مسؤولون أيرلنديون: عرض جونسون بشأن "بريكست" غير مقبول

وصف مسؤولون أيرلنديون عرض رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن "بريكست" بأنه غير قانوني، وأنه لا يعمل.
Sputnik

ذكرت ذلك صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن المسؤولين الأيرلنديين قالوا إنه غير قانوني وغير مقبول"، مشيرة إلى أن هذا العرض يعتمد على نظرية "الموافقة أو الرفض".

وقالت الصحيفة البريطانية إن عرض جونسون النهائي بشأن "بريكست"، الذي يقدمه لبروكسل، ربما يموت قبل أن يولد، بعدما تم تداوله من قبل الحكومة والمعارضة في أيرلندا.

من يؤيد ومن يعارض؟... كل ما تريد معرفته عن البريكست
ولفتت إلى أن القانون البريطاني يحظر إقامة أي أعمال إنشائية على الحدود الأيرلندية، خاصة إذا لم تكن موجودة قبل الـ"بريكست".

ونوهت الصحيفة إلى قول مسؤول بالاتحاد الأوروبي: "إذا كان هذا هو العرض النهائي، فإنه لن يكون هناك اتفاق".

وقال وزير الشؤون الأوروبية في أيرلندا، هيلين ماكنتي، إن خطة جونسون لن تكون مقبولة، وأنها تثير الشكوك حول مصداقية رئيس الوزراء البريطاني في البحث عن اتفاق بشأن "بريكست".

وتابع: "ما نتحدث عنه هو اختيار أجزاء لسوق واحد في أيرلندا الشمالية، في وقت محدود، وهو أمر غير مقبول".

وبحسب الصحيفة، فإن خطة جونسون، التي تهدف لإنهاء "بريكست" في 10 أيام، سيتم تسليمها للاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، وتتضمن "الموافقة أو الرفض" للاتفاق، باعتبار أن هذا عرض جونسون الأخير.

ويتضمن العرض إنشاء حدود مزدوجة لمدة 4 سنوات، وتشمل مغادرة بريطانيا للاتحاد في 31 أكتوبر / تشرين الأول الجاري، مع فترة انتقالية حتى ديسمبر / كانون الأول 2020، على أن يتم حل مشكلة الحدود مع أيرلندا بعرض خاص، بشأن أيرلندا الشمالية.

ويريد جونسون إبقاء إيرلندا الشمالية ضمن السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي حتى 2025، ولكن ضمن وحدة جمركية مع بقية أراضي بريطانيا، وبذلك ستكون هناك حدودان: عمليات مراقبة جمركية بين الإيرلنديين وأخرى في بحر أيرلندا الذي يفصل بين بريطانيا ومقاطعتها إيرلندا الشمالية.

ويكشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الخطاب الختامي لمؤتمر حزبه المحافظ، اليوم الأربعاء، "العرض النهائي" لاتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي، محذرا من أنه إما أن تقبل المفوضية الأوروبية به أو يتم تنفيذ بريكست بلا اتفاق، بحسب ما ذكره موقع "فرنسا 24".

وزير الخارجية الفنلندي يزور لندن لبحث ملف "بريكست"
ولفت الموقع إلى قول مكتب جونسون إن هذه المقترحات الرسمية يفترض أن تسمح بإبرام "تسوية منصفة ومعقولة" لتجنب بريكست بلا اتفاق ستكون عواقبه التي قد تتمثل بفوضى، كارثية للاقتصاد البريطاني.

وأشار إلى تحذير مكتب جونسون من أنه "إذا لم تجر بروكسل (المفوضية الأوروبية) حوارا حول هذا العرض، فستكف الحكومة عن التفاوض إلى أن نغادر الاتحاد الأوروبي" في 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وبات الوقت ضيقا للتوصل إلى اتفاق، بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، خاصة أنه لم يتبق سوى 29 يوما من الموعد المحدد لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

ورفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، معبرا عن استيائه خصوصا من "شبكة الأمان" الآلية، التي تهدف إلى تجنب عودة حدود في إيرلندا بين المقاطعة الشمالية البريطانية والجمهورية الجنوبية العضو في الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست".

أزمة أيرلندا

تخشى بريطانيا من أن يؤدي عودة الحدود بين الايرلنديين في حال خروج بريطانيا بلا اتفاق قلق دبلن، التي ترى في ذلك تهديدا للسلام الذي تم إحلاله بصعوبة في 1998 في إيرلندا الشمالية بعد ثلاثة عقود من أعمال العنف بين الجمهوريين القوميين الكاثوليك أنصار إعادة توحيد الجزيرة، و الوحدويين الموالين للتاج البريطاني البروتستانت.

على خلفية أزمة "بريكست"... استقالة وزيرة العمل والمعاشات في بريطانيا
وتولى جونسون السلطة في يوليو / تموز، ووعد بمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر / تشرين الأول، بأي ثمن بعدما أجّلت تيريزا ماي بريكست مرتين في إطار مساعيها للتوصل إلى اتفاق.

ويقدم نفسه في الخطاب على أنه منقذ بريكست الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين معه في استفتاء 2016، في مواجهة زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن الذي رفض أن يتخذ موقفا مع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه.

وأفشل البرلمان حيث لم يعد يملك جونسون أغلبية، بشكل منهجي استراتيجيته.

وبلغت الخلافات بين جونسون والنواب أوجها، الأسبوع الماضي، مع إلغاء المحكمة العليا قراره تعليق البرلمان خمسة أسابيع.

وبحسب "فرنسا 24" سيوجه جونسون ضربة للنواب حيث سيلقي خطابه في مانشستر بدلا من حضور جلسة المساءلة الأسبوعية للنواب الذين رفضوا تعليق عمل البرلمان خلال مؤتمر حزبه.وسيحضر بدلا منه وزير الخارجية دومينيك راب.

مناقشة