انعقاد المؤتمر التطبيقي العلمي الإسلامي الدولي السادس "قراءات فخر الدين"

انطلقت اليوم في موسكو أعمال المؤتمر العلمي الدولي السادس "قراءات فخر الدين" حول موضوع "الإسلام في عالم العولمة: التراث الإسلامي والحوار بين الثقافات".
Sputnik

وحضر المؤتمر العديد من الشخصيات الإسلامية على المستوى العالمي، أبرزها رئيس الإدارة الروحية للمسلمين في روسيا، راوي عين الدين، ورئيس دائرة الشؤون الدينية في دولة الإمارات، الدكتور محمد الكعبي، ووزير الأوقاف المصرية، محمد مختار جمعة، ومفتي الجمهورية العربية السورية أحمد بدر الدين حسون.

وينظم هذا المؤتمر كل من الإدارة الروحية للمسلمين في روسيا الاتحادية، ومجلس المفتيين في روسيا، ومعهد موسكو الإسلامي، وأمانة المنتدى الإسلامي الدولي، بالإضافة إلى جامعتي موسكو وسان بطرسبورغ الحكوميتين.

تحدث في الجلسة الافتتاحية العديد من الشخصيات الحاضرة، ومنهم المفتي راوي عين الدين، الذي رحب بضيوف المؤتمر، وأعرب عن أمله بأن تتغير النظرة إلى روسيا، التي كان ينظر إليها كدولة مسيحية بحتة، وحتى لفترة طويلة كدولة من الملحدين، وأكد أن روسيا الاتحادية ليست فقط قوة أرثوذكسية كبيرة، بل هي أيضا وريث حضارة إسلامية هائلة وقديمة.

وأسف الشيخ راوي على الأوضاع في بلاد الإسلام حسب قوله ليست هادئة، وأن وحدة الأمة الإسلامية تتعرض للتهديد، وأنها تعرضت بالفعل لأضرار كبيرة، وأن الاستعمار لا يزال يعمل بمبدأ فرق تسد على نطاق واسع، وأكد على أن معالجة الصراع في الشرق الأوسط هي أولوية للعالم الإسلامي.

انعقاد المؤتمر التطبيقي العلمي الإسلامي الدولي السادس "قراءات فخر الدين"

وأشار المفتي الروسي إلى أن الحوار والتعاون وحتى التحالف بين روسيا والعالم الإسلامي ليس عشوائيا ولا ظرفيا، بل على العكس إن عملية التقارب هي أمر طبيعي ومنطقي، وتنبع من منطق تطور التاريخ العالمي لقرون عديدة.

وفي حوار خاص مع "سبوتنيك" تحدث رئيس الوفد الكويتي المشارك في المؤتمر الشيخ رومي الرومي عن أهمية هذا المؤتمر، وقال: هذه ليست المشاركة الأولى في مؤتمر فخر الدين، ودولة الكويت حريصة على المشاركة في مثل هذه المؤتمرات لما لها دور في توطيد أواصل المحبة والتعاون بين البلدين، وكذلك بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت وبين الإدارة الدينية في موسكو، وحرصها على إثراء النقاش والمحاور التي تطرح كل سنة، فيتم التداول في أوراق العمل المقدمة، ومن ثم تعود التوصيات بالفائدة على الجانبين في الكويت وروسيا.

وأوضح الرومي إلى أهمية هذه اللقاءات في تقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية المختلفة، إلا أنه أشار إلى أن قطف الثمار لا يكون في الوقت القريب، وإنما على المدى البعيد.

وعن الدور الروسي في العالم الإسلامي يقول الشيخ الكويتي: لا شك أن هناك تحول في الدور الروسي، وهناك أمور إيجابية كثيرة، والدليل على ذلك مشاركة الرئيس بوتين في المؤتمر الإسلامي في تركيا، وإنشاء الله ستكون آثار هذا الدور إيجابية على الدول والأمة الإسلامية.

 كما التقت "سبوتنيك" الدكتور محمد الجندي رئيس جامعة مونمبارك للثقافة الإسلامية في ألماتا في كازاخستان، والذي أشار إلى أهمية هذا اللقاء، ويقول: هذا اللقاء عن العولمة وبحضور وفود من الدول الإسلامية المختلفة يمثل عمل جماعي مشترك نحو تعزيز الثقة والتعاون بين المسلمين.

ويتابع الجندي: من المهم في هذه اللقاءات هو تبادل وجهات النظر وكيف يمكن تعميق العلاقات الطيبة بيننا، وأن نتعرف على بعض أكثر، وهو أمر مهم للغاية، فالبعيدون عن بعضهم لا يهتم أحدهم بمشاكل الآخر، لكن عندما نتقابل ونلتقي سيكون الأمر مختلف، وهذا ما يوفره هذا اللقاء.

وعن الدور الذي تلعبه روسيا في العالم العربي والإسلامي يقول الدكتور الجندي: كما تكلم الجميع في جلسات هذا اللقاء لروسيا دور طيب، ويؤيد القضايا الإسلامية والعربية، فهم على سبيل المثال في سوريا ضد الجماعات الإرهابية والتطرف، ويناصرون الحق الفلسطيني فيما يتعلق بالقدس، وفي ليبيا لهم دور إيجابي أيضا، وبالتالي هذا أمر جيد، وهو دور مقدر من جانب الدول العربية والإسلامية وإنشاء الله سيكون المزيد منه.

ويختم الدكتور محمد الجندي: يحضرني هنا أن الرئيس بوتين قال كيف لاتفكرون بقوله تعالى، وكنتم أعداء فألف بين قلوبكم، فلماذا نحن نعادي ونحارب بعضنا البعض، والمفروض أن نعمل بهذه الآية وأن ننتهي من الحرب وندخل في السلام.

مناقشة