هل تنجح باكستان في رأب الصدع بين طهران والرياض؟

استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس وزراء باكستان عمران خان، وكذلك التقى خان مع ولي العهد محمد بن سلمان، وتشير التقارير إلى أن هدف الزيارة هو الوساطة بين جمهورية إيران والمملكة العربية السعودية.
Sputnik

وكان عمران خان قد زار جمهورية إيران يوم الأحد الماضي، حيث قال إن بلاده لا تريد أن تشهد صراعا جديدا في المنطقة، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي قد طلب منه التوسط لإجراء حوار بين السعودية وإيران.

ما الذي يحمله عمران خان؟

وعن هذه الزيارة والدور الذي يمكن أن يلعبه رئيس الوزراء الباكستاني في التقريب ما بين طهران والرياض، تحدث المحلل السياسي السعودي سعد بن عمر لـ"سبوتنيك" ويقول: باكستان دولة صديقة للمملكة العربية السعودية، ويهمها أن يكون الوضع في الشرق الأوسط بأمن واستقرار، وكذلك إيران جارة لباكستان، ومن هذا المنطلق يحاول عمران خان أن يسجل نقطة للسلام.

ويكمل بن عمر: من الذي أرسل عمران خان هل هي إيران أم المملكة العربية السعودية، أعتقد وبل أنا جازم بأن المملكة كانت قد أعلنت على لسان أكثر من مسؤول بأنها لم تطلب من عمران خان التوسط.

ويواصل: "بما أن السيد عمران خان وصل إلى إيران، فمعنى ذلك أن هناك قبول وهناك رسائل، وهذه الرسائل قد تكون نور في نهاية النفق، أو قد تظل إيران على مواقفها السابقة".

بدوره المحلل السياسي الإيراني حسن هاني زادة وفي حديث مع "سبوتنيك"، يرى بأن السعودية تسعى إلى الوساطة للخروج من المأزق التي وقعت فيه، ويقول: "في الحقيقة السعودية وبعد هزاتها العسكرية والميدانية والسياسية، ووقوعها في المستنقع اليمني، تريد الخروج من هذا المستنقع، وهي استنجدت برئيس الوزراء الباكستاني السيد عمر خان، باعتبار أن باكستان لديها علاقات تقليدية سياسيا وعقائديا مع السعودية".

ويتابع هاني زادة: لهذا السبب محمد بن سلمان ولي العهد السعودي طلب من عمران خان أن يتوسط مع طهران، لعل وعسى أن تؤدي هذه الوساطة إلى تسوية شاملة بين إيران والسعودية، باعتبار أن العلاقات المحتدمة تركت أثرا سلبيا على المستجدات في المنطقة.

تجاوب مع المبادرة

وعن تجاوب الدولتين مع المبادرة الباكستانية، يقول المحلل السعودي سعد بن عمر: يبدو على إيران عدم الجنوح للسلام في الوقت الذي يطلب فيه العالم كله السلام، فالولايات المتحدة تطالب بالسلام، وكذلك باكستان والصين، وروسيا قبل يومين أعلنت أنها تريد من قادة المنطقة اللجوء إلى المباحثات، لكن أعتقد أن إيران لن تدخل في عملية سلام قريبا، لأنها تعتمد في نظامها على الإسلام.

ويتحدث المحلل الإيراني حسن هاني زادة عن التجاوب الإيراني مع هذه الوساطة، ويقول: جاء عمران خان حاملا رسالة شفهية من ولي عهد المملكة، وإيران بطبيعة الحال تريد أن يكون هناك تسوية شاملة، وهي مستعدة لإجراء حوار مع جيرانها العرب.

ويكمل: يجب أن تكون هذه الوساطة مرتكزة على أسس حقيقية لأن السعودية قامت بدور تخريبي حتى الآن في المنطقة، وعليها أن تتخذ خطوات عملية لإثبات حسن نيتها، لأن سياسة الرياض منبثقة من سياسة الإدارة الأمريكية، ولا تستطيع السعودية اتخاذ أي قرار بعيدا عن سياسة البيت الأبيض.

مطالب محددة

وعن مطالب المملكة العربية السعودية وإيران لتقريب وجهات نظر الدولتين الإقليميتين، يقول بن عمر: المملكة لا تريد شيئا من إيران، بل تطالب بشيء فقط، وهو أن تكف إيران أذاها عن المنطقة، وهو المرتكز هنا، فإيران تتدخل في كافة الدول العربية، ونحن نريد أن يكون هناك سلام مع إيران، مقابل تبادل تجاري وحدود مفتوحة وعلاقات طيبة، لكن الإيرانيين لا يريدون ذلك.

ويكمل بن عمر: لا أحد يستطيع أن يقنع إيران وهي في هذا الوضع الحكومي الحاضر، و أن تتقدم خطوة نحو السلام، لأن قاعدتها السياسية ترتكز على "الموت لأمريكا" وأن العالم كله يحارب إيران.

ويقول الكاتب الإيراني: القيادة الإيرانية مع رئيس وزراء باكستان قالت أن على السعودية أن تنهي العدوان على اليمن، وتكف عن دورها التخريبي ولا تتدخل في شؤون الدول الحليفة والصديقة لإيران كسوريا والعراق.

ويضيف: إيران جاهزة لإجراء حوار مع السعودية في حال أنهت الأزمة اليمنية، وانسحبت من أراضيها، وربما إذا ما نفذتها السعودية سيكون هناك وار، لكن الأمور تشير إلى أن السعودية غير صادقة وتتعامل تكتيكيا مع إيران، والقيادة الإيرانية واعية ومدركة لهذه الألاعيب السعودية.

أمل النجاح        

وحول حظوظ نجاح هذه المبادرة يعترف المحلل السعودي بن عمر بأن الحظوظ ضعيفة، ويوضح: "أنا غير متفائل ما دامت هذه التشكيلة في الدولة الإيرانية، ولن تتغير مواقف الدولة الإيرانية إلا بتغير هؤلاء الأشخاص، ولو جنحت إيران للسلم فمعنى ذلك سقوط النظام الإيراني".

كما لم يبد هاني زادة تفائله أيضا بهذه الوساطة، ويقول: "من الصعب جدا أن تنجح هذه الوساطة، لأن السعودية تارة تكون إيجابية وتارة تقوم بضرب السفينة الإيرانية في البحر الأحمر، وهذا يدل على أن السعودية كلما اتجهت نحو إيران تتدخل الولايات المتحدة وتمنعها من تسوية الخلافات معها".

مناقشة