صاروخ روسي يدفع أمريكا للموافقة على تخفيض الترسانة النووية

قبل 37 عاما بدأ عصر جديد في تاريخ الأسلحة.
Sputnik

ففي عام 1982 أصبح في حوزة روسيا التي كانت حينئذ إحدى الجمهوريات السوفيتية المتحدة صاروخ جديد تماما. وخرج هذا الصاروخ إلى حيز الوجود تحت اسم "توبول" (هذه الكلمة الروسية تعني الحور).

سلاح الردع

انضم صاروخ "توبول" وهو صاروخ بالستي عابر للقارات، إلى ترسانة الأسلحة الروسية الرادعة التي تتمثل مهمتها في تذكير مَن قد يفكر في شن العدوان بأنه سيتلقى هجوما معاكسا ساحقا بالضرورة.

فمثلا، ما برحت الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسينات القرن الماضي تضع خطط تدمير الترسانة النووية الروسية بالضربة الصاروخية المكثفة المباغتة. ولكيلا يحدث ذلك أقدمت روسيا على توزيع أسلحتها النووية المدعوة للرد على العدوان بين الغواصات وقاذفات القنابل وقطارات السكك الحديدية بغية الحفاظ على أكبر عدد منها في حال تعرضت إلى هجوم تستخدم فيه الأسلحة النووية.

وكان صاروخ "توبول" سلاحًا من المستحيل صيده وتدميره، فهو يركب السيارة التي لا تتوقف عن التنقل من مكان إلى آخر. ويمكن نظريًا اكتشاف هذه السيارة بواسطة القمر الصناعي أو طائرة التجسس، ولكن من المستحيل التكهن بالمكان الذي ستصل إليه في أقرب وقت.

يقدر على تدمير مدينة كاملة

يعمل صاروخ "توبول" البالغ طوله 22 مترا بالوقود الصلب غير القابل للاشتعال، ولا يتسرب منه أي شيء يضر بالبيئة، ويمكن تخزينه مع الحفاظ على الجاهزية القتالية لمدة 20 عاما. ويقدر رأسه المدمر على تدمير المدينة المتوسطة.

وينطلق صاروخ "توبول" من حاويته عموديًا، ويصل رأسه المدمر إلى قمة المدار حول الأرض بعد ثلاث دقائق. وينقض الرأس المدمر على هدف محدد من علو. ومن أجل تجاوز الدفاع الصاروخي يطلق صاروخ "توبول" وفرة من الأهداف الكاذبة التي تثير "الزوبعة" على شاشة رادار الدفاع الصاروخي، ويعطّل أجهزة توجيه الصواريخ الاعتراضية بالتشويش الإلكتروني.

الصاروخ مع المطبخ

من الواضح أنه كان لصاروخ "توبول" تأثير على مخططي الحرب ضد روسيا، فبعد دخول صواريخ "توبول" الخدمة الفعلية وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على مفاوضة روسيا (الاتحاد السوفيتي) حول نزع الأسلحة النووية، ثم وافقت على تخفيض الترسانة النووية.

وبالنسبة لروسيا تطلب الأمر حل مشكلات ترتبت على وجود صواريخ "توبول" منها مشكلة توفير حاجات مشغّلي الصواريخ، مع العلم أن حوالي مائة شخص يرافقون كل صاروخ أثناء تنقلاته.

ونقلت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" عن فلاديمير بوخشتاب، نائب كبير مصممي صاروخ "توبول"، قوله إن الأمر تطلب تسع سيارات لنقل مرافقي الصاروخ ومستلزمات حياتهم. ولكيلا يرافق هذا العدد من السيارات منصة إطلاق الصواريخ وهو ما يعرقل إخفاء الصاروخ، تم إيجاد السيارة الواحدة التي تحتوي على مولد الكهرباء والمؤن والمطبخ وأماكن الاستراحة. وتصاحب هذه السيارة كل سيارة تحمل الصاروخ ومنصة إطلاقه دائما.

صاروخ روسي يدفع أمريكا للموافقة على تخفيض الترسانة النووية
مناقشة