احتجاجات الأردن ... هل تغير نهج الثورات في الوطن العربي

انتهى قبل أيام أطول إضراب في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، بالإعلان عن اتفاق بين الحكومة الأردنية ونقابة المعلمين الأردنيين بعد الاتفاق على جدول العلاوات، التي حقق من خلاله المعلمون مطالبهم، برفع الأجور، خلال اجتماعات ومفاوضات وأخذ ورد بين الحكومة ونقابة المعلمين.
Sputnik

الإعلان الذي بدأه رئيس الوزراء الأردني، يوم السبت 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بتقديم اعتذار للمعلمين الأردنيين، والذي أنهى وبشكل سلمي أطوال احتجاج بتاريخ الأردن، يطرح الكثير من التساؤلات، كحالة جديدة تشهدها المنطقة العربية في حل أزماتها من خلال المفاوضات والابتعاد عن العنف، واتخاذ المحكمة طريقا لحل النزاع، والعقلانية في التعاطي مع المسائل الشعبية.

الظاهرة شكلت سابقة...هل يمكن أن تعمم هذه التجربة عربيا؟

في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أشار الباحث السياسي العراقي علي التميمي إلى أن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق العهد الدولي تؤكد على حرية الاعتصام والتظاهر، ولا يمكن أن يقيد هذا الحق إلا في حالة القيام بعمليات إرهابية، وهذا ما أكدت عليه لوائح الأمم المتحدة لوائح السلوك في التعامل مع المتظاهرين، وفق انتفاقية اللاعنف مع المتظاهرين".

واعتبر تميمي أن "الظاهرة التي حصلت في الأردن هي سابقة مهمة ستؤسس إلى سلوك جميل مع المتظاهرين لحل الأزمات بطريقة سلمية، لذلك هذه الظاهرة شكلت سابقة في التعامل مع المتظاهرين".

كما أشار الباحث السياسي السوري الدكتور عوني الحمصي في تصريح لـ"سبوتنيك" أن

"هناك جهات لها أجندات خارجية تستغل الحدث وتحرفه عن هدفه الحقيقي، كما يحدث في العراق وحدث سابقا في 2011 تحت مسمى (الربيع العربي)".

 وبين الحمصي أنه لا يمكن مقارنه حالة الأردن مع حالات أخرى في الوطن العربي "الحالة هنا مختلفة، الأردن ليس مستهدفا من قوى خارجية بالمعنى الحقيقي، بقدر ما كانت الأمور هناك تأخذ مجرى الضغط على الحكومة لتحقيق المطالب المحقة بالنسبة لشريحة المعلمين".

الإعلام العربي يعاني من "شيزوفرينيا" في التعاطي مع الحدث.

اعتبر تميمي أن الإعلام الرسمي العربي "دائما يميل للسلطة... فعندما تكون السلطة قوية، ستجد أن وسائل الإعلام تقف مع السلطة وأجهزتها حتى لو كانت هذه السلطة قمعية، لكن عندما تتهاوى هذه السلطات، تجد نفس وسائل الإعلام التي كانت تمدح بالسلطة تسبها، وهذه شيزوفرينيا إعلامية".

وأكد التميمي أن هذا الازدواج الخطير وغير المبرر يدل على أن "الإعلام العربي ليس له مبدأ ثابت في التعامل مع التظاهرات، ولا يقدم الحقيقة، لذلك إذا كنا نريد أن نتأكد من خبر نذهب إلى الوكالات العالمية".

فيما اعتبر الحمصي أن أجندات الإعلام في بعض الدول العربية والغربية "تريد توظيف هذه الأحداث للضغط على الحكومات وعلى شعوبها، وبالتالي لا تحقق هذه التحركات الشعبية أهدافها بالشكل الحقيقي بل يتم حرف مسار الأحداث لتحقق مصالح تلك الدول".

دول كبرى تفتعل بؤر توتر وأزمات في المنطقة

وقال حمصي أن "الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في مرحلة الجيل الخامس من الحروب، وهي افتعال البؤر والأزمات، والاستثمار في مطالب الشعوب، وجعل المنطقة دائما في حالة غليان، وبالتالي عدم الاستقرار على المستوى الداخلي والإقليمي وهذا سيعطي ورقة رابحة في يد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية لاستغلال الأحداث لصالحها".

وبين حمصي أن التعاطي مع هذه المسائل في هذه المرحلة، مرهون بالتعاون والمرونة والتجاوب السريع من قبل الحكومات ليتم سحب هذه الورقة من يد تلك الدول.

مناقشة