خبراء يكشفون مدى خطورة المنظومة غير المسبوقة التي ظهرت في قطر

حذر نشطاء في مجال البيئة من أجهزة التكييف التي تعتمد عليها قطر في تبريد الملاعب، مشيرين إلى أنها ليست صديقة للبيئة وتزيد من الانبعاثات، حسب وصفهم.
Sputnik

نقلت وكالة "أ ف ب" عن زينة الحاج، مديرة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "غرينبيس" البيئية، تحذيرتها بأن "التكييف حول الملاعب ليس أمرا صديقا للبيئة، بل يزيد من الانبعاثات".

"أنفاق طولها 150 مترا"... منظومة غير مسبوقة تظهر داخل قطر
وأضافت أن نظام التبريد المستخدم في الملاعب السبعة التي ستستضيف بطولة كأس العالم، من الممكن أن "يصبح أكثر استدامة" إن كان يعمل بالطاقة الشمسية، موضحة أنه "لا يوجد أي من هذا في قطر حتى الآن".

وقال أستاذ الهندسة سعود عبد الغني الذي أشرف على تطوير تقنية التبريد، إنه تم استخدام "كمية جيدة من الطاقة" وأن النظام سيعتمد على مولدات ديزل ملوثة كوسيلة احتياطية في حال انقطاع الكهرباء، وفقا لـ"فرانس برس".

وأشار إلى إلى أن "تخفيض درجات الحرارة في الملعب يؤدي إلى الخُمس فقط من الانبعاثات الناتجة عن تبريد ردهات المطارات المشابهة من حيث الحجم"، مؤكدا أنه "على الرغم من أن جميع الملاعب الثمانية، بما في ذلك ستاد خليفة الدولي، سيكون لها أسطح مفتوحة خلال كأس العالم، لن يكون هناك تبديد للهواء المبرد".

وأوضح "نضخ ذات الكمية من الهواء البارد في نفس الموقع-- ثم نقوم بإعادة تدويره كله".

ومن جانبها تؤكد السلطات القطرية، وفقا للوكالة الفرنسية، أن هذه المنظومة المتطورة تثبت قدراتها، على استضافة نهائيات كأس العالم المقبلة في ظل أجواء مناخية مريحة، رغم المخاوف من تأثيرات الطقس الحار في الخليج على البطولة، والتي دفعت إلى نقل موعدها من الصيف (كما جرت العادة) إلى فصل الشتاء.

وسيقوم نظام إلكتروني بإعداد الرياضيين للتأقلم مع الحرارة عبر تبريد أجسامهم على مراحل عند مرورهم في النفق تحت الأرض في طريقهم إلى أرض الملعب الذي يتسع لنحو 46 ألف شخص.

وأكد المنظمون أنهم اتخذوا خطوات للتخفيف من أثر البطولة وبأن كأس العالم 2022 لكرة القدم التي ستعقد أيضا في الإمارة الخليجية الصغيرة، ستكون "محايدة للكربون"، إلا أن نشطاء في مجال البيئة شككوا في ذلك، محذرين من أن هذه البطولات تعتمد بشكل كبير على أجهزة التكييف التي تحتاج للكثير من الطاقة وتحلية المياه والبلاستيك المستخدم لمرة واحدة، بالاضافة إلى السفر جوا إلى الموقع، لا يمكنها أن تكون حقا صديقة للبيئة.

لمكافحة آثار التغير المناخي... قطر تتبرع بـ 100 مليون دولار
ويجعل نظام التبريد ستاد خليفة الدولي، مقر البطولة الرئيسي وأحد الملاعب المضيفة لمونديال كرة القدم 2022، الحرارة داخله ما بين 23 و25 درجة، وستجري البطولة في ظل درجات حرارة تصل نهارا الى 38 مئوية ورطوبة تناهز 50 بالمئة.

وكشف الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم قطر 2022 ناصر الخاطر أن "حقيقة عدم وجود سفر جوي داخل البلاد، يعني أنه سيزيل الكثير من الكربون المنبعث خلال البطولات"، متابعا "حقيقة أن المترو الآن سيكون متوفرا للمشجعين لاستخدامه، يعني أنه سيأخذ الكثير من الكربون خارج البيئة بسبب انخفاض استخدام السيارات والحافلات".

وقال الخاطر، إن بلاده تعمل من أجل جعل الملاعب "صديقة للبيئة قدر الإمكان"، مشيرا إلى أن ذلك سيأتي عبر "استخدام أنظمة إضاءة وأنظمة مياه مستدامة للغاية، وتوليد الطاقة لهذه الملاعب كان من الأمور التي أوليناها اهتماما".

وأضاف "كان هناك نقاش كبير حول الطاقة الشمسية، وما التزمت قطر القيام به كان محطات لتوليد الطاقة الشمسية قبل كأس العالم"، وسيستخدم المنظمون أيضا الائتمان الكربوني ويخططون لزراعة آلاف الأشجار لموازنة الانبعاثات.

مناقشة