راديو

هل التهديد التركي سيسرع بدء محادثات بين دمشق والقيادات الكردية في الشمال السوري؟

تستمر تركيا بحشد قواتها على الحدود السورية التركية استعدادا لعملية عسكرية ضد ما تسميهم الإرهابيين من حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من الشمال الشرقي لسوريا، فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى حل الأزمة في شمال شرق سوريا عن طريق الحوار بين أنقرة ودمشق والأكراد.
Sputnik

كما انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا، معلناً أن الموقف الأمريكي متناقض جداً.

ونوَه لافروف إلى أن روسيا دعت الولايات المتحدة مرارا إلى وقف الاحتلال غير القانوني للأراضي في منطقة التنف حيث أنشأوا قاعدتهم.

 من جانبها رفضت دمشق التدخل التركي في الأراضي السورية ووصفته بالعدوان وأن سوريا ستدافع عن جميع الأراضي السورية ولن تقبل بأي احتلال لأي ذرة تراب سورية.

وكان دونالد ترامب قال عن انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا: علينا الخروج من تلك الحروب السخيفة وأضاف، لن ندافع عن القوات الكردية ضد أي هجوم تركي في سوريا

يقول الدكتور عبد القادر عزوز المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري:

"مما لا شك فيه بأن طبيعة تبعية تركيا للولايات المتحدة، تجعلنا على يقين بأن ما تفعله وما تقوم به تركيا يأتي ضمن المشروع الأمريكي في إعادة رسم معالم المنطقة وهندستها من جديد، ويجب التمييز ما بين أوجه التوتر التكتيكي وطبيعة التبعية الاستراتيجية التركية للولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1947 على مبدأ "ترومان" وسد المنافذ، وبالتالي فأنا لا أعتبر ما تحدث عنه ترامب عملية انسحاب، إذ أننا لم نجد عملية تفكيك للقواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي السورية، بل هي عملية استبدال وإعادة تموضع، كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف، إنه هناك معلومات تشير إلى أن الجانب الأمريكي، قام بعملية استبدال وسحب بعض جنوده، ليستبدلهم بمرتزقة من ضمن الشركات الأمنية الخاصة، وكل ما يحصل هو عملية تبادل للاحتلال في سوريا".

فيما أجاب نواف خليل مدير المركز الكردي عن سؤال، ما الذي يمنع القيادات الكردية من الذهاب إلى دمشق مباشرة من أجل إجراء محادثات لتفادي دخول قوات تركية إلى الشمال السوري، حتى لا يتكرر سيناريو عفرين، طالما أن روسيا تسطيع لعب دور إيجابي في هذا الشأن؟

"لا يوجد أي شيء يمنع لأن تتوجه وفود من مجلس "سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية إلى دمشق، فليس هناك من الاحتلال والغزو التركي الذي يعيث فسادا وتغييرا ديموغرافيا في اعزاز وجرابلس ومنبج وعفرين التي تتعرض إلى همجية لا مثيل لها، ونحن كسوريين يجب أن نتنازل إلى بعضنا البعض أفضل من التنازل إلى أي طرف دولي".

وأضاف نواف خليل: "إن القيادات الكردية توجهت إلى دمشق قبل قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية، وهذا لم ولن يحظى برضى أمريكا، لكن هكذا كان الخيار، ونحن ككرد ننتظر موقف آخر، وإن موقف السيد لافروف هو موقف جديد ولافت، وما تحدث به لافروف مشجع ومبشرة".

من جانبه أردف الدكتور عبد القادر عزوز: إن الصديق الروسي كان دائما يدعو إلى جلس جميع الأطراف إلى طاولة الحوار، ونتذكر كيف تمت دعوة أهلنا الكرد ولقسد ليكون هناك حوار بناء، وليس من أجل استثمار سياسي للضغط على طرف من الأطراف، ومن خلال هذا الحوار إعلان الولاء للدولة الوطنية السورية".

وكانت "قسد" أغلقت كل طرق الخروج من مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي بوجه المدنيين، مع بدء العملية العسكرية التركية في الشمال السوري. 

يمكن للاستماع إلى الحوار كاملا في الملف الصوتي

إعداد وتقديم: نزار بوش

مناقشة