"إس-400"... خيار متاح لتعزيز الدفاع الجوي السعودي

رأت أوساط المراقبين أن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية بطائرات مسيرة وصواريخ كشف حاجة المملكة العربية السعودية إلى أسلحة دفاعية جديدة.
Sputnik

أسلحة ناقصة

تشكل الأسلحة الأمريكية الآن عصب الدفاع الجوي السعودي. وذكرت صحيفة "إزفستيا" الروسية أن المملكة السعودية تمتلك منظومات صواريخ "باتريوت" و"ثاد" الأمريكية المضادة للطائرات والصواريخ، وتستخدم أجهزة الرادار الأمريكية الصنع لاكتشاف الطائرات والصواريخ المهاجمة. وتركز قوات الدفاع السعودية على حماية منشآت منفردة ومناطق معينة. ومن أجل تأمين البلاد بأكملها ضد الهجوم الجوي يتطلب الأمر منظومات الصواريخ القريبة والمتوسطة المدى إلى جانب الصواريخ الاعتراضية البعيدة المدى.

ويشار إلى أن منظومة "باتريوت" تحتاج إلى وقت لإعداد نفسها للتعامل مع الطائرات والصواريخ المهاجمة. كما أنها لا تستطيع التعامل مع أهداف قريبة إلا عندما يتم تصويب صواريخها نحو هذه الأهداف وهو ما يتطلب وقتا.

أما منظومة "ثاد" التي تعتبر من أحدث الوسائل الأمريكية لمكافحة الصواريخ البالستية القريبة والمتوسطة المدى فلا تستطيع التعامل مع الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة (كروز).

وفي ما يخص أجهزة الرادار التي تستخدمها قوات الدفاع الجوي السعودية فإنها لا تعتبر من التقنيات الحديثة، إذ تمت صناعتها في النصف الثاني من القرن العشرين. وتم تطويرها. ومع ذلك لا يمكن اعتبارها من الأجهزة المعاصرة.

ويشار إلى أن قوات الدفاع الجوي السعودية لا تمتلك الآن وسائط الدفاع الجوي المتوسطة المدى، وتنقصها الوسائط القريبة المدى، أي أنها لا تمتلك الأسلحة اللازمة لتدمير الصاروخ المهاجم في حال لم تتمكن منظومة "باتريوت" من تدميره وتمكن بالتالي من الاقتراب من هدفه.

"إس-400"... خيار متاح لتعزيز الدفاع الجوي السعودي

الأسلحة الروسية

أشار المحلل العسكري إيليا كرامنيك في مقال كتبه لصحيفة "ازفستيا" إلى أن كل ذلك يستوجب تعزيز قوات الدفاع الجوي السعودية وتحسين أدائها ما يتيح مجالا للتعاون مع روسيا كدولة قادرة على توريد الوسائط اللازمة لإنشاء الشبكة المتكاملة الكفيلة بصد الهجوم بالطائرات والصواريخ.

ومن بين هذه الوسائط منظومتا صواريخ "إس-400" و"إس-300في إم دي". وخصصت منظومة "إس-400" لمكافحة الطائرات والصواريخ الجوالة والطائرات المسيرة في الغالب، ولكن بإمكانها اعتراض الصواريخ البالستية أيضا.

وخصصت منظومة "إس-300في إم دي" لمكافحة الصواريخ البالستية في الغالب ولكن بإمكانها التعامل مع الطائرات أيضا.

وتعتبر منظومتا "إس-400ط و"إس-300في إم دي" من وسائط الدفاع الجوي البعيدة المدى، أي أنها تتصدى للطائرات والصواريخ المهاجمة عندما تكون بعيدة عن المنشآت المستهدفة.

وعلى المدى المتوسط يمكن الاستعانة بمنظومة "إس-350" المزودة بالطراز الأحدث من أجهزة الرادار و12 صاروخا اعتراضيا، ومنظومة "بوك-إم3" التي تحتوي على 6 صواريخ ويصل مداها إلى 70 كيلومترا.

وعلى المدى القريب يمكن الاستعانة بمنظومات "بانتسير-إس" الصاروخية المدفعية ومنظومات صواريخ "تور" المضادة للطيران.

"إس-400"... خيار متاح لتعزيز الدفاع الجوي السعودي

الدفاع المتكامل

وتجدر الإشارة إلى أن جميع الوسائط المذكورة قادرة على التنقل من مكان إلى آخر بسرعة.

ومن نقاط قوة الوسائط الروسية أنها تشكل الشبكة الدفاعية المتكاملة المتعددة الحلقات.

وأضاف المحلل أن المطلوب، حتى تؤدي هذه الوسائط وظيفها، أن يكون مشغّلوها تلقوا التدريبات المناسبة.

وأكد المحلل السياسي فيودور لوكيانوف عبر موقع "تلغرام"، تعقيبا على ما اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن استعداد روسيا لمساعدة المملكة السعودية من خلال تزويدها بوسائط الدفاع الجوي أن منظومات "إس-400" و"إس-300" تعتبر من الأسلحة الدفاعية التي تدعم الذود عن حياض الوطن.

 

مناقشة