راديو

التبادل التجاري بين العراق وإيران... تحدي للولايات المتحدة أم ضرورة

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن العراق هو "الشريك التجاري الكبير لبلاده"، مشددا على أن دبلوماسية إيران النشطة مستمرة، حيث يبلغ حجم الميزان التجاري بين العراق وإيران نحو 12 مليار دولار سنويا، وتطمح طهران لزيادته إلى 20 مليارا، متجاهلة العقوبات الأمريكية.
Sputnik

 فهل يمثل هذا التصريح استفزاز للولايات المتحدة؟ وهل ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على العراق إذا ما استمر في تبادله التجاري مع إيران؟

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير الاقتصادي صالح الهماشي: 

"تسعى إيران دائما للاستحواذ على السوق العراقية، من خلال رفع التبادل التجاري إلى عشرين مليار دولار، وقد بلغت صادرات إيران للعراق في العام 2018 ثمانية مليارات دولار، في الوقت الذي يقع فيه العراق تحت نفوذ وتأثير الولايات المتحدة، التي لها سيطرة كبيرة على السياسة العراقية."

وتابع الهماشي: "إن هذا التصريح والأرقام التي تعلنها الجمهورية الإسلامية حول حجم تبادلها التجاري مع العراق، والذي يعد كبير جدا بالمقارنة مع حجم التبادل التجاري العراقي مع تركيا، والبالغ 11 مليار دولار، كون أن هذا المبلغ يضم صادرات العراق النفطية إلى تركيا، مما يعني أن حجم التبادل التجاري الإيراني المعلن مع العراق سيثير حفيظة الولايات المتحدة، خاصة وأن طهران تحاول رفع حجم التبادل التجاري مع العراق إلى العشرين مليار دولار."

وتوقع الهماشي أن: "هذا الموضوع ربما سيسبب مشاكل للحكومة العراقية تجاه الولايات المتحدة، كون الأخيرة تفرض عقوبات على إيران، كما أن العراق بحاجة كبيرة إلى الدول الغربية أكثر من حاجته لإيران، بسبب مشاكله الخدمية والاقتصادية، إضافة إلى أن أسعار النفط متذبذبة والنمو العالمي في تباطؤ، وكل المؤشرات الحالية تشير إلى إمكانية حدوث أزمة اقتصادية عالمية قد تتفاقم وتنمو في المستقبل القريب."

وأضاف الهماشي: "العراق بحاجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه بمثابة ورقة كبيرة بيد طهران تجاه واشنطن، وهو موضوع قد يؤدي إلى مشاكل للعراق، فأي خلل اقتصادي يصيب العراق سيؤدي إلى انهيار العملية السياسية برمتها."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة