خبير عسكري سوري: واشنطن تحاول أن تحدث نقلة جديدة في الجغرافيا السورية

اعتبر الخبير العسكري، الاستراتيجي، اللواء محمد عباس، أن أمريكا وتركيا تعملان معا بهدف الاستيلاء على الجغرافيا السورية وفرض واقع جيوسياسي جديد في منطقة شمال شرقي الفرات.
Sputnik

تحدث عباس لـ"سبوتنيك" قائلا "تقوم الدوريات التركية الأمريكية المشتركة بتكريس احتلالها واستيلائها على الجغرافيا السورية، بهدف فرض واقع جيوسياسي جديد في منطقة شمال شرقي الفرات، حيث بدأت بإعلان نحو 500 كم طولاً و40 كم في العمق كمنطقة أمنية يقوم من خلالها أردوغان بإعادة تشكيل ديموغرافي في المنطقة يتلائم مع الهوية التركية، من خلال استيعاب المواطنين السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا، حيث يقوم أردوغان الآن بالإعلان عن إعادة توطينهم في هذه المنطقة ومنحهم الأرض وبالتالي يمنحهم الجنسية، ومن ثم يستولي على الأرض أي هي مقدّمة لاحتلال تركي للجغرافيا السورية".  

وأكد عباس، "أن تركيا لا تخفي أطماعها في الشمال السوري وتنفذ المشروع الأمريكي في المنطقة، وأمريكا تعلم ذلك تماما، مشيرا إلى أن تركيا رأس الحربة والعدوان على الدولة السورية في محاولة أمريكية متواصلة للهيمنة على شرق المتوسط، وحرمان موسكو من الاستمرار في بقائها في اللاذقية وفي مطار حميميم،

مضيفا "ربما هناك محاولة أمريكية لحرمان موسكو من خط السيل الجنوبي، أي عندما يتحرك خط السيل القطري للغاز عبر الجغرافية السورية إلى تركيا لا أعتقد أنه سيكون هناك مكان للغاز الروسي باتجاه أوروبا".

وأشار الخبير العسكري إلى أن أمريكا تحاول أن تحدث نقلة جديدة على "رقعة شطرنج الصراع في الجغرافية السورية" بمساعدة تركيا في الضغط على روسيا وسورية من خلال المسائل الإنسانية في إدلب وفي شمال شرقي الفرات.

ولدى سؤاله عن موقف دمشق من موضوع الهدنة، قال عباس:

" الهدنة بالنسبة لنا بعد إنساني وتأكيد على الدور الوطني السوري في حقه بحماية أبنائه في إدلب الذين تستهدفهم المجموعات المسلحة بشكل غير مباشر من خلال استخدامهم كدروع بشرية، وتنفيذ الرمايات النارية والمدفعية ضد الجيش السوري والبلدات السورية في منطقة شمال حماة وفي جنوب غربي إدلب، حيث أنها تفرض على الجيش السوري أن يرد عليها بالنيران مما يمكن أن يعرض المدنيين للخطر، وهذه المسألة يأخذها الجيش السوري بعين الاعتبار فهو يحاول المحافظة على المواطنين السوريين بأي شكل من الأشكال، ويؤكد لمن يريد أن يتاجر بالورقة الإنسانية من المحتلين الأتراك أو الأمريكيين بأن الدولة السورية تحرص على سلامة مواطنيها".

واعتبر عباس أن تركيا تحاول فرض أوراق تفاوضية أخرى على الأوروبيين، من خلال التهديد بفتح بوابات العبور باتجاه أوروبا للاجئين السوريين المفترضين، حيث تقول تركيا أن لديها أكثر من 3.5 إلى 4 مليون مواطن سوري، ويتم تضخيم هذا الرقم بطريقة فيها الكثير من التضليل الإعلامي والكذب والنفاق، وإن الدولة السورية عندما تعلن الهدنة أو توافق عليها فإنها توافق عليها من موقع قوة ومن موقع الذي يعرف تماماً المراحل الاستراتيجية لخوض الصراع في الشمال السوري.

مناقشة