مجتمع

البطل أحمد المناعي...  منقذ الحيوانات فى تونس

هي ظاهرة جديدة غزت المجتمع التونسي في السنوات الأخيرة وهي الاهتمام بالحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب والقطط.
Sputnik

وبدأت شيئا فشيئا تتغير طريقة تعامل الكثيرين مع الحيوانات من مجرد كائن حي لا يحتاج إلى الرعاية وفي بعض الأحيان يقع الاعتداء عليه إلى كائن مهم وجب الدفاع عنه في حال احتاج المساعدة.

لم تكن علاقة الشاب أحمد المناعي (23 عاما) بالحيوانات وطيدة جدا، كانت تقتصر على ملاعبتهم في بعض الأحيان لكن قطة بعينها غيرت نظرته للموضوع.

ساق من أجل قطة

يقول أحمد  في حديثه مع "سبوتنيك" إنه في أحد الأيام وجد قطة تعاني من انتفاخ كبير في أحد ساقيها، فكانت تلك مصافحته الأولى مع الحيوانات، تمكن من صنع جهاز صغير يتم إلصاقه بسيقان القطة ليلعب دور الساق وبعد 6 أشهر من البحث تمكن من إيجاد شخص يتكفل برعايتها.

البطل أحمد المناعي...  منقذ الحيوانات فى تونس

مرحلة البحث مكنت أحمد من التعرف على عالم الحيوانات وحجم اهتمام الناس بهذه الكائنات، حتى أنه وجه دعوة عبر أحد الصفحات الخاصة بالحيوانات الأليفة بأنه مستعد لصنع أجهزة للحيوانات (كراسي متحركة) التي تعاني صعوبة في المشي.

يضيف أحمد "لاقت الدعوة رواجا كبيرا بعد أن نشرت صورا لقطة إحدى السيدات بعد أن ساعدتها على المشي من خلال جهاز صنعته".

جدل على مواقع التواصل الاجتماعي

بدأ مجهود أحمد ينتشر وتأخذ فكرة الجهاز حيزا كبيرة بين صفحات الحيوانات حتى أنه قام مرة بنشر صورة أخرى لأحد أجهزة المشي بعد أن قام بتطويره لتخلق جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول أحمد إنه فوجئ صباح اليوم التالي بكم رهيب من التعليقات والتفاعلات الإيجابية من جميع البلدان العربية.

يتابع أحمد واصفا شعوره بعد نجاحه في التعريف بجهازه "كنت أشعر بفخر كبير عندما أرى صور جهاز المشي ينتشر بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام، أنا سعيد أولا بدعاء الخير من الناس وسعيد لأنني أساهم في نشر ثقافة الاهتمام بالحيوانات في جميع أرجاء العالم العربي".

البطل أحمد المناعي...  منقذ الحيوانات فى تونس

يضيف أحمد المناعي"من أكثر الأشياء التي شكلت دافعا لي للمضي قدما في هذا العمل الإنساني ما ينتشر على بعض المواقع من فيديوهات لتعذيب حيوانات في بعض الأحيان، أشعر  بالخجل من كوني إنسانا، وهو ما خلق لدي شعورا بالمسؤولية تجاه هذه الكائنات الضعيفة " .

المناعي متعدد المواهب

غادر أحمد مقاعد الدراسة في سن مبكرة (مرحلة التعليم الإعدادي)، لم يجد نفسه بين زملائه في المعهد فانقطع عن التعليم ثم خضع لرغبة والديه في الدخول في فترة تكوين مع الجيش الوطني دامت 12 شهرا لكن المفاجأة أن أحمد الذي انقطع عن الدراسة في سن مبكرة حصل على المرتبة الأولى بين أكثر من 15 ألف شاب خصع للتكوين في اختصاص الكهرباء لم يكن هذا الاختصاص الوحيد الذي أبدع فيه أحمد، يقول هذا الشاب أنه تمكن من اختراق عالم الإعلام من خلال تكوين شبكة من العلاقات في الميدان.  

ويضيف "لم أستطع إنهاء تكويني في المجال السمعي البصري في إحدى الدول الأوروبية بسبب ضعف الإمكانيات، لكنني تميزت في مجالات أخرى، رسمت الكثير من اللوحات وبعتها هذا إلى جانب فن الرسم على الجدران "الغرافيتي" بعد أن اكتشفت داخلي موهبة الرسم، تميزت في مجال المونتاج وصناعة الموسيقى لفنانني الراب وأخيرا صناعة الروبوتات الصغيرة".

المناعي: الفراغ ينتج البطالة

يقول أحمد "لطالما كان الإحباط أخطر الأشياء التي تهدد نفسية الإنسان، هو شعور رهيب بين الوحدة و الفراغ و فقدان الإحساس بالأشياء حيث يصبح كل شيء رتيبا وغالبا ما يكون الفراغ الذي ينتج عن البطالة سببا لبداية تسلل الإحباط إلى قلبك إذا لم تتدارك الأمر لتغير من واقعك أو عالمك أو رؤيتك للأشياء، ومن هنا في اعتقادي أن من بين أكثر الأشياء المعادية للإحباط هي السعي إلى ممارسة أنشطة ترجع بالفائدة المجتمعية، فإذا انقطعت عن الدراسة في سن مبكرة لا يعني أبدا أنك فاشل  و إن لم تمتلك راتبا ضخما أو عملا يدر مالا وفيرا فإن ذلك لا يعني مطلقا أنك غير مفيد في المجتمع.

البطل أحمد المناعي...  منقذ الحيوانات فى تونس

تعتبر الحيوانات جزءا لا يتجزأ من حياة أحمد لكن جزء آخر بدأ بالنمو في حياة أحمد وهي فن الكارتون وصور المتحركة فهو اليوم أصبح من معدي هذا النوع من المسلسلات كما أنه أسس قناة على اليوتيوب لنشر أعماله.

مناقشة