظام الدولي الذي يفرض الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة أن ما يحدث في ليبيا يؤثر على المنطقة برمتها، وكذلك العمليات الإرهابية منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يدفع الشركاء إلى التأكيد على ضرورة الحل السياسي كما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.

ويرى أن البوليساريو يعاني من أزمات داخلية خانقة، وهو ما يدفعها لتصدير الأزمة والبحث عن مساحة في الإعلام للتغطية على الأزمة الداخلية.

من ناحيتها قالت النانة لبات الرشيد، مديرة دار الطباعة والنشر الوطنية التابعة للجمهورية الصحراوية "البوليساريو"، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، الأربعاء، إن كل الخيارات متاحة في الوقت الراهن، وأن المغرب هو من يقوم بالاختراقات التي قد تنسف مسار السلام.

توتر جديد بين المغرب والبوليساريو على طريق "رالي باريس"
وأضافت أن البوليساريو تحتفظ بحق الرد خاصة أن المنطقة التي شيدت فيها المباني وقيل أنها لمدنيين هي لعسكريين، ولم يسبق تواجد المغاربة فيها منذ تحريرها، وأنها منطقة عازلة في الوقت الراهن، وأنها تقع شرق الجدار الذي يقسم الصحراء الغربية، وأن البناء عليها أو خروج آليات في المنطقة هو خرق في حد ذاته ما يجعل مسار التسوية على كف عفريت.

واحتج إبراهيم غالي، "الأمين العام لجبهة البوليساريو"، في رسالته، على تعزيز السلطات المغربية، في اليومين الماضيين، معبر الكركرات بعناصر أمنية جديدة وإسكانهم في موقع بالقرب من "الطريق المعبد"، كما ندد بقيام السلطات المغربية بـ "بناء كوخ لإيواء المجموعة المذكورة وهي على وشك بناء مبان غير قانونية إضافية في المنطقة"، بحسب هسبريس.

ويعتبر معبر الكركرات التجاري بوابة للمغرب نحو إفريقيا، فقد سبق أن كشفت فاطنة لكحيل، كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، أنه حظي بإنجاز 12 منزلا بمبلغ إجمالي قدر بـ 10 ملايين درهم (نحو مليون دولار)، خصصت لإيواء رجال الشرطة والعمال العاملين بالحدود مع موريتانيا.

مناقشة