حزب الله و"الفرضية الخفية" بإسقاط الطائرات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية

أنهت الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل السبت، خدمة طائرتين من الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي جعلت من الأجواء اللبنانية فضاء واسعا لنشاطاتها العسكرية والتجسسية.
Sputnik

لم تتوقف إسرائيل يوما عن استباحة الأجواء اللبنانية بحيث اعتادت الطائرات العسكرية الإسرائيلية التنزه والتدريب من دون أية عواقب أو مواجهة، يعود ذلك إلى الموقف اللبناني الرسمي الضعيف الذي اعتاد تجاهل الخروقات الإسرائيلية اليومية إلى حد اعتبار بعض المسؤولين الأمر عاديا ويجب التأقلم معه وأكثرهم من أصحاب نظرية السيادة والاستقلال والديمقراطية الأمريكية.

حزب الله و"الفرضية الخفية" بإسقاط الطائرات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية

فرضيات إسقاط الطائرات المسيرة فوق الضاحية الجنوبية

تواردت الأسبوع الماضي أخبار عديدة عن رصد لطائرات مسيرة فوق مطار بيروت الدولي وصلت بعدها إلى مناطق جبلية قريبة من العاصمة ودق خلالها بعض السياسيين ناقوس الخطر من محاولات البعض التجسس على مناطقهم متناسين العدو الأول لهم ولبلادهم إسرائيل.

لم يدم تحليق الطائرات الإسرائيلية التي سقطت فوق الضاحية الجنوبية لساعات بالرغم من الروتين اليومي لتواجدها في الأجواء، يشير مصدر خاص أن كل الطائرات الإسرائيلية المسيرة فوق منطقة الضاحية الجنوبية هي مراقبة من قبل الحزب من خلال وحدة خاصة تعمل على مراقبة تحركات ومسار الطائرات ودراسة طرازها وإمكانياتها.

 ومن خلال معلومات خاصة، كشفت أن الوحدة المتخصصة في الحزب حاولت في بادئ الأمر إنزال الطائرة المسيرة الأولى عن طريق الاختراق الإلكتروني ليتسنى الحصول عليها والاستفادة من مميزاتها وقدراتها، لكن شيئا ما جعل الطائرة المسيرة تسقط وإحدى هذه الفرضيات كشفها من قبل سكان الحي الذين سمعوا صوتها.

لكن تبقى الفرضية غير المعلنة هي محاولة الحزب إنزال الطائرة بطريقة بعيدة عن منطق استخدام السلاح وبهدوء دون أي ضجيج يذكر وذلك ما لم يجر، وبالتالي سقطت الأولى وبعد سحبها من قبل الحزب توجهت طائرة مسيرة أخرى ثانية مجهزة بعبوة ناسفة للقضاء على الأولى لكن تم التعامل معها وسقطت وانفجرت الأخيرة بدورها.

حزب الله و"الفرضية الخفية" بإسقاط الطائرات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية

الترابط المحوري للجبهات في المنطقة

تعد حادثة الطائرتين المسيرتين الأبرز اليوم بعد أحداث حرب تموز 2006، فالاستهداف الإسرائيلي جاء متناسقا مع أحداث أخرى متصاعدة وخطيرة في المنطقة ومترابطة فيما بينها بدءا باستهداف معسكرات الحشد الشعبي في العراق ومنها إلى ضربة عقربا في دمشق وصولا إلى أحداث الطائرتين في الضاحية الجنوبية.

لا يأتي النشاط العسكري الإسرائيلي المتزايد عن عبث خصوصا مع التغيرات الحاصلة في الميدان السوري من خلال تقدم الجيش السوري في الشمال وإعادة مدينة خان شيخون ومواصلة التقدم العسكري نحو إدلب مع دعم روسي واعتراض تركي، بالإضافة إلى المباحثات الأوروبية الإيرانية بشأن الاتفاق النووي ودخول الولايات المتحدة إلى خط المحادثات لفرض شروطها الجديدة على إيران.

وليس بعيدا عن ذلك، محاولة نتنياهو عبر الاستهدافات العسكرية المختلفة في العراق ولبنان وغزة وسوريا تقوية نفسه في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة مع امتعاض إسرائيلي كبير من الخطوات غير المسبوقة إلى حد إعلان البعض عن مخاوفهم من جر نتنياهو لكيانهم إلى مواجهة في غير مكانها وزمانها المناسبين.

أخيرا، لا بد من الإشارة إلى نقطتين مهمتين الأولى تتجسد من خلال إمكانية "حزب الله" اختراق الطائرات المسيرة الإسرائيلية والتحكم بها وهذا ما يبقى حتى الأن غير معلن.

أما النقطة الثانية فهو الانقسام الواضح في المنطقة والعامل الوحيد الذي يجمع الكل هو توقعات التصعيد والمواجهة بين سوريا ولبنان وإيران والعراق من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.

(المقال يعبر عن رأي كاتبه)

مناقشة