الأموال العربية تذهب إلى ببجي موبايل... والناس جياع

عالم من الخيال والعنف، يعيشه أطفال وشبان العالم بما في ذلك العالم العربي داخل هواتفهم المحمولة وأجهزة الحاسوب، فقد حققت الألعاب الإلكترونية، خصوصا التي تحمل طابع العنف والحرب كلعبة "ببجي موبايل" شهرة واسعة في الآونة الأخيرة.
Sputnik

الكثير من المعارك والخطط الهجومية بُثّت على وسائل التواصل الاجتماعي العربية، قام بها ناشطون، وآلاف المتابعين شاهدوا هذه المعارك بشغف كبير، لتزيد من شعبية هذه الألعاب أولا، والمنافسة بين رواد هذه الألعاب ثانيا، لتحقيق فوز هنا وانتصار هناك بين مجموعات من الفرق "الغروبات" من بلدان وأعراق مختلفة، ما شجع الكثير من هؤلاء على دفع النقود، بهدف تحقيق انتصار منشود.

الدفع "الإلكتروني" لشراء الأسلحة وتحميل الألعاب

حب الانتصار على العدو الوهمي، دفع الكثير من رواد هذه الألعاب، إلى أساليب الدفع من خلال البطاقات البنكية، ففي البلدان العربية التي تتوفر في بنوكها خدمات "الدفع الإلكتروني"، يمكن للمشترك الدفع المباشر، وذلك من خلال تحميل بيانات بطاقته البنكية ضمن اللعبة، أما في البلدان التي لا تتوفر فيها هذه الخدمة، كالعراق وسوريا على سبيل المثال لا الحصر، تنتشر بطاقات مسبقة الدفع "غوغل بلاي"، بمبالغ محددة للشراء، فهناك بطاقات تبلغ تكلفتها "100" دولار، وأخرى "20" دولار أو "10" دولار، ويكفي أن تكتب في أي محرك للبحث "كيف ندفع في لعبة ..." حتى تحصل على الكثير من الشروحات والتفاصيل حول عملية الدفع وطريقة التفعيل.

مشاهير من خلف قبضة الموبايل!

من جهة أخرى، نشاهد الكثير من الشبان الذين أصبحوا "كالنجوم"، لهم ألوف المتابعين والمعلقين على صفحات "السوشيال ميديا"، فقبل أشهر، وتحديدا في مدينة إسطنبول التركية، استقبل شاب سوري "سامر وحود" الملقب بـ"ابن سوريا" استقبال الأبطال، في حالة هستيرية غريبة تدعو إلى التوقف عندها للحظات، لدراسة الأسباب ومعرفة النتائج!

يدفعون للألعاب وهم جياع!

الحالة الأكثر غرابة يمكن رصدها في بعض المناطق العربية التي تشهد أزمات سياسية واقتصادية، كالعراق وسوريا على سبيل المثال، فبرغم تردي الأحوال المعيشية الناتج عن عدم الاستقرار والأزمات التي تعصف بهذه الدول، نشاهد في بعض مناطق الريف السوري وحتى المدن الكبرى، انتعاشا في تجارة بطاقات الدفع الخاصة بلعبة "ببجي موبايل"، لتشكل سوق سوداء خاص بها (غير الحكومي)، ويمكنك رصد الرواج الكبير لشراء تطبيقات "كسر البروكسي" التي تمكن رواد هذه الألعاب خرق الحجب الذي طبقته بعض الدول العربية عليها، في حين يعيش آخرون في هذه البلدان انخفاض حاد في مستويات الدخل، تقارب خط الفقر الأدنى، في تناقض عجيب، ربما يعكس بين طياته هروبا من واقع أليم على المستويات كافة يعيشها الكثير من أبناء الوطن العربي.

مناقشة