أكاديمي عراقي: دعوات التظاهر تؤكد فشل وعود حكومة عبد المهدي

قال الدكتور قحطان الخفاجي أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين العراقية، إن التظاهرات الأخيرة تختلف بشكل كبير عن سابقتها من حيث التراكم المعرفي الميداني للمتظاهرين، يقابلها فشل كامل مطبق في إدارة الدولة من جانب حكومة متهلهلة ووعود لم يؤمن بها ولا يرتكن إليها من جانب المواطنيين.
Sputnik

وأضاف الخفاجي في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الخميس، ونحن كمراقبين نرى أن التظاهرة سائره في طريقها لا تنتبه لما يطلق من وعود من جانب الحكومة، فإذا خفتت أو توسعت التظاهرات فهو جزء من إدارة ذاتية لذاتها، ونتوقع استمرار التظاهرات وأن تأثيرها سيتعاظم أكثر فأكثر، لأن مجرد الخروج غدا "إذا خرجت" ستكون ضربة قاصمة للوعود الكاذبة التي أطلقتها الحكومة.

مظاهرات العراق تغير من نظام نوم رئيس وزراء العراق
وتابع أستاذ الاستراتيجية، أن الشىء الآخر والأهم، أن التظاهرات الأخيرة عبرت عن وحدة عراق كامل وهو ما عبرت عنه مدينة الصدر والتي كانت ومازالت قلب الثورة، وعبرت عن أن العراق بعيد عن الطائفية والمذهبية، ولأن التظاهرات الأخيرة يقودها شباب في العشرينات لم يعيشوا حتى فترة صدام حسين، لذا عجزت الحكومة عن توصيفهم بأنهم صداميون أو في أي شكل سياسي آخر.

وأكد الخفاجي أن النشطاء والثوار أخبرونا بأن الجيش العراقي الأصلي والقوات الأمنية متعاطفين مع الدولة بشكل كبير وهناك محاسبات لهم من جانب الدولة، لكن ما حدث أن هناك ملثمون مجهولي الهوية يرتدون زي أسود لا يتحدثون سوى بالإشارة، وتحقق الثوار والنشطاء من أن الكثير من أن هؤلاء ليسوا عراقيين، لذا فإن هذه القوة المجهولة ستمارس الضغط والقوة القاتلة على المتظاهرين، مشيرا إلى أن التجربة خلال الأيام الماضية أكدت أن المتظاهر العراقي هو أكبر من الطلقة وأكبر من قاتله.  

ويشهد العراق منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وأكثر من 10 محافظات أخرى للمطالبة برحيل حكومة عادل عبد المهدي والتي أكملت عامها الأول دون أن يشعر المواطن بأي تحسن كما يقول النشطاء، وقد واجهت القوات الأمنية التظاهرات بالغاز والرصاص المطاطي، إلا أن المتظاهرين يقولون إنها استخدمت القناصة والرصاص الحي ما أودى بحياة أكثر من 100 شخص حتى الآن، وأكثر من 4000 مصاب، وسط غضب شعبي متصاعد وارتفاع سقف المطالب.

مناقشة